مختبر جهوي… الضيق والضغط يؤخران النتائج

استقبال ضيوف في مختبر ابن طفيل أمر غير مرغوب فيه، ليس فقط لأن مهمة إجراء التحاليل تتطلب الدقة والتركيز وتوفير جميع شروط التعقيم، بل لأن ضيق مساحة أهم مختبر في الجهة لا تحتمل نزول قدم أخرى على أرضيته، وتصبح الأجساد وهي تعبر ممره شبه متلاصقة.بعد أن يطمئن البروفيسور ابراهيم أدمو، إلى أن مهمة ضيفيه «مرخصة»، يسرع إلى عرض تفاصيل قبح مختبر يستقبل مئات الحالات يوميا. «سنبدأ من الممر، هل ترون هذه الصوانات الحديدية إنها مستودع ملابسنا، هنا يحتفظ الموظفون بملابسهم وأغراضهم الشخصية»، يقول المسؤول عن المختبر، قبل أن يشير إلى ما وراء ستار طبي، «هيا تقدموا منه»، يضيف الرجل مشجعا على الاقتراب مما سمي عنوة «مكتب» الكاتبة خصص له ركن ضيق مفتوح على درج القبو. ضيق المكان يحول مهمة موظفي المختبر إلى عقاب، «القاعات ضيقة بشكل يصبح فيه وجود أربعة موظفين غير محتمل، فبالأحرى سبعة إلى عشرة، خاصة أن التحاليل الطبية تتطلب دقة في العمل والانتباه والحذر، كما أن القيام بها يدويا يزيد صعوبة مهمتنا»، يقول المسؤول مضيفا أن ظروف الاشتغال المزرية تنعكس على المردودية، «جميع الموظفين يضحون بأوقاتهم ويقضون هنا أكثر من ساعات العمل القانونية، لتكون نتائج التحاليل الطبية متوفرة في الوقت المناسب، ورغم ذلك فإن معدل التأخير قد يصل في بعض الحالات إلى ثلاثة أسابيع، وأسبوعين في أحسن الأحوال، وهذا ناتج أولا عن ظروف العمل والضغط على المختبر من كل مدن الجهة».لتكون صورة الضغط جلية عن ضيفي المسؤول على المختبر يفتح ثلاجته الصغيرة، «هذه ثلاجة المختبر الذي تقبل عليه الجهة كلها، وهذا مكتب متلاش يفترض بالموظف أن يستخدمه للقيام بمهمته، وهؤلاء ممرضون مكلفون بحقن الدماء يقومون بأدوار الكاتبات ويعبئون التقارير يدويا، في الوقت الذي كان يجب أن يتفرغوا للمرضى، لكن لابد من كتابة كل التقارير اليومية حتى لا يفوتنا أي تفصيل ولو صغير لدقة العمل الذي نقوم به هنا».شروط التعقيم والدقة التي تتطلبها بعض التحاليل غائبة وبالتالي صحة الموظفين معرضة للخطر، «هذه القاعة مخصصة لإجراء تحاليل في غاية الأهمية، ويفترض ألا يدخلها أحد، إلا أننا لا نجد مكانا آخر نعاين فيه نتائج تحاليل أخرى، فنستخدم هذه دون أن يكون أمامنا خيار آخر». رسالة المسؤول عن المختبر كانت واضحة إلى كلية الطب، وهو يطالبها بعدم إرسال متدربين، «ضيق المساحة لا يسمح لنا باستقبال متدربين، خاصة أننا حولنا القاعة المخصصة لهم إلى مستودع لخزن بعض الأدوية والمعدات». يحاول البروفيسور أن يوفق بين إبراز المجهودات القصوى التي يبذلها فريقه وبين النواقص التي تعثر مهمتهم وتظهر للمرضى في التأخير نتائج ربما تحدد مصير حياتهم، «حتى الهاتف لا نتوفر عليه للتواصل مع الأطباء الذين يرسلون إلينا مرضاهم، ولذلك نضطر لاستخدام هواتفنا الخاصة عند الحالات الملحة». وينتظر، خلال مدة ليست طويلة، أن تخسر مصلحة السيدا بمختبر ابن طفيل موظفها الوحيد، الذي سيستفيد من التقاعد بعد أن قضى سنوات طويلة مكلفا بمهمة من أصعب المهمات «هذه المصلحة تعكس الخصاص الكبير الذي نعانيه في الموارد البشرية، إذ يتولى موظفها الوحيد القيام بكل المهام» يقول البروفيسور أدمو.إدارة المستشفى تنظر إلى أزمة مختبرها بتفاؤل وهي تعرض تفاصيل مشروع توسعة تتواصل أشغاله منذ أشهر، وستنتهي لتنهي معها مأساة مختبر يعول عليه للفصل في طبيعة أمراض يعانيها مرضى جهة مراكش الحوز تانسيفت.

مختبر جهوي… الضيق والضغط يؤخران النتائج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة: إجراء 20 ألف عملية رغم الإكراهات

إنزال جهوي بمستشفى ابن طفيل بمراكش (2/2)

مقالات ذات صلة