شيعة المغرب يتراجعون عن الاحتفال بعاشوراء

حروب خفية بين التيارات والخوف من المداهمات الأمنية أدت إلى اتخاذ قرار الإلغاء تراجع شيعة المغرب، في الآونة الأخيرة، عن الاحتفال بعاشوراء، تفاديا لأي احتكاك مع المصالح الأمنية، في الوقت الذي فضل فيه آخرون السفر إلى الخارج من أجل ممارسة طقوسهم.وحسب مصادر «الصباح»، فإن شيعة المغرب تداولوا، أياما قبل عاشوراء، أخبارا حول إمكانية الاحتفال بهذا الطقس، بل حدد بعضهم منازل خاصة لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنه)، إسوة بإخوانهم في باقي البلدان، إلا أن تسرب الخبر إلى المصالح الأمنية دفعهم إلى التراجع عن قرارهم في آخر لحظة، خوفا من موجة جديدة لإيقافهم.وأوضحت المصادر نفسها أن منتديات خاصة شهدت نقاشا بين بعض المنتسبين إلى الشيعة حول إحياء الذكرى، وأبدى عدد منهم رغبته في ممارسة طقوسهم، خاصة في المدن التي تعرف وجودا ملحوظا للشيعة، مثل مكناس وطنجة، إلا أن القرار الأخير خلص إلى إلغاء الاحتفال، والاقتصار على تجمعات صغيرة جدا، تجنبا لإثارة الانتباه إليهم.وذكرت المصادر ذاتها أن تقارير أمنية رصدت تحركات الشيعة، إلا أنها تيقنت من غياب أي تجمعات لهم، علما أن بعض الشيعة ظلوا حريصين على الاحتفال بعاشوراء، ولو تقية، بل منهم من اقترح استقبال مغاربة في بلجيكا، التي تحتضن أكبر تجمع للمغاربة الشيعة، للانضمام إلى المحتفلين، إلا أن قرارهم لم يلق قبولا عند أغلبية الشيعة.وقالت المصادر عينها إن بعض المتشددين الشيعة فضلوا الاحتفال بعاشوراء خارج المغرب، خاصة في بلدان أوربية تتسامح كثيرا مع كل طقوس الاحتفال، وذلك تشبثا بما أسموه ب»حقهم في ممارسة طقوسهم».ولم تخف المصادر نفسها أن خلافات بين شيعة من أسباب التراجع عن إقامة الاحتفالات، مشيرة إلى حرب خفية تجري أطوارها في صفوف أتباع المذهب الشيعي، سيما بطنجة، منذ الإعلان عن لجوء تيار إلى سب الصحابة ووصف أحد الخلفاء الراشدين بالشذوذ الجنسي.وأفادت المصادر ذاتها أن الاحتفال بعاشوراء لم يسلم من مواجهات بين تيارات شيعية، إذ احتضنت صفحات المنتديات الإلكترونية حربا، لم تسلم منها بعض الشخصيات السياسية، واجتهد آخرون في ابتكار أساليب جديدة في محاولة لاستقطاب مغاربة إلى مذهبهم عن طريق التعريف به وإبراز «خصوصياته». وكشفت مصادر مطلعة أن أتباع الشيعة اعتادوا، منذ مدة، على التواصل عبر منتديات خاصة جدا، وأن أغلبهم يقطنون بمدن شمال المملكة، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن هذه المنتديات تجتهد لاستقطاب أتباع جدد للمذهب الشيعي، من خلال ترويج أن المغرب «بلد شيعي في الأصل، وأن الإسلام عندما تغلغل فيه، كان على مذهب الشيعة»، محاولين بذلك استقطاب أتباع جدد، وتخفيف الانحسار الذي يعانيه المذهب في الساحة الدينية.وتجدر الإشارة إلى أن إحصائيات غير رسمية تفيد أن عدد الشيعية المغاربة يقدر بالمئات، لكن أغلبهم يستقرون خارج المغرب، خاصة في بلجيكا وكندا، إلا أنهم يشاركون في بعض الاحتفالات الدينية ويمارسون طقوسهم سرا. خالد العطاوي

شيعة المغرب يتراجعون عن الاحتفال بعاشوراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إحراق 2894 كيلوغراما من المخدرات بمراكش

القضاة يحتفون باليوم الوطني للعدالة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات