معرض الكتاب … الوفاء والعرفان

مبدعون وكتاب يتواصلون مع قرائهم واحتفاء بأسماء من السياسة والأدب تواصلت، أول أمس (الأحد) ، فعاليات الدورة 26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بتنظيم مجموعة من الندوات والتوقيعات والاحتفاء برموز الأدب والثقافة. ومن بين أقوى فقرات اليوم اخترنا لكم ندوة استعادت فيها الكاتبة المغربية/ الفرنسية زكية داود جوانب من سيرة القيادي اليساري عبد الله إبراهيم، فضلا عن لحظات أخرى تواصل فيها كتاب ومبدعون مع قرائهم وأشياء أخرى تجدونها في هذا الخاص. داود ترد الجميل لعبد الله إبراهيم كتاب ״تاريخ الفرص الضائعة״ يعيد أفكار أول رئيس حكومة يساري إلى الواجهة لم تجد زكية داود الإعلامية الفرنسية/ المغربية، طريقة للتعبير عن امتنانها وعرفانها لروح عبد الله إبراهيم، سوى تأليف كتاب رصدت فيه تطور هذه الشخصية في السياق السياسي المغربي، وأماطت اللثام عن بعض جوانبها، لا يعرفها سوى ما عاصروها وعملوا إلى جانبها، خلال تقديم كتابها، عبد الله إبراهيم (تاريخ الفرص الضائعة"، مساء أول أمس (الأحد)، بقاعة شنقيط، في إطار فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء. وتمتد علاقة زاكية داود وعبد الله إبراهيم، إلى السنوات الأولى من حصول المغرب على الاستقلال، إذ كان سببا في حصولها على الجنسية المغربية، كما أنها أجرت معه حوارات صحفية مطولة، وعملت إلى جانبه في نقابة الاتحاد المغربي للشغل. وقالت داود إن كتابها يتطرق إلى الجوانب الإنسانية والسياسية والنقابية لعبد الله إبراهيم، أول رئيس حكومة يسارية بالمغرب، مبرزة أنه رغم أنه لم يقض سوى 18 شهرا في منصبه، إلا أنه حقق منجزات كثيرة، مشددة على أنه كان يحلم ببناء تجربة اشتراكية مغربية، غير أن الصراعات التي طبعت التاريخ السياسي المعاصر، بين أحزاب الحركة الوطنية والقصر، أجهضت هذه التجربة. وأضافت الكاتبة والإعلامية، التي استقرت بالمغرب في فترة ما بعد الاستقلال، للعمل مراسلة لمجلة "جون أفريك"، أن الجانب الشخصي والإنساني حاضر في الكتاب، مبرزة أنها كانت تعمل في الاتحاد المغربي للشغل، وكان عبد الله ابراهيم يتردد على النقابة بين الفينة والأخرى، من أجل الوقوف على طباعة جريدة حينها. وأردفت الإعلامية التي شكلت إحدى دعامات الجسم الصحافي بالمغرب، أنه في سياق علاقتها بعبد الله إبراهيم، كان الحديث حينها عن حكومة وطنية، وأنها كانت تجالس الوطنيين والسياسيين، من أجل الإدلاء بوجهات نظرهم في الموضوع، وحينما اجتمعت مع عبد الله إبراهيم، أخبرها أنه لا يمكن إبداء موقف في هذا الشأن دون قيام بتحليل شامل لكل المراحل والتي سبقت تلك اللحظة، وأجابت أنها ستكون سعيدة بإجراء مقابلة مطولة معه يستعرض فيها وجهة نظره وتقييمه لجزء مهم من تاريخ المغرب السياسي. ومن جانبه، قال الأستاذ معروف الدفالي، "إن كل من يقرأ هذا الكتاب، لابد أن ينتبه إلى تعدد أجناسه الأدبية، فهو من جهة دراسة، اهتم بالنخبة الوطنية المغربية الأولى، التي كانت نخبة مدينية أو حضرية، من خلال أحد نماذجها، فمنذ الفصل الأول تؤكد زاكية داود، على صفة المديني وعلى صفة المراكشي بدرب حمان، وهو الحي الذي نشأت فيه نخبة مغربية، من قبيل شاعر الحمراء والمنجرة وعبد القادر حسن"، مضيفا أن عبد الله إبراهيم حسب الكتاب، لم يلج مسار النخبة صدفة، إذ له عدة مداخل إليها، من بينها الشرف الإدريسي، والتصوف الذي ميز عددا من رجال عائلته، كما ولجها عبر مداخل مكتسبة، من قبيل التعليم والثقافة والسياسة والوطنية. عصام الناصيري

معرض الكتاب … الوفاء والعرفان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كاف" تخرج عن صمتها

جيد ضمن قائمة أفضل الحكام الأفارقة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات