الوضع تحت السيطرة … سلاح التطمين

ذعر مع ظهور أنفلونزا الخنازير ومقاطعة الدواجن بسبب أنفلونزا الطيور تجدد الجدل، مع ظهور أنفلونزا "كورونا"، حول قدرة المغرب على مواجهة الأوبئة، وطرحت أسئلة كثيرة حول أهليته لمحاصرة الأوبئة والحد من انتقالها، والحد من انتشار الشائعات، وطرح الموضوع بكثير من الهلع. لم يشكل اهتمام المغاربة ب"كورونا" فارقا، إذ اعتادوا، في كل مرة يظهر فيها وباء جديد، الترقب وانتظار إجراءات وزارة الصحة لوقف انتشاره أو تدابير الحكومة لمنع اختراقه الحدود، علما أن المغرب له سوابق مع أوبئة أخرى عابرة للقارات خلفت ضحايا. يتذكر المغاربة النقاش الكبير بسبب أنفلونزا الخنازير الذي حصد في بداية 2019، 16 حالة وفاة، وطرحت أسئلة عن فشل الحكومة في مواجهة الوباء، ما دفعها إلى الخروج إلى العلن من أجل طمأنة الرأي العام، والتأكيد أن الوضع تحت السيطرة، لكن مع كل علامات وباء جديد في المنطقة، يعاد طرح علامات استفهام حول قدرة السلطات على تطويق الفيروس ومنعه من الانتشار. يستند تخوف المغاربة من انتشار الأوبئة إلى ضعف خدمات القطاع الصحي، ففي حالة أنفلونزا الخنازير اضطرت وزارة الصحة إلى نشر بلاغ مشترك مع مكتب منظمة الصحة العالمية بالرباط، جاء فيه أن الوضع لا يبعث على القلق، وأن نظام رصد الأنفلونزا يؤكد غياب أي ارتفاع غير طبيعي لحالات الأنفلونزا الموسمية، لافتة الانتباه أن الانفلونزا تنتشر في العالم بحلول فصل الشتاء منذ 2010. لكن كل هذه التطمينات تواجه بتقارير الجمعيات المختصة التي تدق ناقوس الخطر، وتؤكد أن الخدمات الصحية العلاجية في تدهور، ما يشجع على تفشي الأمراض المزمنة والمعدية. لكن رغم هذه التخوفات، يبقى المغرب أكثر تأهيلا لمواجهة الأوبئة في منطقة شمال إفريقيا. ويؤكد المختصون أن تزايد الخوف من الفشل في تطويق انتشار الأوبئة يعود إلى التركيز على المقاربة الوقائية بدل العلاجية، وغياب ميزانية للوقاية ووضع برامج خاصة للتحسيس، خاصة في ظل صعوبة تشييد مراكز صحية جامعية في كل المناطق. ولم يسلم المغرب من جل الأوبئة التي ظهرت في العالم حديثا، ومنها أنفلونزا الطيور، التي اضطر المغاربة بسببها إلى مقاطعة استهلاك الدواجن، حتى أصيب القطاع بشبه إفلاس، ما اضطر الحكومة إلى إطلاق برنامج للتلقيح الوقائي ضد الفيروس في جميع وحدات الدواجن، وسمحت لشركات الأدوية البيطرية باستيراد اللقاح. ووضع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، بالتشاور مع الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن برنامجا لمحاربة إنفلونزا الطيور قليل الضراوة بضيعات الدواجن، والذي استهدف الحد من الآثار السلبية للمرض، بهدف التقليل من الوفيات وانخفاض القدرات الإنتاجية. ومن الأوبئة التي مست المغرب الحمى القلاعية، ولجأ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إلى مواجهتها في بداية السنة الماضية، ثم كشف أن الحالات ظهرت بأربع ضيعات بإقليمي الفقيه بن صالح وخريبكة، وضيعة بإقليم سيدي بنور، إضافة إلى ضيعة معزولة بإقليم طنجة، وسهر على تتبع الحالة الصحية للقطيع عن كثب، وتنفيذ جميع التدابير الصحية الوقائية بتنسيق مع السلطات المحلية. خالد العطاوي

الوضع تحت السيطرة … سلاح التطمين

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأوبئة الفتاكة ... الطاعون حصد نصف السكان

لطفي: نظام موسمي متجاوز

مقالات ذات صلة