الإعدام لقاتل طبيبة الأسنان بطنجة

المتهم كان مستخدما لدى الضحية وحاول إيهام الشرطة بتصريحات مفيدة للوصول إلى الجاني أكدت غرفة الجنايات الثانية بمحكمة الاستئناف بمدينة طنجة أمس (الثلاثاء) بعد مرافعات النيابة العامة والدفاع ومناقشة الملف، الحكم الجنائي الابتدائي بالإعدام الصادر في حق المدعو " سفيان الوداري" البالغ من العمر ( 26 سنة )، قاتل طبيبة الأسنان "دليلة السرغيني " (47 عاما وأم لولدين).وتوبع المتهم أمام النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بطنجة، بعد استكمال التحقيق بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والسرقة، ومحاولة إتلاف الأدلة، وإخفاء معالم جريمة لتضليل العدالة وإتلاف أشياء متحصل عليها من جناية.وتعود فصول هذه القصة المأساوية إلى يوم الخميس ( 13 أكتوبر2011 )، وبطلها هو شاب متزوج وأب لطفلة في الثالثة من عمرها، وكان يخطط منذ مدة لسرقة فيلا طبيبة الأسنان الثرية، ابنة المسؤول الأمني الكبير سابقا في طنجة وعدة مدن مغربية، فقد استغل القاتل معرفته العميقة بدليلة السرغيني، على اعتبار أنه ظل يشتغل بستانيا في حديقة منزلها منذ سنوات قبل أن تتوسط له للعمل لدى أسرة من معارفها تقطن في فيلا غير بعيدة عن المنطقة، وهناك عمل سائقا، وكان يأتي أحيانا إلى منزل الضحية ليقوم ببعض المهام في الحديقة، بمعنى أن وجوده بالقرب من المجمع السكني حيث توجد فيلا الضحية كان أمرا طبيعيا ومعتادا بالنسبة إلى الجيران، وهو الأمر الذي استغله القاتل شر استغلال.وظل الجاني يتردد على محيط الفيلا يومين متتاليين قبل تنفيذ جريمته، وكان قد عقد العزم على ألا يرجع خاوي الوفاض مهما كلفه الأمر، خصوصا أنه لاحظ أن الحارس يغيب لفترة من الزمن عند منتصف النهار قصد تناول وجبة الغداء، فعلم أن ساعة الصفر حانت واعتقد جازما أنه سيقوم بجريمته بعيدا عن الأعين.وفي صباح يوم تنفيذ الجريمة، أعدّ سلاحه الأبيض وتوجه إلى منزل الضحية، وانتظر اللحظة المناسبة ودخل بهدوء وبدم بارد كما اعتاد أن يدخل دائما، رغم أن غرضه هذه المرة كان مختلفا تماما.. اقترب من المنزل معتقدا أنه خال من سكانه، لكنه فوجئ بوجود ربة البيت داخله، ولم يكن ذلك ليثنيه عن القيام بما قرر فعله. والغريب أنه حتى الكلب لم ينبح عندما رأى هذا الشخص، ذلك أنه تعود على حضوره، فاقترب من الباب لتطل الضحية من النافذة، وتراه دون أن تستغرب الأمر أو يثير لديها استفهاما، ونزلت بحسن نية وفتحت الباب لشخص سينهي حياتها بعد لحظات. أخرج القاتل سلاحه وبمجرد ما فتحت الضحية الباب حاول التهجم عليها، فاستدارت وحاولت الهرب مطلقة صراخ الاستنجاد، فطعنها القاتل ثلاث طعنات في الظهر.لم يلاحظ الجاني أنه لم يخرج من المعركة دون خسائر، فقد كانت الجروح التي خلفتها أظافر الضحية جراء المقاومة بادية على عنقه وذراعه، وقام بإتمام المهمة التي جاء من أجلها بسرعة وسط ارتباك كبير، أما في الخارج فلم يعر بعض الجيران والعاملون بالإقامة أهمية لصراخ الضحية والضجيج الصادر من المنزل والذي لم يدم سوى دقائق، حيث ظنوا أنها مشكلة أسرية عادية ولا حاجة إلى حشر أنوفهم فيها.وداخل المنزل، عثر القاتل على ثلاثة هواتف محموله وحاسوب محمول وآلة تصوير ومبلغ مالي لم يتجاوز (200 درهم)، فحمل معه مسروقاته باستثناء الحاسوب الذي خبأه في الحديقة قرب المسبح أملا في الرجوع إليه في الوقت المناسب، وخرج في هدوء من الباب الخلفي ثم تسلق سور المنزل ونط إلى الخارج، ثم أقفل عائدا إلى الفيلا حيث يعمل، والتي لا تبعد كثيرا عن مسكن الضحية، فدفن السكين بالقرب من الحديقة وخبأ المسروقات داخلها، ثم توجه إلى مكب نفايات ورمى هناك مفاتيح سيارة كان حملها مع المسروقات.ولعب دور الحمض النووي دورا حاسما في وصول الشرطة إلى مقترف الجريمة، إذ تعذر على المحققين الاهتداء إلى الفاعل الحقيقي، طيلة أسبوع من التحريات والاستماع إلى كافة الأطراف، التي حتمت طبيعة الجريمة الاستماع إليهم.وعاد المتهم الذي دلت التحريات أنه كان يعمل سابقا لدى أسرة الضحية بستانيا، ويتحدر من ضواحي مدينة سيدي قاسم، (عاد) بعد يوم من فعلته إلى التجزئة السكنية، وسأل أحد الحراس عن الطبيبة، فقال له الحارس إنها قتلت، وأنه إلى حد الساعة لا يعرف من القاتل، فزعم البستاني أنه يعرف أحد عناصر الشرطة في الدائرة الأمنية الثالثة بواد ليهود، وأنه سيلتحق بالدائرة للإدلاء بشهادته لفائدة الضحية، وفعلا ذهب إلى هناك، لكن عناصر الشرطة شكت في أمره، وعرضته للتحليل الحمضي، وهو الإجراء ذاته الذي قامت به الشرطة، أيضا، مع العديد من الأشخاص في إطار عملها، للوصول إلى الفاعل الحقيقي للجريمة، وبعد أسبوع جاء تقرير التحاليل من المعمل الجنائي للمديرية العامة للأمن الوطني بالرباط، وكانت نتيجتها إيجابية بالنسبة إلى الخدوش والخلايا الجلدية الصغيرة، التي وجدت على أظافر الضحية، وعند مواجهته بهذا الدليل، اعترف بالجريمة، وقال إنه كان ينوي السرقة والقتل. عبد المالك العاقل (طنجة)

الإعدام لقاتل طبيبة الأسنان بطنجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

40 شكاية وتظلم ضد القضاة

قافلة جديدة لكرة السلة بـ 17 مدينة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات