لحوم الأسواق تصل المدن في شروط غير ملائمة

تتعدد الأسواق الأسبوعية بدكالة منها السوق الأسبوعي خميس الزمامرة وثلاثاء سيدي بنور وأحد أولاد افرج وخميس البئر الجديد، التي تعتبر من أهم الأسواق بالمغرب، بالإضافة إلى أسواق ثانوية كسوق ثلاثاء آزمور واثنين الزاوية وهشتوكة ومولاي عبد الله ومكرس وأولاد حمدان. كل هذه الأسواق تساهم بقسط وفير من اللحوم الحمراء وتزود السوق الوطنية، إذ يضطر العديد من ممتهني الجزارة إلى التنقل من مراكش وأكادير والدار البيضاء إلى الأسواق الكبرى بدكالة للتسوق منها. ويطرح هذا الإجراء عدة صعوبات أمام الأطباء البياطرة من جهة وأمام الجزارين من جهة أخرى. وعبر العديد منهم عن استيائهم جراء امتناع الأطباء البياطرة منحهم جواز المرور للحوم المقتناة من هذه الأسواق سيما سوق أحد أولاد افرج. وأكد أحدهم، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنهم يضطرون إلى الذهاب إلى سوق ثلاثاء سيدي بنور أو أحد اليوسفية للحصول على جواز المرور لمواصلة المسير نحو مراكش أو أكادير. وبرر أحد البياطرة سبب الامتناع عن منح جواز نقل اللحوم، إلى لجوء البعض من الجزارين الممتهنين لحرفة شراء اللحوم وتحويلها إلى هذه المدن، إلى مزج اللحوم المذبوحة بطريقة سليمة والمؤشر عليها من طرف المصلحة البيطرية، بلحوم أخرى غير معروفة المصدر.وتفاديا لذلك، خلص اجتماع بعمالة سيدي بنور السنة الماضية، ضم المهنيين ومسؤولين جماعيين تحت إشراف عامل الإقليم ذاته، إلى ضرورة إحداث مبرد كبير بمركز أولاد افرج، يقوم بدور المجمع للحوم قبل تحويلها في ظروف ملائمة إلى المدن، إلا أن المشروع ظل حبيس الرفوف ولم يخرج إلى الوجود، رغم أن الجماعة القروية لأولاد افرج تعهدت بتوفير الوعاء العقاري. ومعلوم أن هذه الأسواق تعتبر مصدرا مهما لتزويد المراكز والمدن باللحوم. وكان المستعمر أصدر قرارا في 10 صفر الخير 1375 الموافق ل28 شتنبر 1955، يقضي بتنظيم عملية نقل اللحوم من الأسواق القروية إلى المراكز الحضرية ضمانا وحفاظا على جودتها. القرار لا زال ساري المفعول إلى الآن، ويفرض التوفر على رخصة الامتياز، إلا أنه لا يحترم ولا يفعل لعدة أسباب من أهمها غياب وسائل نقل مجهزة بمبردات ومعقمة.ووقفت الصباح على ظروف وشروط ذبح البهائم والأغنام بالعديد من الأسواق القروية بدكالة، وسجلت مجموعة من الملاحظات المرتبطة بفضاء الذبح الذي يفتقر إلى شروط النظافة، إذ يتم وضع الكبد والطحال والقلب والرؤوس فوق الأرض المبللة بالبول والروث، كما أن "الأحشاء" تغسل في براميل يعلوها الصدأ ويظل الماء بها لعدة أيام دون تغييره.وشرح أحد الأطباء البياطرة العاملين بالأسواق القروية كيفية وشروط الذبح والمراقبة البعدية، إذ يلجأ إلى المرور وسط المجزرة لمراقبة الذبائح والتأشير عليها والعمل على حجز غير الصالح منها وحرقها. وأكد أنه في بعض الحالات المعزولة، يتم السماح بذبح الأبقار التي تعرضت للكسر أو المرض الطارئ، حماية لمالكها وتعويضه عن الخسارة، شريطة التأشير عليها من طرف الطبيب البيطري. كما أن رجال الدرك والأمن، يعتبرون بالضرورة ضباطا للشرطة، يقررون في حالات حوادث السير السماح بتوجيه الأبقار المصابة وتحويلها إلى المجزرة لذبحها. وتفتقر أغلب المجازر القروية إلى شروط الذبح لغياب النظافة. وكان المجلس البلدي للزمامرة السابق، استثمر أموالا باهظة من أجل إحداث مجزرة عصرية بالسوق الجديد، إلا أنها لم تستغل لعدم تقبل الجزارين العمل داخلها وفضلوا العمل خارجها، وبالتالي ذهبت أموال المجلس الجماعي هباء. وبالجديدة يظل مشروع إحداث مجزرة عصرية معلقا إلى حين. وكانت المجالس المتعاقبة، قررت إنشاء مجزرة عصرية خارج المدار الحضري منذ سنة 1986، ولم يكتب لها الخروج إلى حيز الوجود وظل المجلس الجماعي يعتمد على المجزرة الموجودة قرب القصر الأحمر والمحدثة منذ سنوات الأربعينيات، رغم أن العديد من مرافقها لم يعد صالحا للاستعمال. وينتظر تحويل المجزرة الحالية إلى تراب الجماعة القروية لمولاي عبد الله، إلا أن مشاكل تنظيمية تتعلق بكيفية تقاسم الموارد، تقف أمام إخراج المشروع إلى الوجود. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

لحوم الأسواق تصل المدن في شروط غير ملائمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نزاع الصحراء... الجزائر في قفص الاتهام

ظروف مقززة لذبح وبيع اللحوم بالأسواق القروية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات