الأمن انتقل إلى مرحلة تجفيف منابع تمويل الإرهاب

تفكيك خلايا إرهابية تمول أنشطتها من التهريب الدولي للمخدرات وسرقة السيارات والسطو لعل أهم حدث هذه السنة في الشق المرتبط بمجهودات المصالح الأمنية لمكافحة الخلايا الإرهابية وتجفيف منابع تمويلها، تفكيك شبكة دولية متكونة من 34 عنصرا بينهم خمسة إسبان، كشفت التحقيقات أنهم على "ارتباط بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وأنهم أقاموا معسكرات تدريبية ومخازن للمخدرات بمنطقة "غاو" شمال مالي.وكشفت التحقيقات التي أجريت حول الشبكة الدولية لتهريب الكوكايين، والتي تصدرت أخبارها الصفحات الأولى للصحف المغربية ومواقع أجنبية على الأنترنيت تعنى بأخبار التنظيمات الإرهابية، معلومات هامة تخص صلة المهربين ب"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وتورطهم في تهريب 9 ملايين أورو خارج المملكة وكميات كبيرة من الكوكايين بواسطة طائرة من نوع "بوينغ" وطائرات خفيفة تحلق على علو منخفض. وتورطت الشبكة في عمليات اختطاف وقتل، وهذا توجه جديد للتنظيمات الإرهابية، وقفت على خطورته المصالح الأمنية المغربية لأول مرة في هذه السنة، كما وجه التنظيم نفسه تهديدات إلى عدد من المهربين المغاربة، ما دفعهم إلى التنازل عن عقارات لفائدة العصابة الدولية، وهذه الطريق تبين أنها النموذج الأمريكي اللاتيني لعصابات التهريب.ووفق المعلومات التي قدمها الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، فإن الشبكة استطاعت تهريب ما يناهز 633 كيلوغراما من الكوكايين، وقد بلغت القيمة المالية التقريبية لهذه البضاعة ما يناهز 250 مليون درهم.وشدد وزير الداخلية في الندوة الصحافية التي عقدها لإبراز خطورة هذه الشبكة، على أن عصابات التهريب أضحت تستعين بالتنظيمات الإرهابية لحمايتها وإيجاد ملاذات آمنة لها.ولأول مرة أكد مسؤول مغربي أن عناصر هذا التنظيم الإجرامي استلهمت النموذج الأمريكي اللاتيني لشبكات المخدرات، إذ عمدت إلى استعمال طائرة تجارية من نوع "بوينغ" لنقل المخدرات من فنزويلا صوب شمال مالي، كما أن عناصر الشبكة دأبوا على استعمال أساليب موسومة بالعنف، مثل اختطاف مواطن مغربي واحتجازه لمدة 48 ساعة للضغط على أحد شركائه لتسليم مبلغ مالي يقدر ب260 ألف درهما مقابل شحنة من الكوكايين كان تسلمها من عناصر الشبكة، كما وجه تهديدات بالقتل إلى مواطن مغربي آخر للضغط عليه للتنازل عن عقار بالقرب من مدريد مقابل كمية من الكوكايين كان شحنها من أفراد الشبكة.وإضافة إلى الشبكة المشار إليها، فككت المصالح الأمنية خلية إرهابية، كشفت التحقيقات أنها تمويل أنشطتها من عمليات الاتجار في السيارات المسروقة. وبين المعتقلين في هذا الملف المسمى «محمد الطاهري»، وهو معتقل سابق في إطار تفجيرات 11 مارس بمدريد، كانوا على اتصال بقياديين في تنظيم جهادي موال للقاعدة عبر شبكة الأنترنيت، إذ حجزت لديه المصالح الأمنية مجموعة من الوثائق الخاصة بصناعة المتفجرات ومستنسخة من موقع على الشبكة العنكبوتية، إضافة إلى مراسلات لترتيب إيفاد عنصر من الخلية إلى سوريا للقاء قياديين من تنظيم القاعدة.وتبين من خلال الأبحاث التي باشرتها إدارة مراقبة التراب الوطني والفرقة الوطنية للشرطة القضائية أن أفراد الخلية لهم صلة بشبكة مختصة في سرقة السيارات وتهريبها إلى الجزائر ودول إفريقية عبر موريتانيا. وتأكدت هذه المعلومات بعد إيقاف متهم بالناظور، إثر عودته من إسبانيا بداية شهر يوليوز الماضي، إذ اتضح أن الخلية الإرهابية تمول أنشطتها من عمليات السرقة والاتجار في المخدرات.وحجزت المصالح الأمنية لدى أفراد الخلية موادا لصناعة المتفجرات، تم إخضاعها للتجربة، كما حجزت لديهم «مؤلفات جهادية»، وأسلحة بيضاء وأجهزة حاسوب ومبالغ مالية مهمة ووثائق رسمية بينها جوازات سفر وبطاقات وطنية.وضبطت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بحوزة أفراد الخلية مجموعة من المسروقات، نظير المجوهرات والحلي، كانوا يعمدون إلى إعادة بيعها بهدف تمويل أنشطتهم. وحسب مصدر مطلع، فإن عناصر الخلية نفذوا عدة عمليات سرقة بينها مهاجمة تاجر للكوكايين، والاستيلاء على «بضاعته»، وأعادوا بيعها في السوق لتحصيل الأموال، وهي أموال تدخل من وجهة نظرهم في باب «الاستحلال». وتفيد مصادر مسؤولة أن الخلايا الإرهابية التي جرى تفكيكها سنة 2010 لها أهداف دقيقة وتتمثل في التخطيط للهجوم على قوات الأمن، لسرقة أسلحتها، واستعمالها في الهجمات الإرهابية، واختطاف وحجز الرهائن من رجال الأعمال والمسؤولين وأبنائهم، للحصول على فديات مالية من أقربائهم. وبين الأهداف التي حددتها الخلايا التي جرى تفكيكها سنة 2010 الهجوم على مقرات أمنية وعسكرية ومراكز حساسة ومصالح قنصلية ومركبات سياحية أجنبية بالمغرب، وإرسال شباب لتلقي تداريب على صناعة المتفجرات واستعمال الأسلحة الرشاشة بمعسكرات بالجزائر ومالي.واعتبرت مصادر أمنية عدد الخلايا التي جرى تفكيكها سنة 2010 والذي لا يتجاوز خمس خلايا، يعكس درجة اليقظة الأمنية لاستباق خطر التنظيمات الإرهابية، كما أن خطورتها والمحجوزات التي ضبطت بحوزتها يبرز تطوير قيادات التنظيمات الإرهابية لوسائلها واعتمادها على التكنولوجيا الحديثة في التواصل بين أفرادها، وهو ما يعني أن هذه التنظيمات ما تزال تشكل تهديدا للمغرب، ومفروض مواصلة التنسيق الأمني لأن الخطر ما يزال قائما. رضوان حفياني

الأمن انتقل إلى مرحلة تجفيف منابع تمويل الإرهاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

10 أوراش كبرى...5 نجاحات و 5 إخفاقات

النظام الأساسي لرجال الأمن... تحقق حلم كان بعيد المنال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات