محمد يونس…أبو القروض الصغرى

أنشأ "بنك القرية" بعد رفض البنوك التقليدية تمكين الفقراء من قروض دون فوائد يعتبر البروفسور محمد يونس، أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة «شيتاغونغ» في بنغلاديش، أبا القروض الصغرى وأول المنظرين لفكرة منح القروض للفقراء بدون ضمانات. وظل محمد يونس لسنوات يحاول إقناع البنوك بمنح قروض للفقراء بدون فوائد، قبل أن يقرر إنشاء «بنك غرامين» أو (بنك القرية) سنة 1976، الذي سيتخصص في تمكين الفئات المعوزة والفقيرة من الولوج إلى القروض دون ضمانات من أجل تمويل مشاريع صغيرة مدرة للربح. ويقدم البنك خدماته، حاليا، لأكثر من مليوني فقير. وتقوم فكرة البنك على فرضية أن معظم الفقراء يفتقرون إلى الإمكانيات المالية التي تساعدهم على البدء في مشاريع صغيرة لإخراجهم من دائرة الفقر، ولذلك فالبنك يقدم لهؤلاء قروضا بقيمة صغيرة تتراوح ما بين مائة ومائتي دولار دون فوائد، ويتعين إعادة الدين خلال فترة قصيرة نسبيا، وتتوجه هذه القروض لدعم مشاريع صغيرة في قطاعات الفلاحة والمهن الحرفية والتصنيع والتجارة البسيطة.وعرفت التجربة نجاحا ملحوظا، إذ تمكنت هذه المبادرة من إخراج فئات اجتماعية واسعة من المجتمع البنغالي من براثين الفقر، بل أصبح المستفيدون من القروض الممنوحة من طرف «بنك غرامين»، مساهمين في توفير مناصب شغل لمجوعة من الشباب العاطل. وهكذا انتشرت فروع البنك في أنحاء بنغلاديش حتى أصبح عددها 1062 فرعاً تغطي 35 ألفا 441 قرية، أي أكثر من نصف قرى البلاد. ونجح، بذلك، «بنك غرامين» في تمكين غير القادرين ماديا من النساء والرجال من الخدمات البنكية، وفي إعطاء الثقة للمرأة وإشراكها في الإنتاج وصنع المستقبل، وفي التخلص من استغلال مقرضي الأموال، وفي إيجاد فرص عمل للذين كانوا يعانون البطالة في القرى، وفي ضم المواطنين الأقل حظا في تنظيم مؤسسي يمكنهم فهمه ويمكنهم إدارته، وفي إحياء حرف النسيج اليدوي. ويعتبر زبناء المصرف من المقترضين من فئة الفقراء من المساهمين في البنك، إذ يمتلكون، حاليا، 92 في المائة من رأسمال المؤسسة، إضافة إلى تمثيلهم في مجلس الإدارة، من خلال تخصيص 9 مقاعد لهم من أصل 13 عضوا في المجلس، أي يمثلون نسبة 69 في المائة تقريبا من سلطة القرار)، ما يجعلهم مشاركون بقوة في صنع القرار داخل البنك. بعد نجاح التجربة في بنغلاديش بدأت تعمم في بلدان كثيرة بلغت حوالي 22 دولة، وأنشئت مؤسسة «غرامين» خلال 1997 من شبكة عالمية من حوالي 52 شريكا لتقديم العون للفقراء في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا. وتمكن محمد يونس من خلال هذه التجربة أن يصبح رمزا عالميا لمحاربة الفقر، إذ حاز خلال 2006 على جائزة نوبل للسلام. لكن، كما يقال، لكل نجاح ضريبة، إذ جلب النجاح الكبير الذي عرفته مبادرة إنشاء بنك للفقراء المشاكل لصاحب الفكرة، إذ أصبحت شعبيته تمثل مصدر قلق للطبقة السياسية. وأعلن بنك بنغلاديش المركزي، في هذا السياق، عن عزل محمد من رئاسة «بنك غرامين» لاتهامه بخرق قانون التقاعد والقيام بأنشطة مالية غير مشروعة. وكانت الحكومة البنغالية أمرت، سابقا، بفتح تحقيق في أنشطة البنك. عبد الواحد كنفاوي

محمد يونس…أبو القروض الصغرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جمعيات المجتمع المدني احتضنت القروض الصغرى

جمعيات القروض الصغرى...بنوك الفقراء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات