3 أسـئـلـة: عيوش: القروض الصغرى ذات أهداف اجتماعية

أكد نور الدين عيوش، مؤسس جمعية زاكورة للقروض الصغرى، أن قطاع القروض الصغرى تمكن من تجاوز الأزمة التي كان يتخبط فيها في السابق، بسبب تدخل بنك المغرب وإقامة نظام معلوماتي ساهم في القضاء على مشكل القروض المتقاطعة. واعتبر عيوش ل»الصباح»، أن التجربة المغربية في مجال القروض الصغرى ناجحة بالنظر إلى نتائجها الاجتماعية، مؤكدا ضرورة حفاظ المغرب على المكتسبات التي حققها في هذا المجال. التفاصيل في الحوار التالي: كان الجميع يتحدث في السنوات الماضية عن أزمة في قطاع القروض الصغرى. هل تم تجاوزها؟عرف قطاع القروض الصغرى أزمة حقيقية ما بين 2008 و2010، تسببت فيها مشاكل مختلفة، اختلط فيها السياسي بتهاون المستفيدين عن سداد القروض، وأحيانا كثيرة كان يتم ذلك قصدا، ذلك أن هناك من كان يحثهم على ذلك، ويقول لهم إن الجمعيات تحصل على المال مجانا، وهذا الأمر عشناه نحن في مؤسسة زاكورة في عدد من المدن. كان هناك تدخل سياسي يدفعهم لعدم السداد. كما تورط عدد من المكلفين في الحصول على قروض دون سدادها، أردنا متابعتهم قضائيا، لكن المساطر القانونية والإدارية لم تكن تسهل ذلك، كما أن الدولة لم تقم بدورها على أتم وجه. هناك مشكل آخر طرح وقت الأزمة، وتسبب بشكل كبير في ظهورها، يتمثل في ارتفاع عدد الجمعيات والمؤسسات المكلفة بالقروض الصغرى، لينتقل عددها من ثلاث جمعيات إلى 13، ومنها من كانت تنشط في المدينة نفسها. فكان هناك أشخاص يحصلون على القروض من أكثر من جمعية، وهو ما نسميه ب»القروض المتقاطعة»، وكان ذلك يخلق مشكلا حقيقيا، لكن الآن تم التغلب على ذلك بفضل مساعدة بنك المغرب، وإقامة نظام معلوماتي مشترك يمكن من تحديد الأشخاص الذين استفادوا من القروض، وبالتالي، لا يمكنهم الاستفادة من قرض آخر. هناك مشاكل كثيرة حلت الآن والوضع أصبح أفضل بكثير. كيف تقيم نجاح التجربة المغربية في مجال القروض الصغرى عموما عن طريق معاينتك لمصير المشاريع المستفيدة من القروض؟أجرينا في السابق، مع مؤسسة الأمانة، دراسة حول مآل أصحاب المشاريع التي استفادت من القروض، وتبين لنا أن وضعيتهم الاجتماعية تغيرت حقا، وهذا هو الهدف الأساسي من هذا النوع من القروض، وبارومتر نجاح التجربة. فمن كان فقيرا لا يصبح غنيا، لكن وضعيته تتحسن بشكل ملفت، فمن كان أولاده غير متمدرسين أصبحوا كذلك، والنساء تحسنت وضعيتهن الاجتماعية حتى داخل الأسرة نفسها وعلاقتهن بأزواجهن وأبنائهن، علما أنهن يشكلن الأغلبية الساحقة من المستفيدين من القروض. هناك مشاريع انطلقت برأسمال في حدود ألف درهم وتضاعف الرقم عشر مرات، وأخرى بدأت بآلة خياطة وحيدة وأصبحت أزيد من ست آلات، وعدد العاملين في المشروع الواحد أيضا يرتفع، وهو ما يعني استفادة أسر متعددة. هذه القروض الصغرى جدا هي ذات طبيعة اجتماعية أولا وأخيرا، وبالنظر إلى النتائج المحققة في هذا الجانب يمكن الإقرار بنجاح التجربة. ما رأيك في برنامج العمل الذي أطلقته فيدرالية مؤسسات القروض الصغرى، أخيرا الهادف إلى رفع عدد المستفيدين؟أرى أن البرنامج إيجابي جدا، ويمكن أن يتحقق إذا أشرف عليه أشخاص محترفون، واستفادت الجمعيات من الدعم وقتما تعرضت لمشاكل، لأنها الفاعل الأساسي في القطاع. المغرب لديه من الإمكانات ما يجعله دولة رائدة في المجال، وهو كذلك على الصعيد الإفريقي، بعد جنوب إفريقيا وأيضا على الصعيد العربي وحتى الأوربي، إلا أن دولا آسيوية ما زالت متفوقة عليه في مجال القروض الصغرى. هذه المكانة التي يحظى بها المغرب عليه الحفاظ عليها، عن طريق وضع أهداف عقلانية وواقعية، وليست خيالية، وأنا أثق في قدرة فيدرالية القروض الصغرى ورئيسها طارق السجلماسي على العمل لتطوير القطاع. لكنني أعود وأؤكد على أهمية تسديد الديون، ووضع آلية قانونية صارمة في ذلك، كما في باقي الدول الرائدة في المجال، هذا طبعا مع الأخذ بعين الاعتبار الوضعيات الاجتماعية للمقترضين، إذ لا تتم متابعة أهالي الموتى منهم الذين أتاهم الآجل قبل أن يتمكنوا من السداد، كما يتم التساهل مع المرضى إلى حين استعادتهم عافيتهم. أجرت الحوار: صفاء النوينو

3 أسـئـلـة: عيوش: القروض الصغرى ذات أهداف اجتماعية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قطاع الصحة بالفقيه بن صالح يعاني الإهمال

ارتفاع عدد مؤسسات القـروض الصغـرى بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات