إفريقيات بباب مراكش … “النصب بقواعدو”

صالونات حلاقة في الهواء الطلق ومنتوجات مجهولة المصدر تباع في العلن لا يمكن أن تمر بباب مراكش, وسط البيضاء دون أن يثير انتباهك، التجمعات الكثيرة للمهاجرين من إفريقيا، الذين اتخذوا من ساحة داخل باب مراكش مكانا لعرض خدماتهم ومنتوجاتهم، صالونات تجميل في الهواء الطلق تقدم خدمات لزبونات جلبهن انخفاض الأسعار دون أن يعرن أي اهتمام لجودة المنتوجات المستعملة. وما أن تطأ قدماك الساحة حتى تحاط بهن وكل واحدة تريد أن تقنعك بأنها تقدم الخدمة الأجود، بثمن أرخص، وتظل ترافقك في خطواتك داخل الساحة وتحدثك باللهجة المغربية المتعثرة، في محاولة للإقناع بأنها تجيد أكثر من الأخريات تركيب الرموش الطويلة التي أضحت موضة، وحتى الأظافر، والشعر، وإذا ما حاولت أن تستفسر أخرى تغير من لهجتها وتطلق العنان للسانها بالتهديد والوعيد، إن اقتربت أخرى من زبونتها، وفي حال عدم الاتفاق قد يتحول السب تجاه الزبونة. وتحكي إحداهن أنها امتهنت تركيب الرموش والأظافر منذ أزيد من سبع سنوات عندما وطأت قدماها المغرب وتحديدا البيضاء، وكانت تظن ورفيقها التي تقيم معه أن مكوثهما بالمغرب لن يستمر طويلا غير أنها فوجئت بواقع حطم أحلامها في الهجرة لأوربا وبما أنها ترفض التسول حاولت ان تجد لنفسها عملا، فكانت الفكرة في تقديم خدماتها في تلك الساحة، على اعتبار أنها ترفض التسول بالشوارع كما يفعل بعضهن، ولا تخفي في حديثها أنها غير ما مرة دخلت في خصام مع زبونة رفضت أن تمنحها أجرها. وتفضل العديد من الإفريقيات اللواتي يقمن في المغرب بطريقة شرعية التوجه إلى ساحة باب مراكش، إما لتركيب أظافر أو خصلات شعر بألوان فاقعة، أو رموش، على الذهاب إلى صالونات التجميل، في حين ترى فاطمتو من السينغال أن ذهابها إلى باب مراكش ليس لأن الخدمة جيدة بقدر ما يحمل في طياته نوعا من التعاون والتآزر، مع أخريات حتى لا يقعن في الرذيلة، فهي تقيم في المغرب مع زوجها بطريقة شرعية، وسبق لها أن عانت كثيرا وتعتبر أن حضورها إلى باب مراكش، هو على سبيل الإعانة فقط. أما الزبونات المغربيات واللواتي أصبحن يتوافدن بشكل كبير على باب مراكش، فيبررن ذلك بأن الخدمة جيدة إضافة إلى أن الثمن مناسب فتوضيب الرموش يكلف ما بين 70 درهما و100، أما في صالونات التجميل فالمبلغ يضاعف إلى ثلاث أو أربع وقد يصل إلى 1000 درهم، والشيء نفسه بالنسبة إلى الأظافر أو خصلات الشعر او الراسطا. أحيانا يحتد التنافس بين الإفريقيات للفوز بزبونة ما، رغم أن الأسعار محددة مسبقا باتفاق بينهن، فخدماتهن تتوزع بين تسريحة ״لراسطا״ الشهيرة من 150 درهما إلى 500 درهم، فنوع تصفيف الشعر يُحدد الثمن النهائي، رغم أن مدة الإنجاز لا تستغرق إلا دقائق قليلة. ولا تخفي إحداهن أن سبب لجوئها إلى المغرب يتمثل في تحقيق أحلامها بالعثور على فرصة عمل، لكنها اصطدمت بواقع آخر، وقررت الالتحاق بسوق “السنغال” علها تستطيع ضمان لقمة العيش لابنها الوحيد، ثم تتدخل صديقتها ضاحكة أنها مازالت تحلم بأوربا وهي هنا لجمع أكبر كمية من المال، قبل الالتحاق بشمال المملكة، فإسبانيا تغريها، ولا تعبأ بكل المخاطر، فقد اكتسبت خبرة طويلة مع مافيا التهجير. لا تتوقف الخدمة التي تقدمها الإفريقيات عند تصفيف الشعر أو تركيب الرموش، بل تتعداها إلى عرض منتوجات مجهولة المصدر، إذ يدعين أن لها فوائد في التبييض أو التنحيف أو حتى تكبير الأرداف، ويتنافسن في عرضها على الزبونات، بطرق شتى، منها الطعن في مصدر المنتوج الذي تبيعه زميلاتهن. تلك المنتوجات التي تشكل خطرا على الصحة، تغري الزبونات لرخصها إذ لا تتعدى 20 درهما، وهذا ما دفع زبونة إلى اقتنائها، لكن ما إن استعملتها حتى تورم جلدها بشكل غريب استدعى زيارتها للطبيب، الذي أكد لها أن تلك التورمات ناتجة عن مادة سامة، لتقرر مباشرة بعد ذلك التوجه إلى باب مراكش للبحث عن المرأة التي باعتها المنتوج، لكنها ما إن شرعت في التحدث إلى إحداهن حتى تجمهرن بشكل أثار تخوفها من تعرضها لمكروه، فقررت الاستسلام ومغادرة المكان. كريمة مصلي

إفريقيات بباب مراكش … “النصب بقواعدو”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إتلاف "الباك" يورط كلية سطات

مجدي: العبوديـة ورطـة المسلميـن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات