قاعة مولاي الحسن… مفخرة المغرب الشرقي

جوهرة معمارية ببركان تنتظر دعمها بالأطر والموارد المالية وحل مشكلي الإنارة والإطار القانوني فرضت النهضة الرياضية التي عرفتها بركان في السنوات الأخيرة، خاصة في الرياضات الجماعية، على أعيان المدينة ومسؤوليها تعزيز البنيات التحتية الرياضية بقاعة مغطاة بمواصفات عالمية، تستجيب إلى تطلعات أندية من جهة وتليق بمستواها من جهة ثانية، إذ أنها أصبحت ملزمة باستقبال الأندية القوية على الصعيد الوطني والدولي، وتنظيم التظاهرات القارية والدولية الكبرى، الشيء الذي تطلب إحداث قاعة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن. وبالنظر إلى التجهيزات التي تتوفر عليها القاعة المذكورة والمنطقة التي شيدت بها، يمكن القول إنها من أجمل القاعات على الصعيد الوطني من الناحية المعمارية، وأكثرها مساهمة في تكوين اللاعبين والتنقيب عنهم بحكم الدور الذي تلعبه في تعزيز الساحة الرياضية بكفاءات عالية في التأطير واكتشاف المواهب، رغم غياب الإطار القانوني الذي ينظم تسيير القاعات الرياضية بالمغرب، الشيء الذي دفع موظفي وزارة الشباب والرياضة بالمندوبية الإقليمية ببركان إلى البحث عن الصيغ الإدارية والقانونية الملائمة لتشغيل القاعة واستفادة أندية المدينة منها، عوض انتظار صدور الإطار القانوني لتنظيمها، وما يتطلبه من إجراءات إدارية معقدة، قد تطول سنوات دون الحصول على نتائج ملموسة.وسنعمل من خلال هذا الروبورتاج على تسليط الضوء على هذه القاعة التي تعاني بدورها بعض المشاكل، لكنها لم تقف حجر عثرة أمام طموحات المسؤولين وأندية المدينة في احتضان التظاهرات الدولية الكبرى، وإحداث مدارس رياضية بإمكانها أن تضمن استمرار رياضتي كرة السلة وكرة اليد وكرة القدم داخل القاعة بهذه المدينة على الواجهة الوطنية. تجهيزات عالمية قبل الوقوف على التجهيزات الرياضية التي تتوفر عليها قاعة ولي العهد مولاي الحسن، يجب التذكير أن القاعة شيدت بمنطقة وسط ثلاث مقاطعات ترابية من أصل خمس تضم السواد الأعظم من سكان مدينة بركان. أي أنها أحدثت بمنطقة لاستفادة أكبر عدد من أبناء وشباب مدينة بركان منها ومن تجهيزاتها، إضافة إلى أن المنطقة المذكورة تنتشر بها العديد من مقرات الإدارات العمومية والخاصة، وأنشئت على مساحة تبلغ 8 آلاف متر مربع وبجانبها فضاء يضم دار الشباب وملعبين صغيرين لكرة القدم داخل القاعة ومستودع سيارات تبلغ طاقته الاستعابية حوالي 500 سيارة. كما أنها أقيمت بمنطقة يسهل الوصول إليها بحكم الشبكة الطرقية المهمة التي تحيط بها سواء من الطريق الرئيسية التي تصل بركان بوجدة أم من الجهة المقابلة التي تصل مدينة البرتقال بالناظور وباقي مدن شمال المغرب.وتتميز القاعة المغطاة مولاي الحسن بجمالية في هندستها المعمارية، إذ أنها تتوفر على مدرجات يسهل البحث فيها عن المقعد المخصص لكل واحد من الجمهور، في الوقت الذي لا تتوفر فيه غالبية قاعات المملكة على كراس مرقمة، إذ يبلغ عدد الكراسي بها ألفي مقعد منها 1907 مخصصة للعموم و80 للمنصة الشرفية. ومن الممكن أن تصل طاقتها الاستيعابية إلى أربعة آلاف مشجع، ذلك أن مباراة الوداد الرياضي ونهضة بركان عن الدورة الأخيرة من البطولة الوطنية، بلغ عدد الجمهور الذي تابعها وأدى ثمن التذكرة 3500 شخص.وتتوفر القاعة على أربعة مستودعات خاصة باللاعبين وواحد للحكام وأربع قاعات متعددة الاختصاصات ومقصف وأربعة مرافق صحية للجمهور، اثنان للذكور ومثلها للإناث، ومكان مخصص للحارس وأربعة مستودعات صغيرة خاصة بالأمتعة. ووضع مسؤولو المدينة مشروعا يقضي بإحداث مسبح أولمبي مسقبلا بالقرب من القاعة من أجل تعزيز الرصيد الرياضي ببركان ببنيات تحتية تستجيب إلى طموحات وميولات جميع شباب المدينة. أنشطة محدودة إن الأنشطة التي تمارس بالقاعة المغطاة مولاي الحسن ببركان لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إذ أن الرياضات التي تزاول بها هي كرة السلة وكرة اليد وكرة القدم داخل القاعة، في الوقت الذي تغيب فيه مجموعة من الرياضات الأخرى التي بالإمكان ممارستها بها، أبرزها كرة الطائرة، غير أن بركان لم يسبق لها أن توفرت على فريق قوي في هذا النوع الرياضي. كما أنها رياضة لا تحظى بشعبية كبيرة لدى شباب المنطقة، الشيء الذي يجعل ممارستها بالمدينة وإحداث مدارس رياضية لهذا النوع الرياضي يكاد أن يكونان مستحيلين، كما أن أهم الأندية التي تستفيد منها هي الأندية المعروفة على صعيد المدينة وأبرزها نهضة بركان لكرة السلة ولكرة اليد وجمعية بني يزناسن لكرة السلة الممارسة بالدرجة الثالثة، وأخيرا جمعية مداغ لكرة القدم داخل القاعة.وعلى صعيد الجمعيات، توجد أربع فقط تستفيد منها وتؤدي واجب انخراطها ويتعلق الأمر بجمعية المصالح الاجتماعية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب وبلدية أكليم وإحدى المؤسسات الخاصة وموظفي أحد البنوك، غير أن إدارة القاعة تلقت السنة الماضية حوالي 16 طلبا من مؤسسات خاصة وعامة، وينتظر أن تبت فيها هذا الموسم، سيما أنها في حاجة إلى توفير مداخيل قارة بإمكانها أن تضمن تسييرها دون مشاكل مالية، إضافة إلى أنها تتطلب وضع برنامج تداريب يتماشى مع البرنامج الزمني للقاعة المذكورة، علما أن الإدارة تمنع عليها برمجة حصص لفائدة الجمعيات المذكورة يومي السبت والأحد، بسبب برمجة مباريات المنافسات الرسمية الخاصة بالبطولة والكأس لفائدة أندية المدينة.وتعتزم إدارة القاعة إحداث مدارس رياضية في الرياضات الثلاث السابق ذكرها، وذلك من أجل تعزيز الساحة الرياضية بالمدينة بلاعبين جدد، بإمكانهم ان يضمنوا تألق المدينة في رياضتي كرة السلة وكرة اليد على الخصوص، علما أنها تعمل على إحداث مدرسة لكرة القدم داخل القاعة بالملحق المجاور لها.كما أن القاعة سبق أن احتضنت مجموعة من التظاهرات أبرزها البطولة العربية للأندية أبطال الدوري التي جرت في أكتوبر الماضي وفاز بها نادي الاتحاد الإفريقي، واحتضنت في مارس الماضي البطولة الإفريقية الاحترافية في الملاكمة، كما أنها مقبلة على تنظيم مباريات دولية في الملاكمة تحت إشراف عصبة الشرق والجامعة الملكية المغربية للعبة. ضعف الأطر والإطار القانوني من أبرز المشاكل التي تعانيها قاعة ولي العهد مولاي الحسن قلة الأطر الوطنية التي تشتغل بها، إذ أن مندوبية وزارة الشباب والرياضة لا تتوفر على أطر كافية من أجل تلبية حاجيات جميع أبناء المدينة، سيما أن إدارتها تفكر في إحداث مدارس رياضية، الشيء الذي يتطلب من الوزارة مدها بالأطر الكافية خاصة في رياضتي كرة السلة وكرة اليد، علما أنها تشتغل بثلاثة أطر من وزارة الشباب والرياضة ( مدير وعونان) وحارس ليلي، الشيء الذي يجعل تلبيتهم لحاجيات المستفيدين منها أمرا صعبا مقارنة بالإستراتيجية التي تعتزم الإدارة تنفيذها الموسم الجاري.كما أن الإطار القانوني للقاعة غير موجود شأنها في ذلك شأن جميع القاعات المشابهة لها، غير أن المندوبية الإقليمية للرياضة فكرت في إحداث جمعية مشكلة من موظفيها لتجاوز المشكل الإداري الذي يواجهها في تدبير شؤون القاعة، وتسهيل عملها قبل وضع الإطار القانوني لتفادي إقفال القاعة في وجه شباب المدينة المتعطشين لممارسة الرياضة. وتتشكل الجمعية المذكورة من تسعة أعضاء كلهم أطر بالمندوبية المذكورة، ويشغل مديرها منصب رئيس الجمعية، إذ مكن هذا الحل المؤقت من قيامها بالدور الذي أحدثت من أجله.ويذكر أن القاعة أحدثت بتوافق ثلاثة شركاء أساسيين، ويتعلق الأمر بوزارة الشباب والرياضة والمجلس الإقليمي لبركان ومديرية الجماعات المحلية التابعة لوزارة الداخلية، كما أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كان لها دور في تعزيز القاعة ببعض التجهيزات الضرورية، علما أن كلفة إحداثها بلغت 24 مليون درهم. مشكل الموارد والإنارة وتعاني قاعة مولاي الحسن قلة الموارد المالية الكفيلة بتجاوز مشاكل تسييرها دون عجز مالي قد يؤدي بها إلى الإغلاق، سيما أنها أحدثت من أجل أن تتكفل بتسديد حاجيتها المالية وتوفير موارد مالية قادرة على أداء أجور المستخدمين بها وتسديد فواتير الماء والكهرباء والصيانة.وعرفت السنة الأولى من افتتاحها العديد من المشاكل المالية، إذ أنها لم تتوفر على مداخيل قارة سنة 2010 – 2011، وبدأت توفر بعض الموارد مع انطلاق مرحلة إياب البطولة الوطنية لكرة السلة وكرة اليد، أي مع اقتراب نهاية الموسم الرياضي بالنسبة إلى فريقي نهضة بركان لكرة اليد وكرة السلة، وهو ما خلف لديها عجزا ماليا بقيمة ألفي درهم، بحكم أن المصاريف أكثر من المداخيل التي وفرتها الأندية والجمعيات الأربع المذكورة، علما أن إدارة القاعة تشغل بعض الأعوان بقيمة ثلاثة آلاف درهم شهريا.وبخصوص الإنارة، تعاني القاعة مشكلا تقنيا استعصى على الإدارة حله، إذ يتطلب الأمر تقنيين مختصين في الكهرباء من أجل تجاوزه، وأثر هذا المشكل على تنظيم البطولة العربية في كرة اليد الأخيرة، بعد أن اضطرت اللجنة المنظمة إلى طلب حل هذا المشكل من طرف المكتب الوطني للكهرباء، سيما أن تنظيم المباريات ليلا تطلب التوفر على مواصفات معينة للإنارة، بل إن من جملة العراقيل التي طرحها مشكل الإنارة عدم تمكن الإدارة من أداء فاتورة سنة 2012، بعدما تمكنت من تسديد فاتورة أواخر سنة 2011. إنجاز: صلاح الدين محسن

قاعة مولاي الحسن… مفخرة المغرب الشرقي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قانون المالية يكشف مفارقات في الرياضة الوطنية

مطبعتان تجران الجامعة إلى القضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات