3 أسئلة: البقالي: الدول التي قننت الإجهاض لم تفلح في الحد منه

كان منتدى الزهراء للمرأة المغربية، من بين الجمعيات التي احتجت على وصول سفينة «من أجل الإجهاض» إلى المغرب، هل هذا يعني أنه ضد الإجهاض؟ لقد اعتبرنا في منتدى الزهراء للمرأة المغربية أن الإقدام على استجلاب منظمة أجنبية في سفينة من أجل القيام بعمليات الإجهاض للمغربيات هو عملية مستفزة وتندرج في إطار الاستقواء المرفوض بالأجنبي، وهو ما يعود بنا إلى أيام الحماية الغابرة، واعتبرنا المبادرة نوعا من الوصاية والحجر على جميع الفاعلين وعلى حقهم في فتح نقاش عميق حول موضوع كان يتفاعل في الساحة ويعرف أخذا وردا بين مختلف الأطراف، وهو أمر طبيعي وينم عن حيوية مجتمعية يتسم بها مجتمعنا.وبالتالي نحن لسنا ضد فتح النقاش ولسنا ضد الإجهاض بالمطلق، ولكننا في المقابل نريد الوصول بعد نقاش من المختصين في الطب والشرع والقانون والفاعلين الحقوقيين، إلى الحالات التي يمكن ممارسة الإجهاض فيها، وإحاطة ذلك بضمانات حتى لا تكون مدخلا لإباحة الإجهاض بالمطلق وضربا لحق الجنين في الحياة. انطلاقا من عمل المنتدى الجمعوي المرتبط بقضايا المرأة، هل تعتقدون أن الأرقام التي تؤكد أن 800 عملية إجهاض سري تجرى في اليوم، صحيحة؟ نعتقد في منتدى الزهراء للمرأة المغربية وانطلاقا من عمل شبكتنا الجمعوية والمتكونة من 80 جمعية والتي تستقبل يوميا عشرات الحالات من النساء في وضعية صعبة، أن الأرقام المعلنة عن تسجيل (800) حالة اجهاض سري يوميا في المغرب، مبالغ فيها من جهة وغير مضبوطة من جهة أخرى، فتارة يعلن عن 600 حالة وتارة أخرى يصرح ب800 حالة، واليوم هناك من يعلن عن 1000 حالة، فمن نصدق وأي رقم نعتمد؟ وما مصدر المعلومة، وكيف تم احتساب هذا الأمر إذا كانت الظاهرة المتحدث عنها سرية؟ كل هذه التساؤلات وغيرها، تجعلنا في منتدى الزهراء نستقبل هذه الأرقام بتحفظ، ونقول إنها تحتاج إلى تدقيق، وكذا الإعلان عن مصدرها. الموضوع كذلك يحتاج الى دراسة وطنية تقوم بها جهات رسمية. القضية تحتاج الى نقاش علمي هادئ بعيد عن كل المزايدات والتجاذبات. هل تعتقدون أن تقنين الإجهاض يمكن أن يحد من انتشار الإجهاض السري، ويخرج المرأة من دائرة الخطر؟ اعتقد أن تقنين الإجهاض لن يحد من ظاهرة الاجهاض السري لمجموعة من الاعتبارات أهمها، أولا: أن الإجهاض السري أو العلني سيظل فعلا غير مرغوب فيه من المجتمع ككل، وحتى من المرأة نفسها، فكيف له أن يقبل به علانية؟ وبالتالي تقنين الإجهاض كما يروج له، لن يحل الإشكالية، ولن يحل سوى مشكل الطبيب الذي يمارسه، أو من يتخذه ذريعة للتخلص من الحمل الذي يكون خارج إطار الزوجية وداخل علاقات رضائية. أما بالنسبة إلى الحالات التي تستحق النظر والدراسة (كحالة زنا المحارم والاغتصاب وحالة المختلة عقليا باعتبارها حالات محددة وواضحة)، فهي مواضيع تستحق العرض على المختصين من أجل دراستها ودراسة حجمها وإمكانية تقنيها. ثانيا: أن التقنين يتم بقانون فما الدور المفترض للقانون في معالجة هذه الظاهرة: هل هو التطبيع مع ظواهر سرية معينة، أم هو ردعها أم أن دوره بشكل عام هو تنظيم ممارسة الحقوق والحريات داخل المجموعة الإنسانية بما يحفظ النظام العام؟ ثالثا: نموذج دول قامت بهذه الخطوة بغية التخلص من الخطر المحدق بالمرأة، وكذا انطلاقا من حرية المرأة في التصرف بجسدها، لم تفلح في الحد من الظاهرة وآثارها السلبية، بل تزايد حجمها كالتجربة الفرنسية والأمريكية ... ولهذا لا غرابة في أن نشاهد تيارا عالميا يتنامى الآن ينادي بحق الجنين في الحياة لما لظاهرة الإجهاض من أضرار نفسية وعضوية بل اقتصادية واجتماعية خطيرة على المجتمع ككل. أجرت الحوار: إيمان رضيف زكية البقالي: نائبة رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية

3 أسئلة: البقالي: الدول التي قننت الإجهاض لم تفلح في الحد منه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مزاد لبيع المواليد الجدد

3 أسئلة: برياز : النقاش حول الإجهاض يثار بخجل وتحفظ

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات