مواصلة محاكمة أعضاء العدل والإحسان بفاس

الدفوع الشكلية دامت 10 ساعات والمتهمون ينفون المنسوب إليهم بدا الإرهاق والتعب واضحين على حضور القاعة الثانية بمحكمة الاستئناف بفاس، صباح أمس (الثلاثاء)، بعد ليلة قضوها وهم يتتبعون أطوار محاكمة ثمانية أعضاء بجماعة العدل والإحسان، على خلفية اتهامهم باختطاف وتعذيب محام زميل لهم، في أطول محاكمة تعرفها المحكمة، بعد محاكمة مجموعة السلفية الجهادية المعروفة ب»29+1»، قبل 5 سنوات خلت.القاعة كانت ما تزال تعج بعشرات الأشخاص من عائلات المعتقلين وفعاليات حقوقية ومحامين و»عيون» مختلف الأجهزة الأمنية، المتتبعين لمرافعات الدفاع المنطلقة في ساعة مبكرة من الصباح، فيما تواصلت عسكرة محيط المحكمة والمنافذ المؤدية إليها، من قبل سيارات وعناصر أمنية، بعد يوم من انطلاق المحاكمة نحو الساعة التاسعة والنصف من صباح أول أمس (الاثنين). وشوهدت نحو 15 سيارة للأمن والقوات المساعدة خلف مقر المحكمة، وقرب ولاية الجهة وساحة فلورانسا ومواقع مختلفة بشارعي للامريم ومحمد الخامس، فيما يشبه «الاستنفار الأمني»، بينما لم يخل باب المحكمة من تعزيزات أمنية والتقاط صور ولقطات بالفيديو، من قبل عنصري أمن بزي مدني شوهدا قبالة الباب الرئيسي، لكل والجي محكمة الاستئناف. وقال مصدر حقوقي، إنه عاين اقتياد أفراد من الأمن، لشقيق المعتقل «ه. د. ه»، من أمام باب المحكمة، إلى سيارة أمنية غير بعيد عن مركز البريد، فيما تحدثت بعض العائلات، عن منع أقارب ونشطاء بالجماعة من حضور الجلسة، ما استغله الدفاع للاحتجاج على عدم توفر مبدأ العلنية، ورأت النيابة العامة، أنه غير مؤسس لعدم لزوم حضور من لا قضية له.وكادت الأمور تنفلت نحو الساعة العاشرة والنصف ليلا، لما منع منير الركراكي، مسؤول الجماعة وصهر زعيمها، المتابع في ملف آخر أمام ابتدائية المدينة، من دخول المحكمة، واحتج بعض المحامين، قبل أن يسمح له بذلك، في وقت أعقبت الحادث ملاسنات ونقاشات حادة بين المحامين وأفراد الأمن، حين كانت الجلسة مستمرة. وحدها الدفوع الشكلية التي تقدم بها دفاع المتهمين المكون من عشرات المحامين من مختلف الهيآت، دامت أكثر من 10 ساعات إلى الثامنة ليلا، ردت عليها النيابة العامة، في أقل من 10 دقائق، قبل أن ينطلق مسلسل المناقشات القانونية بين الطرفين، لإفساح المجال للاستماع إلى المتهمين والمحامي المشتكي، إلى ساعة مبكرة من الصباح.وتقدم الدفاع بعدة دفوع تخص علنية الجلسة ومدى توفر شروط معينة في الهيأة والإقرار ببطلان محاضر الضابطة القضائية، «لأنها حررت من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعد تعنيف وتعذيب للمعتقلين أو بعضهم، ممن قال المحامون، إن الخبرة الطبية أثبتت آثار التعذيب التي عاينها قاضي التحقيق عليهم، «دون أن يفتح تحقيق في الموضوع».وتحدث ممثل النيابة العامة، عن صفرة وخدوش في اليدين والرجلين، عوينت على بعض المتهمين، ما لا يمكن معه الجزم بتعرضهم إلى التعذيب أثناء استنطاقهم، صادا الانتقادات الموجهة إلى الجهاز من قبل الدفاع التي وصلت إلى حد الاحتجاج على عدم وقوفه ممثله في الجلسة، أثناء رده على دفوع المحامين، وتكرار لفظ «الوكيل العام المحترم جدا» في أكثر من تدخل. وهمت الملتمسات الستة التي تقدم بها الدفاع وقررت المحكمة ضمها إلى الجوهر شأنها شأن الدفوع المقدمة، إحضار المحجوزات والاستماع لصحافي أجرى حوارا مع المحامي بجريدة يومية، والانتقال لمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لمعاينة وسائل التعذيب، فيما سجل المحامون أن المحجوزات التي أحضرت "غير مختومة". وشرعت المحكمة التي لم ترفع الجلسة إلا لبضع دقائق للاستراحة في مراحل متقطعة، في الاستماع إلى المتهمين نحو الساعة 11 ليلا، الذين أنكروا المنسوب إليهم من تهم وقيامهم باختطاف وتعذيب المحامي، مؤكدين تعرضهم إلى التعذيب أثناء استنطاقهم من قبل الفرقة الوطنية للشرطة، ما زالت آثاره على أجسادهم، متحدثين عن محاولة اغتصاب بعضهم باستعمال قلم. وسرد محمد الغازي المحامي المشتكي، كرونولوجيا، علاقته بجماعة العدل والإحسان، التي انخرط فيها قبل ست سنوات خلت، قبل أن يقرر فك الارتباط بها في أبريل، لقناعته وما اتضح له من تناقضات بين خطابها وحقيقة ممارسات أعضائها، ساردا كيفية استدراجه من قبل عضو متهم، واختطافه إلى منزله وممارسة التعذيب النفسي والجسدي عليه. وتواصلت مرافعات دفاع الطرفين طيلة أمس (الثلاثاء) في انتظار حجز الملف للمداولة والنطق بالحكم، بينما حضر الجلسة التي طالت أكثر من اللازم وبشكل أرهق الجميع، بمن فيهم الهيأة وكاتب الضبط والدفاع، أربعة محامين دوليين وعدد مماثل من المراقبين ومنتدبين عن هيآت حقوقية مغربية تتبعت القضية باهتمام شديد منذ الشروع في النظر فيها. حميد الأبيض (فاس)

مواصلة محاكمة أعضاء العدل والإحسان بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حملة أمنية على مروجي المخدرات بإنزكان

تفكيك شبكة لتهريب السيارات المسروقة بأوربا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات