دخــــول مـــدرسـي علــى إيـقــاع المفــاجـــآت

مذكرتا الزمن المدرسي والتعليم الخصوصي وإشاعة حذف المراقبة المستمرة تربك المهنيين والآباءتباينت الردود بين الترحيب والرفض لقرار وزير التربية المفاجئ القاضي بتوقيف العمل بالمذكرة رقم 109 إبان الدخول التربوي الجاري والتي كانت تسمح لأطر هيأة التدريس والتفتيش بالاشتغال ساعات إضافية بمؤسسات التعليم الخصوصي.فعلا كان القرار مفاجئا، بعدما انكب الوزير الوفا خلال العطلة الصيفية الأخيرة التي قضاها وحيدا في مكتبه بالوزراة على استصدار قرار بحجم قنبلة مدوية هزت صرح قطاع التعليم الخصوصي الذي تعود على استغلال موارد بشرية بأبخس الأثمان، علما أن وزارته الوصية تسهر على تكوين الأساتذة دون أن يضع أرباب المؤسسات الخصوصية تصورا واضحا لمشروعهم المربح ويفون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، ما أثار حفيظة مهنيي القطاع الذين لوحوا باللجوء إلى أشكال احتجاجية للضغط على الوزير الذي اعتبروا قراره انفراديا لأنه لم يشرك فيه كل الفاعلين في تدبير شؤون القطاع الذي برمج مدبروه نتائج الموسم التربوي الجديد وفق حاجيات ومعطيات مرصودة. في حين يعتبر المنتصرون لقرار الوزير قراره خطوة جريئة كسرت جدار الصمت القائم منذ عقود سيما أن الوزارات المتعاقبة على تدبير شؤون التعليم كانت تعلم أن التعليم العمومي فقد مصداقيته لكن دون أن يتجرأ وزير على الإعلان عن قرارات صارمة لإنقاذ المدرسة العمومية من السكتة القلبية، وبالتالي لا يمكن لأي غيور على المدرسة العمومية إلا تثمين القرار الذي سينعكس إيجابا على مسيرة المدارس العمومية. من جهتها، سارعت الهيآت المنظمة لقطاع التعليم الخصوصي، الجمعة الماضي، منها الجمعية الوطنية للمدارس الخصوصية واتحاد المدارس الخصوصية والرابطة الوطنية للتعليم الحر إلى لقاء الوزير للتعبيرعن خوفها من تبعات القرار الجريء، بعد أن هرع مواطنون إلى سحب أبنائهم من مدارس خصوصية كانت تستنزف جيوبهم لتسجيلهم في مؤسسات التعليم العمومي لعلمهم أن الأساتذة الذين يحترفون إضافة ساعات في مؤسسات التعليم الخصوصي أصيبوا بخيبة أمل، بعد علمهم أن الوزارة جادة في قرارها وأنها سترسل لجان التفتيش لمراقبة الوضع في المؤسسات الخصوصية ولن تتسامح مع كل من يتلاعب بقراراتها الملزمة للـــجميع.وعلمت الصباح من مصادر مطلعة أن وزير التعليم محمد الوفا كان متمسكا خلال اجتماعه الأخير بممثلي القطاع الخصوصي بقراره الذي دافع عنه باستماتة، بعد أن أصاب البوار قاعات التعليم العمومي الذي يفضل بعض أساتذته المحترمين تأجيل مجهودهم الفكري إلى حين تدريسهم الساعات الإضافية التي يتقاضون عنها أجورا هزيلة لا تصل حجم ما يتقاضونه في رواتبهم الشهرية من الوزارة وبالتالي، فإن إصراره على إعادة الألق للمدرسة العمومية دفع محاوريه إلى مناشدته للبحث عن حلول آنية لآلاف التلاميذ الذين تم تسجيلهم في مدارس خصوصية وحجزوا مقاعد لهم.خارج هذه المستجدات، يشكل الموسم الدراسي شبحا مخيفا بالنسبة إلى أغلب الآباء، سواء أكان أبناؤهم يدرسون في مدارس خصوصية أو عمومية لأنهم يفكرون في مصاريف إضافية تستدعيها لوازم الدراسة التي أصبحت أمرا غير مرغوب فيه لدى حساسية مهمة في المجتمع بعد أن تكدست جيوش العاطلين في شوارع المدن مطالبين بحقهم في الشغل وضمان حياة كريمة سيما أن المدرسة، في اعتقادهم، لم تفرخ إلا عاطلين يحملون شهادات تافهة لا توفر فرص الشغل ليجدوا أنفسهم في متاهات الشوارع باحثين عن منافذ خارج وطن غير قادر على تلبية طموحاتهم. وتزيد المدرسة من متاعبهم بعد فشل المناهج والبرامج الدراسية التي تعاقبت على تشذيبها وزارات جسدت مختلف أنواع الطيف السياسي بعد أن عجزت عن تحديد هوية المدرسة المغربية القادرة على صنع المواطن وحمايته من البطالة، سيما أن ما تقدمه من برامج لا يساير إيقاع التحولات والتطورات التكنولوجية التي تشهدها مختلف بلدان المعمور.وتتحرك إيقاعات المدرسة المغربية على توجيهات المقررات الوزارية التي تضبط موعد انطلاق الدراسة والعطل المدرسية والامتحانات وكل ما يرتبط بالزمن المدرسي الذي لم يشهد تغييرات طفيفة في موعد انطلاق الدراسة عضدتها التوجيهات الملكية السامية المبثوثة في الخطاب السامي الأخير التي أعلنت فشل المدرسة المغربية في تحقيق الرهان المنشود وتحقيق الأهداف والغايات الكبرى ما أفرز واقعا محبطا لم ينتج إلا مآسي انضافت إلى مكابدات هذا الوطن رغم رصد الوزارات الوصية على القطاع أغلفة مالية لم تستثمر بالشكل المطلوب، وبالتالي أصبح لزاما على كل الفاعلين البحث عن مناهج مدرسية جديدة وطرق تربوية تلائم واقع المدرسة المغربية لوضع قاطرة التعليم في مسارها الصحيح تحقيقا للقفزة المنشودة. أصبح من الصعب التكهن بمفاجآت الدخول المدرسي الجاري أمام حالة الذهول التي أذكاها الخطاب السامي الذي طالب بتغيير جذري للسياسة المتبعة في مجال التعليم الذي لم تنتج سوى المآسي، رغم المساحيق التي اعتمدها البرنامج الاستعجالي الذي لم يحقق الرهان اللهم في مجال توسيع البنيات التربوية وبالتالي فإن المناهج والبرامج القديمة ما زالت معتمدة في مختلف الأسلاك، علما أن وزير التربية محمد الوفا ألغى أخيرا عددا من المناهج التي انكب عليها المؤلفون بموازاة ما أقرته بيداغوجيا الإدماج التي أطلق عليها الوزير رصاصة الرحمة ليرسلها إلى سلة المهملات إسوة بمبدعها " بوشعكوكة غزافي" الذي خرج بحفي حنين لكن يحوز مبالغ مالية استنزفها من خزانة الوزارة التي تبنت بيداغوجيا جديدة لا تجسد طموح المتعلمين لأنها تمتح مرجعيتها من واقع لا يمت إلى واقع التلميذ بصلة. وعليه أقر وزير التربية سقفا زمنيا جديدا حدده في سنة 2014 لاعتماد مناهج جديدة تواكب تطلعات المدرسة المغربية ما يتطلب دفتر تحملات جديدة تراعي المستجدات الجديدة التي يشهدها واقع المدرسة المغربية التي صارت تتلمس أفقا جديدا بعد إلغاء بيداغوجيا أمطرت مريديها بوابل من الدراهم كانوا يتسلمونها في نهاية كل موسم دراسي تثمينا "لمجهوداتهم التي راحت سدى".في السياق ذاته، أصبح الآباء بعد الرجة القوية البتي هزت كيان المدرسة المغربية أمام اختيار صعب، إما أن يسجلوا أبناءهم في المدارس العمومية التي تلقت ضربات قوية أفقدتها دورها الريادي في المجتمع، بعد أن توعدت نقابات الوزارة الوصية على القطاع بدخول مدرسي ساخن لعدم تلبيتها عددا من المطالب، وإما أن يلحقوهم بصفوف بعض المدارس الخصوصية التي سجلت "نتائج إيجابية في الامتحانات الإشهادية الأخيرة "علما أن وزير التربية الوطنية الوفا توعد مديري المدارس الخصوصية بالجهة خلال المجلس الإداري الأخير لجهة تادلا أزيلال بإرسال فرق للتفتيش من وزارته إبان الدخول المدرسي الجاري لمعاينة المناهج التي تعتمدها المدرسة مع معاقبة كل من يفرض مقررات غير مرخصة من طرف وزارته لتحقيق ما أسماه بتكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ المغربية سواء في المدرسة العمومية أو الخصوصية. سعيد فالق (بني ملال)

دخــــول مـــدرسـي علــى إيـقــاع المفــاجـــآت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المــوســم الـدراســي ينطلق ساخنا

مـعـلـم في الأرياف: عزيز وضيفاه... "الطاجين طاب والخبز ما تصاب"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات