الأولى تستعيد زكية الزوانات من خلال “مشارف”

إعادة بث الحلقة التي استضاف فيها ياسين عدنان الأنثربولوجية الراحلة تعيد القناة الأولى اليوم (الأربعاء)، بث الحلقة التي خصصها البرنامج الثقافي «مشارف» للأنثربوبولوجية المغربية الراحلة زكية الزوانات التي رحلت عن عالمنا يوم الخميس الماضي بعد معاناة مع المرض عن سن يناهز الخامسة والخمسين.وكانت حلقة البرنامج الذي يعده ويقدمه الشاعر والإعلامي ياسين عدنان استضافت الراحلة زكية الزاونات سنة 2009 إثر صدور موسوعتها الشهيرة «مملكة الأولياء». وفي هذه الحلقة الفريدة دافعَت الراحلة بحسها الأكاديمي والإنساني الرفيع عن التصوف، خاصة أنها اعتبرت المعتقد والسلوك الصوفيين من توابث الهوية الدينية للمغاربة. كما تناقش الحلقة، التي تعيد القناة الأولى بثها في تقليد محمود من المفروض أن يتكرر في كل المناسبات المماثلة، ما أسمته الراحلة النضوب العقدي السائد في عالمنا الحالي إذ تبقى الطريقة الصوفية التقليد الروحي الأكثر حيوية اليوم . أما التصوف الإسلامي فاعتبرته المستقبل الديني للإنسانية.ولم تفوت الراحلة الفرصة دون أن تقاوم مشاغبات ياسين عدنان حين قال لها إن الزوايا اليوم فقدت أدوارها القديمة وتحولت إلى مجال سائب للإسلام الشعبي تُصرَّف داخله العديد من الضلالات والبدع والخرافات وأعمال الشعوذة. لكن زكية كانت مصرة على أن بإمكان هذه الزوايا أن تجدد ذاتها وتستعيد أدوارها القديمة. فقط على الدولة ومؤسساتها والقيمين على الشأن الديني في بلادنا مضاعفة الجهود لتمكين الزوايا من التأقلم مع دينامية التحديث التي انخرط فيها المغرب.وتعد الراحلة واحدة من أهم الأسماء المغربية في مجال الأنثروبولوجيا الدينية تؤمن بأن الاعتكاف في الخزانات ووسط المراجع لا يكفي وتعتبر العمل الميداني متعتها الحقيقية كباحثة لا تطيق الخمول. كما تعتبر باحثة متخصصة في التصوف المغربي وصاحبة أحد المؤلفات المهمة حول امتدادات هذا الإرث في العالم٬ وهو كتابها الضخم «مملكة الأولياء» الذي يعتبر الكتاب الأول من نوعه في المغرب وفيه يجد القارئ نفسه إزاء نوع من السياحة الروحية في الجغرافيا المقدسة للمغرب. وقد حاولت الراحلة في هذا العمل الضخم دراسة قيم المغاربة وإبراز القيم التي يتمتع بها كلّ وليّ من الأولياء المغاربة وذلك برصانتها الأكاديميّة المعهودة، كما أبدت فيه اهتماما لافتا بالشواهد والآثار الطوبوغرافية في المجال الديني الوطني. ولقد زارت هذه الأنثربولوجية الدؤوبة من أجل إنجاز هذه الموسوعة 300 ضريح في المغرب. وجاء الكتاب الذي طبع في النمسا مزيّناً بصور تلك الأضرحة، ليظهر بالملموس الجمالية والروحانية الخاصة بكل ولي من أولياء هذا البلد. عمل موسوعي حاولت الراحلة أن تبرهن من خلاله على أهمية الموقع الذي تحتله الزوايا في تدين المغاربة. كما أرفقته باقتراح مشروع متكامل لإنشاء هيأة عليا للحفاظ على التراث الصوفي في المغرب.كما اشتغلت زكية الزوانات باحثة في معهد الدراسات الأفريقية في الرباط، وأستاذة في جامعة محمد الخامس. وكانت قد حصلت على الدكتوراة من جامعة «السوربون» في باريس، وجاءت أطروحتها عن عبد السلام بنمشيش، أبي الطريقة الشاذليّة. وهي الأطروحة التي ترجمها إلى العربية أحمد التوفيق وزير الأوقاف. كما عُرفت الراحلة أيضا بنقلها إلى الفرنسية لكتاب «الذهب الإبريز من كلام سيدي عبد العزيز» لابن مبارك اللمطي، الذي صدر في فرنسا سنة 2007، وهي أيضا صاحبة كتاب «التصوف والبحث عن النور» وهو واحد من أجمل كتبها إلى جانب «في حديقة حواء» عملها السردي القصصي. عزيز المجدوب

الأولى تستعيد زكية الزوانات من خلال “مشارف”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"هاكا" تستلهم التجربة الفرنسية في تقنين الإشهار

هاجر الجندي تنبش في تاريخ "سبعة رجال"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات