درب غلف…سوق تهريب دولي

مواد غذائية وألبسة وهواتف محمولة مهربة من إسبانيا وإيطاليا واليابان والصين مواد غذائية مهربة معروضة للبيع بمحلات بمدخل سوق درب غلف بالدار البيضاء، أصحابها يبدون مرتاحين ولا تظهر عليهم علامات الخوف من زيارة مفاجئة للجان المراقبة أو عناصر أمنية تحجز المواد التي كتبت عليها عبارات بمختلف اللغات الدولية (إسبانية، فرنسية، إنجليزية... ) «فهاذ السوق أغلب المواد مهربة، بدءا بالغذائية ومرورا بالملابس وانتهاء بالهواتف المحمولة» يقول أحد العارفين بخبايا السوق، قبل أن يضيف «كاينة هنا سلعة من اسبانيا، وإيطاليا وأمريكا واليابان والصين وتركيا، وكل دولة جات على بالك».بعد تجاوز المدخل المخصص لعرض المواد الغذائية المهربة، تظهر ملابس رجالية ونسائية معلقة خلف الزجاج، تحمل أسماء كبار المصممين العالميين، يتباهى أصحابها بأنها ضمن آخر صيحات الموضة التي تباع حاليا بأوربا.بعد الملابس والأحذية يصل الزائر إلى محلات مخصصة لبيع أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة المصنوعة بأمريكا واليابان والصين، والتي تباع بالعلن دون أن يكلف المسؤولون أنفسهم عناء القيام بالواجب ومساءلة أصحابها عن مصدرها، وما إذا كانوا قد أدوا واجبات التعشير عنها.بين الفينة والأخرى تلتقط مسامع الزائر عبارات تردد بين التجار من قبيل «دخلات شي سلعة حارة خاصنا نشوفوها» أو «وقتاش غاذي يدخل صاحبنا باش نضربو معاه في ديك السلعة» أو « واش باقي هاذاك صاحبنا في الديوانة ديال طنجة» وهي كلمات تؤكد اعتماد بعض تجار السوق على التهريب والعلاقات المشبوهة مع رجال الجمارك. ملايير السنتيمات تضيع فيها الدولة بسبب التهريب في هذا السوق لوحده، دون أن تتحرك أية جهة من أجل الدفع باحترام القانون وإيقاف النزيف، ويبدو السوق وكأنه محمي من جهة ما أو العديد من الجهات التي تحصل على امتيازات.بعض العالمين بخبايا السوق أكدوا أن بعض تجار السوق لهم صلة مباشرة بالمهربين، فقد يكون أخ أو قريب أو شريك في المحل التجاري مقيما بالخارج ويعمد إلى إدخال سلع بشكل منتظم إلى المغرب عبر الحدود البرية، والمسألة تتطلب هنا ربط علاقة مع بعض رجال الجمارك الذين يتسلمون مبالغ مالية عن كل عملية مقابل فرش الطريق بالورود للمهرب وتسهيل عملية دخوله، دون أدائه ولو سنتيما واحد للدولة.وهناك باعة آخرون لهم علاقة تجارية محضة ببعض المهربين، لايهمهم الطريقة التي دخلت بها السلعة إلى المغرب ولا يرغبون حتى في معرفة ذلك، فكل ما يهمهم هو اقتناء السلعة بأقل ثمن حتى يكون ربحهم وفيرا بعد بيعها.وهناك طريقة ثالثة أقل مجازفة تتمثل في توصل بعض تجار السوق ب «كوليات» قد تتضمن ملابس أو هواتف محمولة أو آلات تصوير، ترسل عبر حافلة للنقل. «السوق أصبحت له حصانة، ومن النادر أن تتدخل جهة ما من أجل التحقيق في كيفية وصول السلع إليه، فبمجرد أن تودع في المحل تصبح محصنة وبعيدة عن أي شكل من أشكال المراقبة» يقول أحد التجار بالسوق، قبل أن يضيف بان المشكل الوحيد الذي يمكن أن يعانيه تجار السوق هو حجز السلعة من قبل الشرطة والدرك قبل وصولها إلى السوق.وضرب الرجل مثالا بسيارة كبيرة الحجم أوقفت خلال الأيام القليلة الماضية من قبل عناصر الدرك الملكي بعين السبع، وبها ملابس أطفال ونساء كان صاحبها قد هربها من اسبانيا، وكشف البحث أنه كان يعتزم بيعها لتجار بسوق درب غلف. الصديق بوكزول

درب غلف…سوق تهريب دولي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتريه:نهاية محتومة لمهرب ناشئ

حيل وأساليب متطورة في عالم التهريب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات