عين اللوح ترقص على إيقاعات أحيدوس

المهرجان كسر شوكة الروتين الممل الذي تعيشه البلدة على امتداد السنة أسدل الستار أخيرا بقرية عين اللوح التابعة لإقليم إفران، على فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني لفن أحيدوس، الذي نظمته وزارة الثقافة وجمعية "ثايمات" لفنون الأطلس، بتعاون مع الجماعة القروية المحلية. وكان وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، أشرف، مساء الجمعة الماضي، رفقة أحمد موساوي والي جهة مكناس تافيلالت، وجلول صمصم عامل إقليم افران، وحمو أوحلي رئيس الجمعية المنظمة، ومحمد هوات رئيس الجماعة القروية لعين اللوح، على حفل الافتتاح.وقد مثلت الأيام الثلاثة للمهرجان فرصة لتحطيم جدار السكون والصمت، وكسر شوكة الروتين الممل، الذي يعيشه سكان هذه البلدة الهادئة على امتداد الموسم. وتعتبر هذه التظاهرة الفنية، التي يسعى منظموها إلى التعريف بفن أحيدوس باعتباره موروثا مغربيا تراثيا أصيلا، يكتنز مقومات الذاكرة الأمازيغية وتاريخها العريق، (تعتبر) محطة سنوية لخلق جو من التواصل المستمر والبناء بين عموم الشعراء والباحثين والفنانين والمهتمين. وشهدت الدورة الثانية عشرة، التي أقيمت على مدى ثلاثة أيام، تنظيم أمسيات فنية شاركت في إحيائها 34 فرقة غنائية، تم اختيارها من أصل 68 فرقة من مختلف ربوع المملكة، كانت خاضت غمار الأدوار الإقصائية، التي احتضنتها دار الثقافة "الفقيه محمد المنوني" بمكناس، يومي 19 و 20 ماي الماضي، فضلا عن تسع مجموعات للشعر الأمازيغي"إمديازن".وبالموازاة مع ذلك، عرفت الدورة ذاتها عقد ندوات فكرية في موضوع "دور الثقافة الأمازيغية في تفعيل الدستور الجديد"، و"دراسة مقارنة لفن أحيدوس:الاختلاف والتجليات"، أطرها أساتذة باحثون من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. كما نظمت بالمناسبة ورشات همت على الخصوص اكتشاف حروف "تيفيناغ" وخصوصياتها الكتابية والشفاهية. وجريا على التقليد الذي دأبت على إحيائه الجهات المنظمة منذ الدورة الأولى للمهرجان، والمتمثل في تكريم بعض الوجوه التي تركت بصماتها في هذا الفن، اختار منظمو دورة 2012 تكريم مجموعة من الشعراء والفنانين الأمازيغيين المهتمين بهذا اللون التراثي، في شخص أوعالي فكار، من زاوية الشيخ ببني ملال، ومحمد شعيب من سيدي المخفي، وحسن يحياوي من جماعة تكريكرة، ولحسن حماوي من آيت الطالب عقى، الذين كرمتهم الوزارة الوصية، خلال حفل الافتتاح، في حين عملت الجماعة القروية لعين اللوح على الاحتفاء بموحى الكامل من قيادة عين اللوح، والطالب ولد لحسن من القيادة عينها، ومحمد قسيوي من إقليم إفران، وأوعمر بشراوي من عين اللوح كذلك.وإذا كان المهرجان الوطني لأحيدوس، الذي أصبح قبلة موسمية للعديد من الفنانين والمهتمين والمتتبعين، مناسبة للتعريف بهذا الموروث المغربي التراثي الأصيل، ووسيلة لصيانته إلى جانب الموروث الشفهي، خاصة الأمازيغي منه، فإنه يعد كذلك فرصة للاهتمام بالفرق والمجموعات والجمعيات المهتمة بهذا الفن وتشجيعها وتحفيزها وحثها على العطاء والاستمرارية، فضلا عن التعريف بهذا اللون الفني وتقريبه من الجماهير وتحبيبه إلى الأجيال الصاعدة، المنوطة بها مهمة حمل المشعل في المستقبل، كما هو الحال بالنسبة إلى "المايسترو" الصغير، الطفل مروان عسيوي، الذي استرعى اهتمام الجميع في حفل الافتتاح، باعتباره أصغر فنان يقارع شيوخ وقيدومي فن أحيدوس، ما يؤكد أن الرحم التي استطاعت إنجاب "المايسترو" موحى أولحسين أشيبان، قادرة على إعطاء الحياة لفنانين موهوبين آخرين. ولم تقتصر مشاركة مروان عسيوي (11عاما)، في هذا المهرجان على اعتلاء المنصة وحمل "البندير" وارتداء الزي التقليدي (الجلباب والبلغة والسلهام) فحسب، إذ تجاوزتها إلى حدود إبداعه وتفننه في رسم لوحات فنية ساحرة استحسنها الجميع، بمن فيهم بعض السياح الأجانب الذين أثثوا الحفل.وقال مروان عسيوي، الذي يعود الفضل في اكتشافه إلى "المايسترو" أحمد جدوبي، مقدم مجموعة إزماون بوقشمير من منطقة والماس، بجهة زمور زعير، إن سعادته لا توصف بالمشاركة في المهرجان الوطني لأحيدوس للمرة الثالثة على التوالي، لأنه ساهم إلى جانب رواد هذا اللون التراثي الفني، في إهداء الحضور لوحات رائعة قدم من خلالها بطاقة زيارة، مضيفا أنه لم يشعر بأي مركب نقص أو بضغوط نفسية وهو على المنصة. مروان عسيوي، الذي شرع في مداعبة "البندير" في ربيعه الخامس، أوضح في تصريح ل"الصباح" أن عشقه لأحيدوس نابع من نشأته وسط أسرة مهووسة بهذا الفن الأصيل، والمتوارث أبا عن جد، مشيرا إلى أنه لا يجد أدنى صعوبة في التوفيق والجمع بين الدراسة وممارسة الفن، ما جعل والده، وهو جندي متقاعد، يشجعه على مواصلة مساره، على حد تعبيره. خليل المنوني (عين اللوح)

عين اللوح ترقص على إيقاعات أحيدوس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فلاحو أولاد افرج يخسرون 400 هكتار من التين

سطوة الجريمة في الفقيه بنصالح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات