قضية الصحراء… الوجهة الجديدة للنزاع

الرباط انتزعت التزاما أمميا بعدم تحريف مسار المفاوضات وأضعفت موقف روس في الوساطة وفتحت المخيمات أمام العالمانتزع المغرب من الأمين العام للأمم المتحدة اعترافا والتزاما في قضية الصحراء في آن واحد. بان كي مون التزم بعدم إدخال أي تغييرات على مهام الوساطة الرامية إلى إيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء مقبول من لدن الأطراف، ليعترف بذلك أنه وقع فعلا تجاوز من قبل مبعوثه الشخصي، كريستوفر روس، مؤكدا أنه، إلى جانب ممثله الخاص «سيضطلعان بمهامهما ضمن إطارها المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي من أجل تحقيق تقدم في مسلسل تسوية نزاع الصحراء». التزام الأمين العام الأممي، بان كي مون، بالحرص على عدم وقوع تعديل في مهام المبعوث الشخصي إلى الصحراء، قابله قبول مبدئي من الرباط بإمكانية عودة الأخير إلى ممارسة مهامه في الوساطة بين أطراف النزاع في الصحراء، رغم أن الأمر يستحيل بالنظر إلى أن عودته لا تعني تراجع المغرب عن سحب الثقة منه، لاتهامه سابقا بعدم الحياد في تدبير المفاوضات والانحياز إلى الأطروحة الجزائرية الداعمة للانفصاليين. وضعية تصعب مهام كريستوفر روس، وقد تدفعه إلى تقديم استقالته من دور الوساطة، كما فعل سلفه الدبلوماسي الهولندي، بيتر فان فالسوم، حين استقال من مهامه تاركا وراءه وصيته الشهيرة: استقلال الصحراء خيار غير واقعي.بالمقابل، جرت الكثير من التطورات في قضية الصحراء، خلال الفترة الأخيرة، بدءا بتجميد مسلسل المفاوضات، وقبلها الإكثار من مفاوضات غير مباشرة أضاعت على الرباط فرصة تحقيق انتصار دبلوماسي، بفعل الزخم الدولي الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، في حين علقت المفاوضات بين أطراف النزاع بعد أن قررت الرباط سحب الثقة من الوسيط الأممي، روس. القرار وجد فيه البعض تسرعا، بالنظر إلى الخارجية المغربية لم تستشر الهيآت السياسية الداخلية، لتشكيل جبهة وطنية تنافح عن القرار، بينما اعتبره البعض ضروريا حتى يعيد المبعوث الأممي جلسات التفاوض إلى سكتها الصحيحة، في حين يرى طرف ثالث أن القرار جاء متأخرا لأن روس كان أنجز كل شيء بأن أعاد مسار التفاوض إلى نقطة الصفر وجعل مقترح بوليساريو على الدرجة نفسها من مقترح المغرب، الذي وصفته الأمم المتحدة بـ»الجاد وذي المصداقية»، وجعل من عامل الزمن وتمطيط المفاوضات إرهاقا للرباط، وفرصه لبوليساريو حتى تعيد ترتيب أوراقها التي اختلطت بفعل النفس الجديد لمقترح الحكم الذاتي الموسع في الصحراء.وبين الشوطين، سحب الثقة من روس والتزام بان كي مون بعدم تغيير مهمته مقابل الإبقاء عليه وسيطا أمميا، تحركت رمال الصحراء، نحو وجهة أخرى هذه المرة، ويتعلق الأمر بفتح النزاع أمام منظمات حقوقية وإنسانية حتى تطلع على حقيقة الوضع الحقوقي في كل من الصحراء ومخيمات تندوف، غير أن أولى الخطوات في هذا الاتجاه، لم تكن منصفة بالنسبة إلى المغرب، وإن ربح من زيارة رئيسة مؤسسة «روبيرت كنيدي» للعدالة وحقوق الإنسان، أنها فتحت الباب أمام منظمات أخرى حتى يتسنى الاطلاع على حقيقة الوضع في المخيمات. إحسان الحافظي

قضية الصحراء… الوجهة الجديدة للنزاع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يتشبث بالمفاوضات طريقا للحل السياسي

أفارقة مرشحون للهجرة للسرية يعتصمون بجزيرة بالحسيمة

مقالات ذات صلة