أزمة المياه… قنبلة موقوتة تهدد بتدمير العالم

تلوث المياه يروع المغاربة بعد ندرته في قرى ومدن المملكة أكثر من مليار فرد عبر العالم محرومون من الماء الصالح للشرب، ويوميا يموت نحو أربعة آلاف طفل بأمراض يحملها ماء ملوث وغير صالح للاستعمال، جانب من معطيات تنذر بأزمة مائية خطيرة وتدق ناقوس الخطر بشأن هذه القنبلة التي تهدد بالانفجار في كل لحظة وحين، بل إن جهات عديدة، وطنيا ودوليا، أصبحت تتعايش مع نذرة المياه وابتكرت لنفسها وسائل تعتقد أنها من خلالها تحمي نفسها من آفة تلوث المياه. كل الإحصائيات الرسمية وتقارير المنظمات العالمية التي تعنى بمجال الماء والبيئة تجزم بأن بلدان العالم العربي بلغت مستويات متقدمة من أزمة المياه، فلدى بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط أقل حصة من إمدادات الماء المتجددة للفرد الواحد بين مناطق العالم، وتعد من أشد المناطق تأثرا بشح الماء في العالم، علما أن الدول العربية لا تتجاوز 5 في المائة من سكان العالم، ولا تحصل إلا على 1 في المائة من المياه.صحيح أنه لطالما كان من الطبيعي والعادي جدا أن تعاني قرى ومداشر المغرب ندرة قاهرة في المياه الصالحة للشرب، بل حتى في مياه الرعي والسقي، ويعتمد سكانها على قطرات المطر، التي يجمعونها داخل إيناءات، و"يعلبونها" ويحفظونها ليوم أسود لا غيمة رحمة تمر في سمائه، لكن الخطر الجديد، هو ذاك الذي صار، يوما عن آخر يتصيد المدن، ويوقع الواحدة منها تلو الأخرى في شباك الجفاف وأزمة المياه التي أضحت تستفحل إلى أن بلغت مشارف عاصمة البلاد، التي تعاني تداعيات سنوات الجفاف المتتالية، سيما في احتياطي الماء.الخطر لم يعد يكمن في ندرة المياه، وحدها، بل إن المشكل الأكبر، هو ذلك المرتبط بالمياه الصالحة للشرب، التي تدخل بيوت المغاربة بعدما تمر بسلسلة من عمليات التطهير وتخضع للتمحيص والمراقبة، لتكون النتيجة في نهاية المطاف، ماء محمل بذرات الرمل والتراب في بعض الجهات، وآخر تنبعث منه روائح كريهة تزكم الأنوف، وجهات صار يضرب بها المثل في مائها المالح، فتظل المدن التي ينقطع عن أحيائها الماء وتجف صنابيرها لساعات يوميا، الأحسن حالا وسكانها الأوفر حظا، فعلى الأقل يحظون بمياه صالحة للشرب، ولا يضعون أياديهم على قلوبهم خوفا من تلوث مياه أكيد أن انعكاساتهم ستكون وخيمة على صحتهم وصحة عائلاتهم وأولادهم.ورغم أن المغرب شرع في وضع سياسة مائية منذ ستينات القرن الماضي، إذ كانت سنة 1967 بمثابة الانطلاقة، إلا أن جوانب كثيرة من هذه السياسة لم تكن مجدية سيما في ما يتعلق بمعالجة المياه المستعملة والحفاظ على الموارد المائية المتوفرة وترشيد استغلالها، ذلك أن النهج السائد حينها كان قائما على البحث على تلبية الطلب المتزايد عبر تصعيد العرض، الذي أثبت فشله، لأنه لم يأخذ في حسبانه المدى المتوسط والبعيد، قبل أن تنطلق الدولة من خلال أجهزتها وسياساتها الإعلامية على التوعية على ضرورة ترشيد استعمال المياه، فمن منا لا يتذكر الوصلات الإشهارية التي بثتها القناتين الوطنيتين، الأولى والثانية عن قطرة الماء التي توضح كيفية الاستغلال السليم في المدينة والبادية للمياه، وتقدم البدائل الممكنة عن الإفراط في استعمال هذه المادة الحيوية؟ لكن النتيجة اليوم جاءت مخالفة لكل الأهداف المسطرة، واليوم تعيش البلاد أزمة خانقة، حذرت الأمم المتحدة من تداعياتها، في آخر تقرير لها هم الوضع البيئي العالمي وخص تنمية الموارد المائية في العالم الذي تنشره كل ثلاث سنوات. هجر المغلي

أزمة المياه… قنبلة موقوتة تهدد بتدمير العالم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة: نفتقر إلى سياسة لتدبير مياه الشرب

المـاء ... الـخـطـر الـقـادم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات