جودة مياه الشرب بالبيضاء بين الحقيقة والإشاعة

بيضاويون يؤكدون أن لون وطعم المياه متغيران في انتظار كلمة المحكمة و"ليدك" تؤكد أن القنوات القديمة تخضع للتجديد جودة مياه الشرب أصبحت من الملفات التي ترهق البيضاويين خلال السنوات الأخيرة. ملف حير سكان العاصمة الاقتصادية، سيما أن ليدك الشركة المكلفة بتدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالبيضاء، تنفي الموضوع جملة وتفصيلا، وتكذب ما يراه البيضاويون بأم أعينهم. لكن تقرير المجلس الأعلى للحسابات سنة 2009، جاء لقطع الشك باليقين، وكان النقطة التي أفاضت الكأس، وقوت عزيمة البعض في رفع دعوى قضائية ضد الشركة، باعتبار أنها تستهزئ بصحة البيضاويين. يقول مصطفى رهين، المستشار الجماعي وأحد الذين رفعوا الدعوى، إن خطوته جاءت بعد تراكم الشكايات ضد ليدك، إذ أكد العشرات من البيضاويين أن مياه الشرب تغير لونها إلى الأحمر، كما أن مذاقها غير طبيعي. وأوضح رهين في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح" أنه قدم شكايات إلى المسؤولين، باعتبار أنه يمثل المواطنين في منطقته، إلا أنها لم تجد الآذان المصغية، مشيرا إلى أن تلك الجهات كانت ترفض حتى النظر فيها أو التحقق من صحتها "فشلنا في إثبات الأمر، قبل أن يثبت المجلس الاعلى للحسابات الأمر، سيما أن المختبرات كانت ترفض إجراء التحليلات بعد أن تعلم أن تلك المياه بشركة ليدك".وأوضح رهين أن تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2009، كان بمثابة الحافز الذي شجعه على الوقوف في وجه الشركة، مؤكدا أن المجلس أكد أن ليدك "تزود أحياء بالمدينة بماء مشبع بالصدأ، أو ما يسمى المياه الحمراء، وبأنه تم تسجيل عدة شكايات منذ سنة 2006 من قبل السكان لم يتم أخذها بعين الاعتبار"، وأنها "عوض إرسائها سياسة جادة وفعالة لتجديد شبكات التوزيع، كما ينص على ذلك العقد، تلجأ إلى حلول ترقيعية كالضخ بالماء "HYDROCURAGE" وتغيير العدادات والتنقيب عن مواقع التسريبات، وهي إجراءات غير كافية لمعالجة المشكل على المدى البعيد"، مشيرا (التقرير) إلى أن المشاريع التي تخص محاربة التلوث ومعالجة المياه العادمة مازالت في طور الدراسات.وأوضح المستشار الجماعي، أن التقرير الذي قطع الشك باليقين، كان النقطة التي أفاضت الكأس، مؤكـــدا أن أول خطــــــــــــوة خطاها، رفع دعوة قضائية ضد الشركة، "إلا أن أيادي خفية كانت تحاول الوقوف في طريق الملف"، سيما أنه طالب في شكايته بإلزام الشركة بإصلاح قنوات المياه الصالحة للشرب، وإذا لم تلتــــــزم بالأمر تغرم 100 مليون سنتيم عن كل يوم تأخير.كما جاء في نص الدعوى "أن مياه الشرب في البيضاء لحقها منذ مدة طويلة تلوث كبير يشكل خطرا على صحة سكان المدينة، بسبب تآكل أنابيب وقنوات المياه وعدم صيانتها من الصدأ، وأن شركة "ليدك"، المفوض لها تدبير ملف الماء والكهرباء والتطهير السائل من طرف المجموعة الحضرية للبيضاء منذ 28 أبريل 1997، التزمت بمقتضى عقد التدبير المفوض بتحسين جميع أوجه الاستغلال والتدبير وتحسين الخدمات."واستند رهين في الدعوى، التي تقدم بها، إلى رئيس المحكمة الإدارية بالدار البيضاء إلى ما أشار إليه تقرير المجلس الأعلى للحسابات، في الجزء الثاني من تقريره برسم سنة 2009.ورغم كل ذلك، لم يحرك الملف إلى بعد مدة طويلة، وشد الحبل، أكدت المحكمة الإدارية للدار البيضاء، اختصاصها للنظر في الدعوى المرفوعة ضد شركة "ليدك" للنظر في خطورة الأفعال المرتكبة من قبل الشركة والواردة في تقرير المجلس الأعلى للحسابات، خصوصا في الشق المتعلق بثبوت مسؤوليتها عن تلوث مياه الشرب بالصدأ، باعتبار أنها دفعت في الرد على الدعوى المرفوعة ضد من قبل مصطفى رهين، عدم اختصاص المحكمة الإدارية للدار البيضاء للنظر في مثل هذه القضايا. وبعد كلمة المحكمة أصبحت الشركة، ملزمة بالدفاع عن نفسها حول مسؤوليتها عن تلوث مياه الشرب بالمياه الحمراء.وفي هذا الصدد، أكد رهين أن كلمة المحكمة ستكون في صالح البيضاويين، باعتبار أن الشكاية مرفقة بخلاصات تقرير المجلس الأعلى للحسابات، مشيرا إلى أنه كله أمل في أن تنصف سكان البيضاء.وارتبـــــــــــاطا بالموضوع، قال جان باسكال داريي، المدير العام لشركة ليدك، إن البيضاء مثل باقي الشبكات الكبرى لتوزيع الماء، تتكون من قنوات قديمة ومعدات متنوعة، تختلف حسب تواريخ تركيبها، مشيرا إلى أن قنوات حديد زهر رمادي المتقادمة جدا، تتميز بخصوصية إمكانية تحلل جزيئات الحديد في الماء، مما يتسبب، في بعض الحالات، في احمرار لون الماء الموزع.وأوضح المدير في تصريحات صحافية، أن ذلك لا يشكل أي ضرر على الصحة "ومع ذلك، فهذه القنوات القديمة تخضع للتجديد حسب الأولوية ضمن البرامج الاستثمارية التي تقوم بها ليدك باتفاق مع السلطة المفوضة".وأضاف المصدر ذاته أن تقرير المجلس الجهوي للحسابات الصادر سنة 2009، سجل وجود أحياء يمكن أن يكون الماء الشروب الموزع فيها ذا لون أحمر، وردا على هذه الملاحظة، "كانت ليدك قدمت عناصر جوابية تؤكد جودة الماء الموجه للاستهلاك، والتزامها بمواصلة برنامج تحسين (المذاق المعدني، اللون، المواد العالقة...) للماء الموزع، مشيرا إلى أن ليدك "وبكل شفافية، تضمن للبيضاويين أن الماء الموزع صالح للشرب ومطابق للمعايير المطبقة في المغرب، وتؤكد مواصلة مساعيها لتقليص وجود المياه الحمراء في الشبكات. إيمان رضيف

جودة مياه الشرب بالبيضاء بين الحقيقة والإشاعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

3 أسئلة: تدبير الثروات المائية غير معقلن وغامض

مياه كريهة... كارثة جديدة تهدد العاصمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات