“الحرمان للجميع” … شعار مستشفى الحسني بالبيضاء

آلات متردية وخصاص في الأطر البشرية وتحويل جناحي الطب والأطفال إلى جناح للتوليد «...بما أن المؤشرات المتعلقة بالصحة تعد مكونا أساسيا في المؤشر العام للتنمية، فإن الدولة وضعت أولوية في ميدان الصحة، تعميم العناية الطبية حتى تشمل جميع الشرائح المكونة للمجتمع». هذا مقتطف مما جاء في ديباجة بشرى النظام الجديد للمساعدة الطبية الذي عُمم، هذه السنة، على المغاربة... ومن دبج تلك الجمل التقريرية المقتضبة ربما لم يدر بخلده أن «العناية الصحية» التي ينوون تعميمها لـ «تشمل جميع الشرائح المكونة للمجتمع»، توجد في مقابلها عناية حُرمت منها الكثير من المؤسسات الاستشفائية، في الوسطين الحضري والقروي على السواء. خصاص في الأطر الطبية والتمريضية والإدارية. ضعف الطاقة الاستيعابية. رداءة الخدمات الطبية. ضغط رهيب من طرف المواطنين الباحثين عن حقهم في التطبيب. تجهيزات مهترئة تحتاج إلى من يرأف لحالها، ويعفيها شقاء العمل المتواصل حتى بعد أن انقضى عمرها الافتراضي. المستشفيات عبر طول المملكة وعرضها لم تكن يوما محط استحسان المغاربة بمختلف انتماءاتهم الاجتماعية. زر مستشفى الحسني بحي الألفة بالبيضاء، المدينة الأكثر كثافة سكانية في المغرب، ولن تزداد أحكامك وتصوراتك المسبقة إلا رسوخا. بهو بناية هذا المستشفى المتواضعة، التي تغطي واحدة من أكثر عمالات البيضاء كثافة سكانية، مكتظ بعشرات المرضى أو الراغبين في الكشف عن سبب ألم أو علة اعترت أجسادهم. أغلبية هؤلاء نسوة وأطفال وبعض المسنين. مظاهرهم تشي بواقع حالهم الصعب. يقتعدون كراسي بلاستيكية زرقاء. ملامح الكثير منهم عابسة أو صارمة. هم كمن ينتظر أن تقوم القيامة، وليس كشف طبيب معالج قد يخفف آهاتهم... إن وُجد. جناح الاستقبال يعج بالمرضى الذين لم يصبروا حتى يحين دورهم في التسجيل أو الحصول على موعد أو تقديم وثائق ملف الاستفادة من خدمات نظام المساعدة الطبية (راميد)، إذ هبوا واقفين يستعجلون موظفتي الاستقبال أن يكون كل واحد (ة) منهم الأول في قضاء حاجته. موظفتان فقط تصارعان من أجل تدبير وتوجيه هذا الضغط والإقبال اليومي الكثيف وتصريفه بما يحقق ولو الحد الأدنى من الخدمات الطبية... إحدى المساعدات، من دون زي رسمي ونعل بلاستيكي أبيض، تقوم حاجزا بين هذه الجحافل وموظفتي قسم الاستقبال. تنهر هذه، وتصرخ في وجه أخرى، وتصيح في الجميع أن يحترموا الطابور ويتحلوا بالصبر إلى أن يحين دورهم... لكن صرخاتها تذهب أدراج نسائم الريح التي تهب من بعض منافذ البهو ضيق المساحة والمكتظ... والذي يزداد اكتظاظا، «خاصة في الفترة الصباحية من الثامنة والنصف إلى العاشرة صباحا»، تقول إحدى الأطر بمستشفى الحسني. روائح قوية مزكمة للأنوف بالإمكان استشعارها بمجرد الدخول إلى الدهليز الذي يجمع أجنحة الفحص بالأشعة والصدى وتصوير الثدي وجناح المستعجلات. الدهليز، الذي بالكاد يتسع لمرور شخصين يتوجه كل منهما في الاتجاه المعاكس، الظلمة تكاد تطغى فيه على الأشعة الخافتة المنبعثة من مصابيحه المغلفة بالغبار. جدرانه تقشرت صباغتها. كراس قليلة تقتسم قطره مع المرضى المترددين بين مختلف الأجنحة التي يتخذ كل منها ركنا من أركان الدهليز ضعيفة الإضاءة، وحيث تتفشى روائح الرطوبة المقززة... «واش بنادم صحتو رخيصة عليه؟؟» يجلس سعيد، شاب في الثلاثينات من عمره، وبجانبه أخوه الصغير مروان. ينتظران دورهما للدخول إلى قاعة الكشف بالأشعة. مروان يعاني التواء في كاحله الأيسر أصيب به بينما كان يلعب رفقة بعض أقرانه مباراة في كرة القدم. هما اليوم هنا ليعيدا إجراء فحص بالأشعة على الكاحل المزرق والمتورم. يتجاذب سعيد أطراف الحديث مع رجل رفقة ابنه أيضا عن حالة «الراديو» (جهاز الكشف بالأشعة) المتردية. «لا فيراي كيتفلاو بيه على عباد الله»، يقول سعيد، ثم يضيف بنبرة متسائلة «واش بنادم صحتو رخيصة عليه؟؟». ويحكي سعيد، الذي يقطن بإقامة الفردوس بحي الألفة، أن «الأمر لا يقتصر على تردي أدوات العمل داخل هذه المرافق، بل يشمل كذلك سوء المعاملة التي يتلقاها المرضى على أيدي بعض الممرضين والممرضات»، ويتذكر في حديثه إلى «الصباح»، في الذي توجه فيه أخوه مروان إلى قاعة الفحص بالأشعة، واقعة «رفض إحدى الممرضات يوما ما أن تزود مريضا بالحقنة التي تستخدم لتخفيف آلام وأوجاع من يتعرضون لتسممات غذائية، إذ كان المريض يتلوى من شدة الألم ويتوسل إليها، كما فعل بعض الذين عاينوا هذا الموقف، لتمنحه الحقنة، لكنها تشبثت بأنها غير موجودة، لقد اضطررنا إلى الدخول في ملاسنات معها قبل أن يتدخل رئيسها الذي أمرها بإحضار الحقنة. ولم يستغرق منها ذلك إلا بضع لحظات». ليس المرضى وحدهم من يشتكي من تردي أوضاع مستشفى الحسني، بل إن التذمر من هذه الحال الذي يعبر عنه، وبلا غضاضة، أطر وممرضو وأطباء المستشفى. أحد الأطر الطبية يكشف، في حديث خاص مع «الصباح» أن «أكبر مشكل نعانيه في هذا المستشفى غياب التوافق بين عدد العاملين فيه والأعداد الضخمة من المواطنين الذين يتدفقون كل يوم طلبا للاستشفاء أو العلاج أو الكشف»، ويوضح أن المستشفى يستقبل مرضى قادمين من جماعة دار بوعزة وآخرين من مقاطعات عين الشق وأنفا... «وهو ما يزيد تأزيم الوضع. خدمات طبية ضعيفة واستنزاف كبير للأطر الطبية والتمريضية الموجودة، وكذلك المخزونات الدوائية القليلة أصلا»، يشرح مصدرنا بكثير من الحسرة، وهو الذي يعايش، بشكل يومي، حجم المعاناة التي يحاول أن يطلع الرأي العام الوطني ولو على جزء منها. حقائق صادمة تلك العبارات الرنانة الواردة في البند الأول من المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي صادق ووقع عليه المغرب كشرط سابق على انضمامه لمنظمة الأمم المتحدة، والتي تقول «...لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له لأسرته. ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية...» يبدو أنها فقدت، داخل قاعات مستشفى الحسني وفوق أسرته كل معانيها البراقة. ذلك أن العناية التي يتحدث عنها «منعدمة في ظل الخصاص الرهيب في الأطر والممرضين والأطباء وضعف التجهيزات وتقادمها»، يقول مصدرنا، الذي يتحاشى الإفصاح عن هويته. من الأدلة التي تسوقها المصادر التي تحدثنا إليها برهانا على تدهور حالة معدات مصالح المستشفى وتقادمها جهاز الفحص بالأشعة الذي تقول إنه صار بمثابة «قطعة خردة مهترئة يشتغل أسبوعا ليتعطل اثنين أو أكثر»، وتذكر المصادر ذاتها أن التقنيين المكلفين بصيانة مثل هذه الأجهزة عندما يأتون «لإعادة الحياة» إلى هذا «الراديو» فإنهم دائما ما يصرحون بأنهم فقط «يرقعون المشكل، أما الحل الجذري فهو تقديمها إلى تاجر متلاشيات واستقدام أخرى جديدة تساير التطور التكنولوجي الحاصل في المجال الطبي»... هذه النصائح، التي تصدر عن أهل علم ودراية، يبدو أنها لا تجد عند المشرفين على الشأن الصحي بمندوبية وزارة الصحة آذانا مصغية، رغم الاحتجاجات المتكررة والكم الهائل من الشكاوى التي يعبر عنها العاملون بالمستشفى قبل المواطنين الذين يقصدونه عله يخفف معاناتهم وآلامهم، علما أن هذه المصلحة تشتغل 24 ساعة في اليوم وطيلة أيام الأسبوع، وقد يصل عدد الذين يعرضون عظامهم على أشعتها، للتأكد مما إذا كان بها كسر أم لا، يقارب أحيانا 100 شخص في اليوم، كما تؤكد ذلك مصادر «الصباح»، في الوقت الذي لا يتجاوز عدد الأطر المشتغلة بهذا القسم 6 أطر يتناوبون طيلة 24 ساعة. المصادر ذاتها تكشف أن «قسم» المستعجلات، الذي لا يبعد عن أجنحة الفحص بالأشعة والصدى إلا ببضع خطوات، يوجد في وضعية أكثر «تنفطر لها القلوب». فعلاوة على «انعدام بعض الأدوية والمواد التي يحتاجها العاملون في هذا القسم ووجود آلات وأدوات عمل قديمة، يعاني هذا القسم، الذي يشتغل بدوره 24 ساعة في اليوم طيلة أيام الأسبوع والعطل الدينية أو الوطنية، خصاصا مهولا في عدد الممرضين والأطباء العاملين به»، وتوضح مصادرنا أن القسم «يشتغل به ثلاثة ممرضين فقط وخمسة أطباء، أما العجز الذي يحدثه هذا الخصاص فإنه يوكل إلى الممرضين والأطباء المتدربين لتغطيته»، مشيرة إلى أن هذا الوضع يخلق ضغطا كبيرا على القسم يدفع العاملون به والمواطنون ثمنه. الأولون لأنهم يكونون أمام فوهة مدفع احتجاجات المرضى الذين يلقون باللائمة في تردي الخدمات الطبية على أول إطار طبي أو ممرض أو طبيب يجدونه في طريقهم، أما المرضى فإنهم يضطرون إلى قضاء ساعات طويلة أحيانا من أجل رتق جرح أو وقف نزيف أو لأمر أكبر شأنا... وهي إصابات لا يتطلب علاجها، في الغالب، إلا بضع دقائق فإذا بها تتحول إلى ساعات طويلة من الانتظار، وهو ما يستفز بعضهم للدخول في ملاسنات ومشاحنات مع ممرضي وأطباء الجناح. «أكبر النقاط السوداء...» إذا غادرت هذه الأجنحة الواقعة في الطابق الأرضي من بناية المستشفى وصعدت أدراج الطابقين الأول والثاني صوب قاعة العمليات وجناح طب النساء والتوليد، فإن أول ما ستصادفه حارسا أمن خاص يحاولان تنظيم العدد الكبير من النسوة المتدفقات على هذا الجناح. يستفسران عن كل صغيرة وكبيرة. يوجهان النسوة كل إلى الجناح الذي تقصد. يصرخان. يلجآن إلى القوة البدنية أحيانا للحيلولة دون وصول أحدهم أو إحداهم إلى أحد هذين الجناحين. يحاولان قصارى جهدهما تنظيم التدفق الكبير للمرضى... لكن هذا الإقبال على جناح الولادة، أو «الماتيرنيتي» كما يطلق عليه العاملون بالمستشفى ومرتادوه، لا يعني أن حاله أقل سوءا من باقي الأجنحة. مصادر أخرى، تعمل بهذه المؤسسة الاستشفائية، كشفت ل»الصباح» أن هذا الجناح يعد من «أكبر النقاط السوداء في المستشفى». ثم توضح أنه لم «يكن جناحا للتوليد في الأصل، بل عبارة عن فضاء يضم الجناح الطبي وجناح الأطفال، وبسبب تزايد عدد الحوامل اللائي يتوافدن عليه قررت الإدارة، وبموافقة من المندوبة السابقة لوزارة الصحة بالبيضاء، تحويل هذين الجناحين إلى مصلحة للتوليد، (لا تتوفر على قاعات لاستشفاء النوافس ومرحاضها يبعد عن أسرتهن بعدة أمتار)، عن طريق إدخال بعض التغييرات الطفيفة، مثل إزالة سور أو خلق آخر، أو فتح نافذة هنا وإغلاق أخرى هناك، أو طلاء جدار أو تغيير طلاء سقف ما...»، وهي الأشغال التي تقول مصادرنا إنها مازالت مفتوحة لا تنتهي «منذ أزيد من عامين». لا ينتهي واقع التردي عند هذا الحد، ذلك أن أي مواطن يعاني مشاكل قلبية أو اضطرابات من أي شكل في جهازه الهضمي «لا يمكن لمستشفى الحسني أن يستقبله»، حتى لو كانت حالته مستعجلة؟ «حتى لو كان على مشارف الموت»، تجيب المصادر ذاتها، موضحة أن هذه العينة من المرضى تُحال على مستشفى ابن رشد (موريزكو). دكاترة مصلحة الطب بدورهم اكتووا، ومازالوا يكتوون، بنار الخصاص المهول في المعدات وقلة الأجنحة لممارسة مهنتهم أو بعضا منها، إذ أن مصلحتهم «لا تتوفر على مكاتب أو قاعات عمليات خاصة بهم، وهو ما يحول دون أدائهم للوظيفة التي يتلقون أجرا نظيرها، وبدورهم (عددهم 10) يعمدون إلى إحالة المرضى على موريزكو»، تقول مصادر «الصباح»، ثم تضيف إن «حصولهم على أجر دون مقابل يسدونه للمجتمع يحز في أنفس الكثير منهم». عمالة من حجم عمالة الحي الحسني وبتعداد سكاني يزيد عن 400 ألف نسمة لا بد أن تكون فيها نسبة الخصوبة مرتفعة، ومن يقول خصوبة يقول ارتفاع عدد المواليد... ومن كُتب له من هؤلاء أن يرى النور في «جناح التوليد» بهذا المستشفى فلن يولد إلا على واحد من الأسرة الأربعة التي توجد بهذا «الجناح»، الذي لم ير بدوره النور «إلا قبل حوالي ثلاثة أشهر»، تشرح مصادرنا. ليست وحدها التجهيزات والمرافق ما يعاني خصاصا. فلو دفع أحدهم الفضول ليصد الأدراج صوب الطابق الأول من بناية المستشفى، حيث جناح طب النساء والتوليد، ستكون في استقباله مشاهد ردهة ضعيفة الإنارة يصطف فيها المرضى حتى لم تعد الكراسي البلاستيكية الطويلة المنتشرة على طول ردهات هذا الطابق قادرة على استيعابهم، فتجد من أوهنتهم وطأة المرض يقتعدون الأدراج الإسمنتية أو يجلسون القرفصاء حيثما وجدوا مساحة في انتظار بلسم يداوون به جراحهم ويخففون به آلامهم... "إلى معاليكم..." ليس موظفو وأطر وأطباء مستشفى الحسني وحدهم من يتألمون لحال هذه المؤسسة ويطالبون بإصلاح شؤونها، بل هناك أيضا فاعلون في المجتمع المدني تأثروا لحاله ودقوا ناقوس الخطر مما يمكن أن تطور إليه أوضاعه. من جملة هؤلاء مصطفى لطفي، الكاتب العام للجمعية المغربية للحكامة الجيدة، والذي استبق استفحال أوضاع المؤسسة، التي يصفها ب»المستوصف»، بعدة سنوات عندما كتب إلى وزيرة الصحة السابقة، ياسمينة بادو، في 30 يناير 2009، قائلا «نطلب منكم التدخل العاجل والفوري للحد من التسيب (الذي يعرفه مستشفى الحسني) وما تعرفه (العمالة) من استهتار بصحة المواطنين». وفي تفاصيل تلك الرسالة المطولة، والتي تتوفر «الصباح» على نسخة منها، كتب لطفي أن عددا من لأحياء عمالة الحي الحسني لا تتوفر على مستوصفات خاصة بها مثل «بوسيجور ودوار المعلم عبد الله والسيال وإقامة الشرطة، وحي الهناء وحي الراحة، ودوار أولاد أحمد بمحاذاة حي الألفة...»، ثم تشرح الرسالة أن هذه الظروف «تضطر النساء، على سبيل المثال، إلى السفر مدة أربع ساعات من أجل تلقيح أبنائهن». صراعات نقابية.. وموجات رحيل جماعية الوضع داخل مرافق وأجنحة مستشفى الحسني يزداد تفاقما «وسيزداد مع دخول بطاقة (راميد) حيز التطبيق»، تقول مصادر «الصباح»، التي تعيب «تعميم الاستفادة من الخدمات الطبية على كافة المواطنين المعوزين في غياب التجهيزات والمرافق والأطر الكفيلة بتلبية التدفق الذي ستعرفه مستشفيات لم تقدر على مسايرة عدد المرضى الذين كانوا يفدون عليها». ومن الوجوه الأخرى لتدهور حال مستشفى الحسني الصراعات النقابية و»استحواذ تيار نقابي معين على كافة مناصب المسؤولية»، تقول المصادر التي تحدثت إلى «الصباح»، مضيفة أن هذا التيار «صار يشكل لوبيا قويا وضاغطا ويستولي على الأقطاب الأربعة الرئيسية في المستشفى، وهي الشؤون الإدارية والقطب الطبي ومصلحة العلاجات التمريضية والإدارة». وتكشف المصادر عينها أن الانتساب إلى هذا التيار النقابي «يمثل حصانة تحمي أصحابها حتى وإن كانوا من جملة الموظفين الأشباح، ويتم ذلك دون حسيب ولا رقيب سواء من لدن الإدارة المركزية أو المندوبية الإقليمية». غياب ظروف الاشتغال والضغط الكبير على هذه المؤسسة الاستشفائية، علاوة على هيمنة تيار نقابي وحيد على مصالح المستشفى الحيوية دفعا بعدد من الأطر إلى التفكير في صيغة تعفيهم هذا العناء ومعايشة هذا الواقع المتناقض. لم يكن الحل سوى تقديم طلبات للحصول على تقاعد مبكر. فاليوم الذي انتقلنا فيه إلى مستشفى الحي الحسني لإنجاز هذا الربورتاج تصادف، وفقا لتأكيد مصادر من أطر المسشتفى وإدارته، مع وضع رئيسة «مصلحة التوليد» طلبا للاستفادة من التقاعد المبكر. المصادر التي تحدثت إلينا من إدارة المستشفى، والتي رفضت كشف هويتها، بررت طلب التقاعد المبكر ب»وصول رئيسة هذه المصلحة إلى السن القانوني للتقدم بمثل هذا الطلب». لكن المصادر التي تحدثت إلى «الصباح» تقول إن «مغادرة هذه المرأة سيعني تحول تلك المصلحة إلى سوق للبيع والشراء، خاصة أنها عُرفت بنزاهتها واستقامتها وتفانيها في أداء واجبها المهني، دون اعتبار لقرابة أو مقابل مادي، كما أنها من أكبر مناهضي ثقافة المحسوبية والزبونية المستشرية في المستشفيات المغربية». محمد أرحمني

“الحرمان للجميع” … شعار مستشفى الحسني بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محطات المسافرين..."النار في لاكار"

لكنيزي يفوز بجائزة في القصة القصيرة والشعر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات