رحلات العودة تلهب أسعار تذاكر النقل الطرقي

لا حديث عند مرتادي المحطة الطرقية أولاد زيان، أكبر محطة طرقية في المملكة، صباح أمس (الاثنين)، إلا عن الالتهاب الحاد الذي تعرفه أسعار تذاكر حافلات النقل الطرقي في تزامن مع نهاية عطلة الصيف، وكذلك عطلة عيد الفطر. عبد المجيد المسعودي واحد من المسافرين الذين كانوا يملؤون فضاء هذه المحطة المترامية الأطراف صخبا وضجيجا. كان ينتظر في الركن المخصص للحافلات القادمة من عاصمة الجهة الشرقية. ينتظر ويتطلع بين الحين والآخر إلى ساعته اليدوية. «منذ ساعتين وأنا أنتظر شقيقي وابن عمي، إنهما قادمان من مدينة وجدة»، يقول هذا الشاب بلكنة أهل الشرق المميزة، متطلعا إلى ساعته. «لم يجدوا الحافلة التي ستقلهما إلى الدار البيضاء إلا بعد أربعة أيام من الانتظار»، يستطرد موضحا، قبل أن يضيف «أصحاب الحافلات الذين يحتكرون النقل على الخط استغلوا الضغط الكبير ليرفعوا ثمن التذاكر».المسعودي يقول إن معارفه من المسافرين الذين سبقوا أقاربه عائدين إلى مدينة البيضاء أكدوا له أن أسعار تذاكر النقل عرفت ارتفاعا صاروخيا في هذه الفترة التي تعرف ضغطا كبيرا على كل وسائل النقل من طرف أبناء وجدة الذين يقيمون أو يعملون في العاصمة الاقتصادية، بغية قضاء العطلة الصيفية أو عطلة العيد رفقة الأهل.ويؤكد هذا الشاب، في تصريح ل»الصباح»، أن الزيادات تتراوح بين 30 و40 درهما أو أكثر، في بعض الأحيان. إذ أن التذكرة التي كانت تكلف في العادة، ورغم الزيادة التي أعقبت ارتفاع أسعار المحروقات، ما بين 80 و90 درهما أو 100 إن ارتفعت صار ثمنها لا يقل عن 130 أو 140 درهما.عندما اتصل المسعوودي صباح أمس بأخويه وابن عمه ليسألهم أين وصلوا، أخبروه أنهم غادروا المحطة متأخرين عن الموعد المحدد في تذكرة السفر بحوالي ساعة من الزمن. لم يتوقف الأمر عند التأخر، بل إن هناك من المسافرين من قطعوا مسافة عشرات الكيلومترات قبل أن يحصلوا على مقعد. القادمون من مدن أخرى بدورهم اكتووا بلهيب أسعار النقل الطرقي. فمثلا الذين قدموا من مدينة مراكش وبني ملال وآسفي ومكناس نالوا نصيبا غير يسير من حرارة هذا اللهب الذي تزامن مع موجة ارتفاع في درجات الحرارة عمت كل المدن المغربية. ويقول، نور الدين، الذي يعمل «كورتيا» (وسيط) بمحطة أولاد زيان أن الزيادات في أسعار التذاكر، بالنسبة إلى القادمين من الوجهة التي ذكرنا إلى البيضاء، ترواحت بين 40 و80 درهما فوق السعر المعمول به في باقي الأيام العادية. ويشرح نور الدين في تصريح ل»الصباح» أن الزيادات الصاروخية تحدث رغم الحفلات والخطوط الإضافية التي يتم رصدها خصيصا لاستيعاب الضغط الذي يرافق عملية عودة الذين قضوا عطلتهم الصفية أو عطلة العيد خارج أحياء المتروبول الجهنمي. المشاهد نفسها تتواصل في أرجاء محطة أولاد زيان. حافلات تتوقف بين الحين والآخر لتلفظ من أجوافها عشرات المسافرين، ومعهم أكوام من الأمتعة. ضجيجهم لا يتوقف. يختلط مع صياح «الكورتية» ليعزف سمفونية كل ديدنها الصخب واللغط، الذي تعرفه هذه المحطة في كل مناسبة دينية أو اجتماعية يتوجه فيها المسافرين إلى زيارة أقاربهم وإحياء صلة الرحم. محمد أرحمني

رحلات العودة تلهب أسعار تذاكر النقل الطرقي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"مارشي نوار" بجنبات محطة باب دكالة بمراكش

القامرة... استياء من غلاء أسعار التذاكر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات