أوضاع مزرية بسجني بوركايز وعين قادوس بفاس

نزلاء طالبوا بإيفاد لجن تحقيق وطلبة سردوا الأوجه السوداء لأوضاع عنابر تؤويهم ونزلاء الحق العام طالب نزلاء بسجني بوركايز وعين قادوس بفاس، بإيفاد لجن تحقيق إلى المؤسستين للوقوف على حجم «التصرفات القمعية» والخروقات والتجاوزات التي تقع بهما و«يبقى السجين، ضحيتها الأولى»، ملتمسين الاستماع إلى السجناء في موضوع ما يتعرضون إليه، ومعاقبة كل من له يد في ذلك. تحدث نزلاء بالسجن المحلي بوركايز الواقع بمنطقة الزليليك ضواحي فاس، عن «تواطؤ» و«تمييز بين السجناء»، مشيرين إلى أنهم يجدون صعوبة في التطبيب، ويواجهون قساوة في إدخال المواد الغذائية التي «تأتي بها عائلاتنا»، مؤكدين منع أطعمة عنهم والسماح بإدخالها لسجناء آخرين.وأوضحوا أنهم يحرمون من الحليب ومشتقاته والبيض، مؤكدين «انعدام النظافة بمرافق الأحياء التابعة للسجن»، إذ «النظافة لا وجود لها، إلا ما يدون بدفاتر رؤساء الأحياء»، متسائلين عن «أين تذهب مثل هذه المواد والميزانية المخصصة لها؟» بلغة رسالة وجهها سجناء إلى المندوب السامي.وتتحدث بعض المصادر عن قرب حضو هذا السجن، بزيارة لجنة برلمانية، فيما يتحدث نزلاء آخرون بالسجن المحلي عين قادوس، عن أوضاع لاإنسانية يعيشونها، في ظل ما يسمونه «أشكال القمع والحضر والمنع والقهر والحرمان»، عكس ما يروج إليه من «شعارات براقة يكذبها الواقع». وقال محمد صلاح وعبد الوهاب الرمادي وعبد النبي شعول وطارق بوراس ومحمد آيت الرايس، طلبة معتقلون في هذه المؤسسة، في تقرير أولي عن أوضاعه، إن سجن عين قادوس «مدرسة لولوج الاحتراف في عالم الإجرام»، رغم ما يروج له من شعارات براقة مؤكدة لكونه «لإعادة الإدماج».وتحدث الطلبة في تقريرهم الذي توصلت الصباح بنسخة منه، عن حقائق ووقائع معاشة ومشاهد يومية صادمة، بدليل أن «سجناء الحق العام يقدمون على جرح أجسادهم بطرق بشعة، كشكل من أشكال الاحتجاج على ما يتعرضون إليه من اعتداءات يومية، وحرمانهم من أبسط حقوقهم».وأكدوا أن كل الزنازن «تعج بمختلف أنواع الحشرات المضرة بما في ذلك البق والقمل»، و»تعرف حالة من الاكتظاظ القاتل»، إذ «يتكدس بها عدد من السجناء يفوق بعدة أضعاف الطاقة الاستيعابية»، متحدثين عن تفشي مختلف الممارسات الشاذة بين السجناء وسيادة منطق السيادة للأقوى.وحجتهم ما يقع بالغرفة رقم 7 بالحي الجنحي، حيث يوجد الطالب محمد آيت رايس الذي أودع هذا السجن يوم 26 يوليوز الماضي، إذ يتكدس أكثر من 90 سجينا، في مساحة لا تتجاوز 24 متر مربع، فيما تضم تلك التي يوجد بها طارق بوراس، الأصغر مساحة، نحو 50 سجينا للحق العام.أما الزنزانة التي يوجد بها الطالب عبد النبي شعول الذي أودع هذه المؤسسة في 23 يوليوز الماضي، فتحوي 40 سجينا حسب تقرير هؤلاء الطلبة المتحدثين عن ارتفاع نسبة الرطوبة بمختلف الزنازن، ووجود «بيئة لاإنسانية، تعتبر مرتعا لنمو وتكاثر مختلف الحشرات والجراثيم الضارة». وتحدثوا عن تفشي مختلف أنواع الأمراض الخطيرة خاصة الجلدية منها من قبيل «الجربة» والربو والسل، التي تنخر أجساد نسبة مهمة من السجناء، لكن «ما يزيد من تأزيم الوضع، وجود مصحة صغيرة تفتقر إلى أبسط التجهيزات الطبية وتعج يوميا بأعداد كبيرة من المرضى تزداد معاناتها اليومية».ويعرف هذا السجن، بحسب تقرير الطلبة الكاشف لحقيقة الوضع، «تفشي وانتشار المخدرات بكل أنواعها، بشكل مهول، إذ يتم ذلك تحت أعين المسؤولين وبتواطؤ مع أباطرة المخدرات، إن بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق توظيف شبكات للتوزيع والبيع مكونة من بعض الموظفين والسجناء». أما أماكن النوم داخل العنابر، ف»توزيعها حسب الأثمان ولغة المال والجاه، هي السائدة، فمن يدفع أكثر يأخذ مكانا مريحا، ومن يدفع أقل، يأخذ مكانا أقل راحة، وهكذا دواليك»، و»من ليس لديه لا مال ولا جاه، يعيش حياة الذل والمهانة ويأخذ شبره في مكان يسمى «لاكار» أو أمام المرحاض». وتزداد الأمور قتامة في ظل أجواء الحرارة المفرطة خلال هذا الصيف، إذ «يعاني السجناء ويشتكون من قلة الماء البارد» يقول التقرير المتحدث عن أن الحي الجديد يضم أكثر من 100 معتقل يستفيدون من ثلاجة واحدة، والحي الجنائي يضم نحو 300 نزيل، لديهم ثلاجة أخرى. وتحدث الطلبة عن سيادة قانون الغاب، إذ أن «الأقوياء وذوو المال، هم وحدهم من يستفيدون منها»، فيما لا يختلف الأمر بالنسبة للفسحة، إذ «لا يستفيد أغلب السجناء من الفترة القانونية المخصصة لذلك، فيما نجد أصحاب المال والجاه، يصولون ويجولون كما يشاؤون ودون حسيب أو رقيب». والسجن بالنسبة لهؤلاء الطلبة، «مصدر آلام ومعاناة بالنسبة للسجناء الفقراء، ومورد للربح والاغتناء بالنسبة للمحظوظين»، مؤكدين أن هذه الأوضاع مجرد «شذرات بسيطة من شروط قاسية نعيشها ونعانيها داخل السجن»، و»طيلة أيام اعتقالنا، نطالب الإدارة بتحسين الوضعية، دون جدوى». وكرد على هذه الوضعية كان الطلبة المذكورون خاضوا إضراب عن الطعام ل10 أيام، أصيب خلالها عبد الوهاب الرمادي بآلام حادة في ظهره ورجليه حرمته من النوم طوال 3 أيام، قبل أن يسقط شعول مغمى عليه لمدة طويلة، إذ تدهورت حالته الصحية وانخفض ضغط دمه ووزنه ب7 كلغ. وقال الطلبة الذين وزعوا على عنابر سجناء الحق العام، إن الإدارة لم تتعامل بالجدية اللازمة مع مطالبهم، بل «منعنا من الخروج من الأحياء التي نوجد بها للحيلولة دون التواصل فيما بيننا، وتم تكثيف الرقابة والحصار علينا»، متحدثين عن أن إضرابهم أثار حفيظة مسؤولي السجن، وتعرضهم للاستفزاز. حميد الأبيض (فاس)

أوضاع مزرية بسجني بوركايز وعين قادوس بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتداء بسيف على سائق سيارة أجرة بالناظور

وفاة عامل نظافة في حادثة سير باليوسفية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات