حرارة غير مسبوقة حولت حياة الملاليين إلى جحيم

يواصل مؤشر الحرارة ببني ملال ارتفاعه على مدى الأيام الأخيرة من عيد الفطر بعد، أن قضوا رمضان قائظا اكتووا فيه بسياط الشمس الحارقة التي ضاعفت متاعب الصوم ما دفع عددا من الباعة الجائلين الذين كانوا يعرضون سلعهم وقت الظهيرة إلى شرب الماء لإنقاذ حياتهم من موت محقق. وفوجئ سكان بني ملال بارتفاع مؤشر الحرارة مباشرة بعد عيد الفطر وتحولت فضاءات المدينة إلى فرن حقيقي يقذف شواظ النار في وجه العابرين الذين لفوا أقمشة مبللة على رؤوسهم تفاديا لضربات الشمس القاتلة التي لم ينج منها سائق سيارة طاكسي لم يكترث للخطورة المحدقة به، وراح يتنقل وسط المدينة لإنعاش مدخوله اليومي غير آبه بإنذارات مديرية الأرصاد الجوية الوطنية التي حثت سكان المدن الداخلية على تفادي ضربات الشمس القاتلة وقت الهجير. وسجلت مقاييس الحرارة التي حولت المدينة إلى كتلة ملتهبة تحرق كل من يقترب منها أكثر من 52 درجة في ظل ضعف العرض الخاص بأماكن الاستجمام والراحة ببني ملال، التي لا تتوفر على أي مسبح يلوذ به شباب المدينة للاستحمام، ولا على حدائق عمومية تحمي من لسعات الشمس القاتلة ولا فضاءات ترفيهية خاصة بالأسر ولا على حديقة للألعاب يلجأ إليها الأطفال للترويح عن أنفسهم. ويبقى منتجع عين أسردون و"الفريكو" وسواقي تمكنونت والأودية غير المحروسة الملاذ الوحيد لأبناء المدينة الذين يهربون إليها لتخفيف وطأة الحرارة التي ارتفعت بعد عيد الفطر ما أثر على الحياة العادية للمواطنين الذين بات كل حديثهم عن درجات الحرارة القياسية وعن فترات انقضائها، في حين أن عددا من المواطنين شدوا الرحال إلى المدن الشاطئية هروبا من الحرارة التي حولت حياتهم على جحيم.وتتكرس في المدينة عادات يومية بعد ارتفاع الحرارة التي تفرض على السكان الاحتماء بمنازلهم نهارا إلى حد أن الشوارع الرئيسية تخلو من المتجولين الذين يلوذون بمياه عين أسردون وتمكنونت و"الفريكو" بحثا عن لحظات جميلة تطفح بعذوبة الجو ولطفه والاستمتاع برذاذ الماء المتطاير من شلالات عين أسردون، فتكتظ السواقي الجارية بالمياه الباردة إلى درجة لا تطاق في غياب تام للبنى التحتية لاستقبال الزوار الذين يكتفون بافتراش الثرى وفي أحسن الأحوال استعمال أفرشة بسيطة يكريها شباب يملؤون فراغ البطالة بهذا النشاط المؤقت.وتشهد مقاهي المدينة حركة دؤوبة ليلا بعد أن يخمد لهيب الحرارة في انتظار بزوغ شمس اليوم الموالي التي تفرض على السكان إيقاعا زمنيا يضبط تفاصيل حياتهم اليومية التي تتأجل أشغالها إلى ما بعد الغروب ليتمكنوا من قضاء مآربهم.من جهته، يستقبل قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي لبني ملال ، بموازاة مع ارتفاع درجات الحرارة بجهة تادلا عددا من ضحايا لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، لإنقاذ حياتهم من موت محقق سيما أن عددا من الحالات كان مصيرها الموت بعد أن فشلت المصالح الطبية من إنقاذ حياتها بسبب انعدام الأمصال المضادة للسم. سعيد فالق (بني ملال)

حرارة غير مسبوقة حولت حياة الملاليين إلى جحيم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النافورات والرشاشات المائية سلاح الوجديين

الحرارة تربك فرحة العيد بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات