الصويرية القديمة… منطقة سياحية تغري الزائرين

حازت على اللواء الأزرق وتتوفر على مقومات سياحية وتاريخية مهمة يعتبر شاطئ الصويرية القديمة، الواقع على بعد 33 كيلومترا جنوب مدينة الصويرية، واحدا من أجمل الشواطئ التي تغري الزائرين بآسفي ونواحيها. فبهذا الشاطئ الذي يمتد ما بين مصب نهر تانسيفت جنوبا والحصى البرتغالي شمالا، تتناسق أصوات أمواج هادئة، وحفيف أشجار الغابة المحيطة به، محدثة سمفونية تزيد الفضاء هدوءا شاملا وتنشرح له صدور المصطافين. يؤكد العديد من الزوار، الذين سبق لهم أن زاروا هذا الشاطئ، أنه يمكنك أن تكتشف من خلاله، نفحات التاريخ وبقاياه التي تسمح لك باسترجاع لحظات تاريخية سحيقة، تشهد على قدم المكان وعبقرية الإنسان المبدع الذي مرّ من هذا المكان. لم يكن "عبد السلام" سوى واحد من الذين عشقوا قضاء عطلة الصيف بهذا المصطاف وما يوفره من متعة "تمتد من الاستفادة من الشاطئ مرورا بالغابة، وصولا إلى مصب النهر والمآثر العمرانية التي تنطّق الشاطئ، وتحيلك على أحداث تاريخية شاهدة على تجذر المنطقة"، يقول "عبد السلام" قبل أن يضيف، "لا أفضل شاطئا آخر غير هذا الشاطئ، لأنني أشعر بسعادة لا توصف.. إنه شاطئ ممتد امتداد النظر، ورماله الذهبية مرتطمة بزرقة مياهه الدافئة، وكل هذه الأشياء تجعلك تسافر عبر مخيلتك بعيدا...". "سعيد" هو الآخر، وجد ضالته في هذا الشاطئ، فرغبته في الاكتشاف جعلته يكتشف خلال كل صيف أشياء جديدة بهذا الفضاء المتناسق، في إشارة إلى المجال الغابوي الذي تتوفر عليه منطقة الصويرية القديمة، "فهذا الفضاء الأخضر المتنوع الأشجار والنباتات والذي ترتع وسطه العديد من أنواع الوحيش كثيرا ما أجوبه وأنا أشعر بألذ لحظات المكتشف". أما "أسماء"، المهووسة بقراءة الكتب وتصفح المجلات النسائية والجرائد، أشارت في حديثها إلى "الصباح"، إلى أنها تجد عند مصب نهر تانسيفت، متعة كبيرة وهي تلتهم بنهم الدواوين الشعرية والدراسات النقدية، مضيفة أن ما يوفره الشاطئ أو المصب من مشاهد بانورامية تجمع بين جمالية المكان وانسياب مياه النهر وتلاطمها بأمواج البحر، يجعلك أكثر انشراحا وقابلية لالتهام الكتب، ومغازلة الكتابة في لحظات انشراح لا تضاهى. بهذا الفضاء الجذاب، ومع غروب الشمس واقترابها من الزوال، تنعكس تلك الأشعة الذهبية على قصبة بن حميدوش، واحدة من المعالم العمرانية والتاريخية الشاهدة على قدم الإنسان بهذه المنطقة، وتضفي على المكان ولو لبرهة قليلة جمالية وسط فضاء من النباتات الكثيفة والمتنوعة. فطريقة تشييد وبناء هذه القصبة التي يطوقها سور عال وسميك، تدل على عبقرية الإنسان وإبداعه في الفن المعماري، وتقدم للباحثين والدارسين لهذا النوع من القصبات معلومات وفيرة وغزيرة حول هذا الفن. وتشير مصادر تاريخية، إلى أن قصبة بن حميدوش التي أقيمت عليه ثمانية أبراج للمراقبة، بشكل دقيق ومحكم، كان يقيم بها أولاد بن حميدوش، عمال الشياظمة، كما كانت هذه القصبة تضم مسجدا ومنارة هدما خلال الحماية الفرنسية، إضافة إلى مخازن للمحاصيل الزراعية والمواشي، وحديقة كانت تضم العديد من الأشجار الورود، لا تزال معالمها وطرق سقيها بارزة. وعلى بعد خمسة كيلومترات من قصبة بن حميدوش، تنتصب دار القائد الحاجي أحد قواد الشياظمة ، تتوزع على عدة دور سكنية، ذات حصون مزخرفة ترجع هندستها ومواد بنائها، إلى نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن الماضي. وفي الجهة الشمالية من الشاطئ، ينتصب الحصن البرتغالي، الذي شيده القبطان البرتغالي "نونوش" الذي كان أول حاكم لمدينة آسفي خلال القرن الخامس عشر.. فالحصن البرتغالي – يقول أحد المصطافين - يختلف كليا عن البنايات المغربية من حيث شكله الهندسي ومواد بنائه وأشكاله التزيينية ومحتوياته، إذ يحتوي على مجموعة من المرافق، تتوزع بين مقر حاكم الحصن والكنيسة، و برجين للمراقبة، مثلت أرقى ما توصل إليه آنذاك الفن المعماري البرتغالي. تلاحم كل هذه المعالم العمرانية الأثرية مع المؤهلات الطبيعية، شفعا لشاطئ الصويرية القديمة بأن يحصل على اللواء الأزرق منذ السنة الماضية، والذي مازال بحوزته إلى غاية السنة الجارية، كما يؤكد ذلك امبارك السباعي، رئيس جماعة المعاشات، الذي نفى في الوقت ذاته، كل الشائعات التي تتردد حول تلوث مياه هذا الشاطئ، معتبرا ذلك "مجرد استيهامات بعيدة كل البعد عن الواقع... فشاطئ الصويرية واحد من الشواطئ التي تستجيب للمعايير البيئية والسياحية المعمول بها، وهو ما يفسر الإقبال المتزايد عليه سنة بعد أخرى"، يختم المتحدث ذاته. محمد العوال (آسفي)

الصويرية القديمة… منطقة سياحية تغري الزائرين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مغاربة بإسبانيا قضوا 30 ساعة في العراء

حملة مداهمات تستهدف مهاجرين أفارقة بالرباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات