3 أسئلة: نفيل: من الصعب عودة الأدمغة إلى المغرب

ما هي أسباب هجرة الأدمغة المغربية إلى الدول الأجنبية؟قبل كل شيء، يجب فهم تلك الأدمغة، باعتبار أن هدفهم البحث واكتشاف العالم الخارجي، إلى جانب خلق الأفكار الجديدة التي من الممكن أن تستفيد منها شريحة كبيرة من الناس. من أجل ذلك، يحرصون، غالبا، إذ لم نقل دائما، على الاطلاع عن قرب على الدول الأجنبية المتطورة علميا، وهنا يلتقون أشخاصا يقدرون طاقاتهم نبوغهم، ويستفيدون منها، كما أنهم يوظفونها بما يجعل هؤلاء المغاربة قيمة مضافة في بلاد الأجانب. هنا في المغرب، يعجز هؤلاء المغاربة عن إيجاد من يفهم نقاط قوتهم ويقدر مهاراتهم الخارقة، باعتبار أن الشركات المغربية، لا تهتم بما هو علمي، إذ تهدف إلى الربح وكسب الأموال، عوض خلق الأفكار، ودعم هؤلاء الشباب. كما نجد من بين الأسباب التي تفرض على الأدمغة مغادرة المغرب في اتجاه الدول الغربية، أن الأجانب العارفين بقيمة الأدمغة المغربية، يوفرون لهم كل متطلباتهم المادية والمعنوية، شرط إخراج كل ما في طاقتهم. للأسف المغرب لا يقدر قيمة هؤلاء الشباب، إلا بعد فوات الأوان، كما أن المسؤولين عن القطاع العام أو الخاص، لا يفطنون إلى مميزات هؤلاء، حتى يستفيد منها الأجانب. كيف يمكن أن يعيد المغرب أبناءه الأدمغة؟أتذكر أنه في عهد الملك الحسن الثاني، رحمه الله، كان الحاصل على شهادة الباكلوريا، ينهي دراساته في إحدى الجامعات الأجنبية، باعتبار أن المغرب لم يكن يتوفر عليها. كما كان يستفيد من منحة مالية بالنسبة إلى الطلبة الفقراء، وكل ذلك لتشجيع الشباب على الدراسة والحصول على شهادات مشرفة. لكن المشكل الكبير، أن هؤلاء لا يعودون إلى بلادهم، ويفضلون العمل في تلك الدول، سيما أن المغرب لا يوفر لهم فرص الشغل، وبذلك لا يستفيد من أبنائه العباقرة رغم أنه ساعدهم على الدراسة وشجعهم. أعتقد أنه من الصعب أن تعود هاته الفئة إلى بلدها الأم، لاعتبارات كثيرة، منها أن العقلية المغربية لا تقدر قيمتهم وذكاءهم. فهم لا يحتاجون إلى المال، بقدر ما هم في حاجة إلى الاهتمام والاعتراف بما يتميزون به، كما يحتاجون إلى فرص العمل. هل تعتقد أن المغرب، بعيد عن فكرة إعادة الأدمغة إلى البلاد؟بكل صراحة، الذين يتولون مناصب مهمة بالمغرب، لا علاقة لهم بالأخير، إذ تم إعدادهم وتهئييهم لشغل تلك المناصب، منذ الصغر، وذلك بإرسالهم إلى الدراسة في الدول الأجنبية، وحتى إذا ظلوا في المغرب، غالبا ما يرتادون جامعة معروفة، يُدرس بها الأجانب لا علاقة لهم بدورهم بالمغرب وثقافته. من أجل ذلك، لن يسعوا إلى محاولة إرجاع الأدمغة إلى المغرب، لأنهم بكل بساطة لا يسعون إلى تنميته. رشيد نفيل: فاعل مدني ومستشار سابق بمدينة زوريخ بسويسرا أجرت الحوار: إيمان رضيف

3 أسئلة: نفيل: من الصعب عودة الأدمغة إلى المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كمال الودغيري..."غريندايزر" المريخ

مغاربة أبهروا العالم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات