3 أسئلة: لا توجد مؤسسات لاكتشاف النوابغ

هل يمكن الحديث عن ظاهرة نبوغ مغربي؟ يمكن القول إن المجتمع المغربي بكل شرائحه الاجتماعية في كل الأوساط الحضرية والقروية لم يخل من نوابغ وكفاءات عالمية على المستوى الدولي في كل المجالات، علمية كانت أو أدبية أو تقنية، فتاريخ المغرب، ماضيه وحاضره يشهد على وجود كفاءات علمية تجاوز مداها وصداها الوطن العربي، فنجد على سبيل المثال، الكفاءات أو النوابغ العلمية، في كل المؤسسات العلمية المعروفة عالميا، إذ لا نكاد نجد مؤسسة في الداخل والخارج تخلو منهم، ما يدل على أن المجتمع والجامعة والمدرسة المغربية على علاتها تنتج الكفاءات والنوابغ، ذكورا وإناثا. ما هي محدداته أو العوامل التي تساعد على تنميته؟ على حد علمي لا توجد دراسة علمية دقيقة تبرز الحدود أو الكيفية التي تنتج بها النوابغ، غير أن إنتاج هذه النوابغ يكون إما بطريقة فردية، من خلال التكوين الذاتي أو "العصامي"، أو طبيعي إذ تكون للفرد كفاءات خارقة، يحسن استغلالها وتتاح لها الفرصة للبروز والاستمرار، ففي كثير من الأحيان يعود الفضل في اكتشاف هذه النوابغ إلى الأساتذة في التعليم في جميع مسالكه، خصوصا النوابغ من الفئات المعوزة، أو بدعم مادي من طرف أحد أفراد الأسرة. وعلى العموم يمكن القول إنه لا توجد مؤسسة رسمية، أكاديمية كانت أو غير ذلك تعمل على اكتشاف هذه النوابغ واكتشاف الأفراد ذوي الكفاءات العالية والعمل على مساعدتهم بكل الطرق المادية والنفسية والاجتماعية، رغم الشعارات التي لا تتجاوز المناسبات، والتي تكون فرصة للبعض، مؤسسات كانت أو أفرادا للعبث بالمال العام،إذ مثلا تعطى جوائز لا قيمة لها من كتب قديمة أو رخيصة أو لا تصلح لهذا الشاب دون إعطاء منحة التتبع أو التكوين أو خلق مناسبات وطنية لاكتشاف هذه المواهب وفتح الطريق أمامها وتدليل العقبات خصوصا المادية، وإعطائها الفرص المناسبة (نتحدث عن العدالة الاجتماعية، يجب الحديث أيضا عن العدالة الفكرية). لماذا برأيكم عادة ما يختار نوابغ المغرب الهجرة إلى أوربا وأمريكا؟ هل هناك رفض لهم هنا في المغرب فيما تفتح لهم البلدان الأخرى كافة الآفاق؟ للأسف الشديد، أن النوابغ المغاربة يطولهم الإهمال واللامبالاة من الانطلاق حتى الوصول، فلا أحد يهتم به في البداية ليكتشفه ويساعده ولا أحد يهتم به بعد وصوله بمجهوده الشخصي والعائلي، فيجد نفسه بعد التخرج أمام مقاولات لاوطنية، أي يهمها فقط استغلال هذه الطاقات واستغلال ضعفها وحرمانها، ويسيرها "مول الشكارة" الذي لا يعرف معنى البحث العلمي، ولا معنى الكفاءة ولا يعترف حتى بقدرات وكفاءات هؤلاء الأشخاص.للأسف أيضا، حتى الوظائف العمومية، لا تراعي هذه التخصصات في توزيع المناصب والتوظيفات، خصوصا في السنوات الماضية، التي كانت فيها التوظيفات يراعى فيها حل أزمة البطالة لإفراغ الشارع من العاطلين على حساب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. وهناك من جهة أخرى، سواء داخل المقاولة أو الإدارة أو المجتمع بصفة عامة، عدم الاعتراف بالكفاءات، بل يعترفون فقط بالشهادات حتى لو كانت فارغة، كما أن هناك مقاومة شرسة لهذه النوابغ داخل أماكن العمل حيث الزبونية والمحسوبية، مع الانفتاح والفرص التي تتيحها الشركات الأجنبية ذات التسيير العقلاني، سواء في الداخل أو الخارج، نجد هؤلاء الشباب النوابغ، يجدون فيها كل ما يحلمون به: تنمية معارفهم من خلال التكوينات المستمرة، والاعتراف بها كطاقات وكفاءات وبعملها، ثم التشجيع والتحفيز عن العمل والعطاء من خلال الأجر والتعويضات والولوج إلى آفاق البحث. ابراهيم الحمداوي: باحث في علم الاجتماعأجرت الحوار: هجر المغلي

3 أسئلة: لا توجد مؤسسات لاكتشاف النوابغ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

نجاة بلقاسم... ناطقة باسم فرنسا

جمال بن عمر... كبير الدبلوماسيين المغاربة

مقالات ذات صلة