دسائس تثير مخاوف بنكيران على مستقبل حكومته

أحزاب تتهم رئيس الحكومة بالاستقواء بالحزب في تدبير الشأن العام ومقربوه يحذرونه من توتر علاقته بالملك التقطت قيادة العدالة والتنمية إشارة التلويح بتقديم ملتمس رقابة لإسقاط الحكومة، وأوصت بتكثيف الدعم لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، في هذه المرحلة التي يجتازها بعد قضية الاعتذار إلى الملك، وتفعيل آلية التنسيق والمشاورات بين أطراف الأغلبية التي تشكلت خلال آخر اجتماع للمكونات الحزبية المشاركة في الحكومة، وذلك بغرض قطع الطريق أمام أي مفاجأة تنزل ثقيلة على حزب رئيس الحكومة، بعد أن تأكد له وجود أغلبية عددية وافرة لتقديم ملتمس رقابة يربك عمل الحكومة، ويربط استمرارها بالتصويت عليها مجددا بمجلس النواب. وبلغت الرسالة إلى رئيس الحكومة الذي عاد إلى حزبه ليستشير في التطورات الجارية، بشأن الصراع مع أطراف من المعارضة البرلمانية، وجهات وقف عندها بنكيران خلال آخر جلسة شهرية لمساءلته، دون أن يسميها، معتبرا أنها تضم "من يحلمون بالعودة إلى أساليب الماضي القائمة على التحكم في السياسة والمكر والخديعة وإعطاء الأوامر للوزراء بالهاتف وشتم بعض المسؤولين". بالمقابل، أثارت هذه التطورات بعض المخاوف من إمكانية أن يتطور الصراع السياسي إلى تفكيك الأغلبية التي تحيط برئيس الحكومة، سيما بعد "تسريب" قضية السعي إلى تقديم ملتمس الرقابة.ووفق مصادر "الصباح" فإن حزب رئيس الحكومة عاد إلى استخدام ورقة تثمين علاقته بالمؤسسة الملكية، وذلك لتفادي هذا السيناريو باعتبار أن الملك يمكنه أن يضمن للحكومة استمراريتها بوقف أي مناورة سياسية تروم إسقاطها، وإن تعلق الأمر باستخدام الآليات القانونية التي يوفرها الدستور للمعارضة بمجلس النواب. وأفادت المصادر نفسها أن آخر اجتماع للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية هيمن عليه خطاب التوجس من سعي بعض الجهات إلى تلويث العلاقة مع المؤسسة الملكية، ودفعها إلى التخلي عن السند التي تقدمه إلى الحكومة، وهو ما يكشف، تقول المصادر ذاتها، مخاوف حقيقية من أن تنفلت الأمور من بين يدي رئيس الحكومة فيجد نفسه بدون أغلبية، سيما أن بعض أطرافها اشتكت لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، من "التهجم" الذي يتعرض له وزراء الأغلبية، وتحديدا وزير الداخلية، من طرف أعضاء في الفريق النيابي للعدالة والتنمية.ويتهم حزب العدالة والتنمية خصومه السياسيين بالتشكيك والتآمر والدسيسة للإيقاع بينه وبين الملك. وهيمن الاعتذار الأخير الذي قدمه عبد الإله بنكيران للملك على اجتماع الأمانة العامة، إذ اعتبرت قيادة الحزب أنه كان الوسيلة الوحيدة لقطع الطريق أمام أي تداعيات أو توظيف يسعى إلى توتير العلاقة بين رئيس الحكومة ورئيس الدولة، إذ استخدمت قيادة العدالة والتنمية المفاهيم نفسها التي استخدمها أمين عام الحزب، في اعتذاره إلى الملك، بالحديث مجددا عن الدسائس لإفساد التعاون القائم بين المؤسسات الدستورية.بالمقابل، تنتقد جهات حزبية سعي رئيس الحكومة إلى الاستقواء بالحزب في تدبير الشأن الحكومي، وهو الأمر الذي لقي انتقادات كثيرة من أطراف حزبية معارضة اعتبرت أن بنكيران ما يزال يدير الدولة بمنطق لحزب، وهو ما يفسر لجوءه المستمر إلى الأدوات الحزبية لفض خلافاته مع خصومه السياسيين، كما وقع في قضية اتهام مزوار والهجوم على وزير الداخلية، ومباركة بنكيران، خلال جلسة الأسئلة الشهرية الأخيرة، لتدخل فريقه النيابي بمجلس النواب، رغم أن رئيس الحكومة يمثل الأغلبية وليس حزب العدالة والتنمية. إحسان الحافظي

دسائس تثير مخاوف بنكيران على مستقبل حكومته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الغموض يلف مآل تقرير مكتب التسويق والتصدير

حركة شبابية جديدة داخل حزب الاستقلال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات