قطاع اللحوم البيضاء مهدد بارتفاع ثمن الأعلاف

القطاع يوفر 120 ألف منصب شغل مباشر و 270 ألف غير مباشر أفاد محمد السعيدي، المندوب الجهوي للجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن بمراكش، أن كمية الإنتاج من لحوم الدواجن تصل سنويا إلى حوالي 540 ألف طن، وهي تسد كليا حاجيات البلاد من هذه المادة، وتمثل 52 في المائة من مجموع اللحوم المستهلكة، في حين تمثل اللحوم الحمراء والأسماك نسبة 48 في المائة.وأوضح السعيدي أن القطاع شهد نموا سريعا خلال السنوات العشر الأخيرة بلغ حوالي 6 في المائة سنويا، إذ وصل معدل الاستهلاك الفردي من لحوم الدجاج إلى 17,8 كيلوغراما سنويا خلال سنة 2011 ، بينما لم يتجاوز 10,70 سنة 2002، مشيرا إلى أن قطاع الدواجن يعتبر من القطاعات الحيوية بالمغرب، نظرا لدوره الفعال في تحريك العجلة الاقتصادية، إذ بلغت قيمة الاستثمار 9.80 ملايير درهم وتجاوز رقم المعاملة 28 مليار درهم، وهو يوفر حاليا 120 ألف منصب شغل مباشر و270 ألف غير مباشر.ورغم الأهمية الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة لقطاع الدواجن، يضيف السعيدي، فنموه يتسم بشيء من العشوائية، مؤكدا أن الدولة حاولت هيكلته وتقنينه خاصة عبر إصدار القانون الصحي 99/49 ومراسمه التطبيقية «إلا أنه من الملاحظ بعد 6 سنوات من بداية تطبيق هذا القانون أن هناك بعض الضيعات غير مؤهلة وغير مرخص لها مازال يربى فيها الدجاج في العديد من جهات المملكة»، مسترسلا أن «القطاع تعرض لأزمات مختلفة كادت تشل عملية إنتاج دجاج اللحم خاصة والذي يعتبر العمود الفقري لكل القطاع من أهمها أنفلونزا الطيورخلال موسم 2005 – 2006 التي سببت خسائر كبيرة للمنتجين إثر عزوف المواطنين عن استهلاك الدجاج بسبب الدعاية المغرضة والمفرطة حول الخطر المحتمل لهذا المرض على الإنسان».وأوضح المندوب الجهوي أنه لولا تدخل وزير الفلاحة والذي وصفه ب « الشجاع والصارم «، إذ «رفض لأول مرة تقليص أعداد الكتاكيت عبر التوقيف المرحلي للرخص بالنسبة إلى المشاريع الجديدة للمحاضن على منتجي الكتاكيت، وتنظيم توريد أمهات الكتاكيت حسب الحاجيات الحقيقية للسوق المغربي، لما استطاع منتجو دجاج اللحم أن يتداركوا خلال موسم 2011 – 2012 جزءا من الخسارة التي تكبدوها في موسم 2010-2011 ولكن سرعان ما أتت أزمة أخرى مازال القطاع يتخبط فيها الآن، وتتمثل في الارتفاع المهول لثمن الأعلاف»، مشيرا إلى أن ثمن العلف يمثل أكثر من 65 في المائة من قيمة تكلفة إنتاج دجاج اللحم، ذلك أن أي زيادة في ثمن العلف تؤثر كثيرا في رفع قيمة التكلفة.واعتبر السعيدي أن الزيادة الأخيرة في ثمن الأعلاف بتاريخ 20 يوليوز الماضي، كانت صاعقة على المنتجين، إذ لم يعرفوا قط زيادة بهذا الحجم من قبل ( 0.70 درهم في الكيلوغرام من العلف ما يترجم بزيادة 1.50 درهم للكيلوغرام من الدجاج في تكلفة الإنتاج)، ليخلص إلى أن ثمن التكلفة حاليا بلغ ما بين 14.50 إلى 15.00 درهما للكيلوغرام، علما أن أثمنة بيع الدجاج خلال النصف الأول من شهر رمضان تراوحت ما بين 12.00 إلى 14.00 درهما لدى المنتج، ما يعني أن هذا الأخير كان يبيع بالخسارة.كما أن القطاع عرف مشاكل أخرى منها ما هو صحي، أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الطيور خلال الأشهر الأولى لسنة 2012 خاصة في بعض المناطق ومنها جهة مراكش، إلى جانب ارتفاع الحرارة خلال شهر يوليوز 2012 التي تسببت في نفوق أعداد كبيرة من الدجاج قدرت خسارتها على الصعيد الوطني بحوالي 150 مليار سنتيم. كما أن مشكل نقص جودة الأعلاف والكتاكيت مازال مطروحا، إذ تظهر بين الفينة والأخرى في قطعان الدجاج أعراض مرضية معروفة إما بعلاقتها بنقص في جودة الأعلاف أو جودة الكتاكيت، وهي أعراض تسبب نفوق أعداد كبيرة من الطيور، ونقص في المنتوج، وبالتالي خسارة للمنتج.وشدد السعيدي على أن الزيادة الكبيرة في ثمن العلف تعد المشكل الرئيسي حاليا لكل قطاع الدواجن عموما ولميدان إنتاج دجاج اللحم خاصة، معربا عن أمله في أن تتوصل الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن مع وزارة الفلاحة إلى حلول تخفف من وطأة هذه «الكارثة»، حتى يتم تفادي أزمة غذائية محتملة ربما تسبب قلة الدجاج في الأسواق إثر عزوف محتمل للمربين عن الاستمرار في هذه المهنة، ولن يتسنى ذلك إلا بتنظيم وتقنين إنتاج الكتاكيت ليستجيب لمعيارين أساسيين، وذلك بتوفير المنتوج للمستهلك بأثمنة معقولة تناسب دخله المحدود، وضمان هامش من الربح للمربي لتفادي عزوفه عن الاستمرار في مهنة تكبده الخسارة. محمد السريدي (مراكش)

قطاع اللحوم البيضاء مهدد بارتفاع ثمن الأعلاف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اليوم الوطني للمهاجر بالحسيمة تحول إلى يوم " للمظالم "

التخفيضات الصيفية تغري الرباطيين بالتبضع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات