ليلة القدر… قيام وشعوذة وغارات بخور

الليلة الكبيرة عند الله يحولها البعض إلى حرب ضروس ضد القدر يصادف مساء اليوم (الأربعاء)، والله أعلم، ليلة القدر، التي فضلها الله على ألف شهر، بسبب أفضالها ومكارمها وعلاماتها، وأهمها أنها الليلة التي أنزل فيها القرآن على الرسول محمد (ص)، وهي الليلة التي وعد الله، في سورة القدر، بتنزيل ملائكة الرحمن والروح وتستمر كراماتها إلى طلوع الفجر. ليلة القدر، التي تصادف العشر الأواخر من رمضان الفضيل، مناسبة بالنسبة إلى عدد كبير من المسلمين لاستدراك ما فات من أيام رمضان ، حيث يقبل المصلون على المساجد وبيوت الله من الدقائق الأولى بعد وجبات الإفطار، إذ تقام صلاة التراويح وترفع الأكف بالأدعية والرجاء وتتوحد فيها الحناجر بالتهجد والتكبير والاســــتغفار. وليس القيام والدعاء وتلاوة القرآن ما يميز هذه الليلة عند المغاربة، بل «طقوس» أخرى، تجعل من «سبعة وعشرين» جذبة لا تنتهي وغارات «بخارية» سحرية ضد الزوج والحبيب أو ضد الحماة والضرة والجارة، بالقدر نفسه الذي تتحول هذه الليلة المقدسة إلى حرب ضروس ضد القدر، ومحاولات لقلب دفة المستقبل حين يعمد باعة الوهم وبائعاته إلى بسط كل الحلول «السحرية» للظفر بمنصب شغل لعاطل وتوفير زوج لعانس تقترب من فترة بـ»مني بوز» أو ضمان عودة مهاجر طال سفره إلى زوجته وأبنائه أو شفاء مريض من علة استعصت على الأطباء والمتخصصين. مغاربة يتهجدون الليالي العشر من رمضان بعضهم يؤديها في البيت وآخرون يقيمون الليل في المساجد والمصليات يختار بعض المغاربة العشر الأواخر من رمضان للتهجد، وقيام الليل وممارسة مجموعة من العبادات أهمها تلاوة القرآن الكريم والذكر والدعاء. ويقول عبد الكبير إمام مسجد، إن التهجد غير مقتصر على العشر الأواخر من رمضان، لقوله تعالى "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا" صدق الله العظيم، لكن الأغلبية تختار الليالي العشر الأخيرة من رمضان إسوة بالرسول الكريم.وأوضح عبد الكبير، أن التهجد لا يقتصر على الصلاة فقط، على غرار التراويح، بل "أيضا لابد من الذكر وتلاوة القرآن والتضرع والابتهال والانتصار إلى الله سبحانه وتعالى". ويستحب، يضيف الإمام نفسه، أن يكون الوتر آخر ما يختم به التهجد، لأن الله وتر، مضيفا أن المغاربة يفضلون الأيام العشرة الأخيرة لملء المساجد والعبادة إلى مطلع الفجر، خاصة في ليلة القدر.من جهته اعتبر ياسين، شاب من المواظبين على الصلاة، أن التهجد في الليالي العشر الأخيرة "أفضل"، "لأننا لا نعرف بالضبط ليلة القدر، وإن كنا تعودنا على الليلة السابعة والعشرين، لكن، قيام الليل في الليالي العشر الأخيرة أفضل للعبادة وطلب مغفرة الله"، مضيفا أنه بعد أداء التراويح في المسجد يعود إلى البيت لينام بعض الوقت، "ثلث الليل الأخير هو الوقت المناسب للتهجد، لذلك أضبط ساعتي على هذا الوقت وأستيقظ لأقوم الثلث الأخير من الليل إلى أن أسمع آذان الفجر فأصلي ثم أعود للنوم". وعلى غرار ياسين يتهجد محمد في بيته، إذ يعتبر أن ذلك جائزا، وإن كان مقتنعا بأن التهجد مع الجماعة "أكثر فضلا"، حسب تعبيره، إلا أنه يتعذر عليه الذهاب في الثلث الأخير من الليل إلى المسجد.مجموعة من الأحياء السكنية بالدار البيضاء أعدت مساجدها للتهجد، بعد أن كانت الأخيرة تستقبل مصلي التراويح، وأعدت برامج استقبال الأئمة ومقرئي القرآن، واختارت الأصوات الحسنة لجلب أكبر عدد من المتهجدين إلى مطلع الفجر. وتأسفت مريم لأنها لا تستطيع التهجد ليلا في المسجد، كما تفعل في صلاة التراويح، "بعد الإفطار أغادر مباشرة إلى المسجد، وبعد العشاء والتراويح أعود إلى البيت، لكني أعجز بعد ذلك عن العودة إلى المسجد مرة أخرى للتهجد، بسبب مسؤولية الأبناء، لكن قبل زواجي كنت مواظبة على التهجد في المسجد".واختار شباب دعويون أن يفتحوا صفحات على الموقع الاجتماعي "فايسبوك" للتراويح والتهجد، معلنين عبره عن برامجها ومختلف المصلات والمساجد التي تحتضنها، والأئمة والمقرئين الذين سيقف وراءهم جموع المتهجدين، وهي الصفحات التي يطرح فيها مواطنون أسئلة عن عناوين بعض المصلات وأماكن التعبد التي ستستضيف هذا المقرئ أو ذاك، ومنهم من يستفسر عن غياب مقرئه المفضل، وغيرها من الأسئلة الخاصة بالتهجد.ضحى زين الدين

ليلة القدر… قيام وشعوذة وغارات بخور

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السابع والعشرون...ليلة الاحتفاء بالصائمين الجدد

تحسن في مستوى تعليم الشباب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات