الملك يسائل مسؤولي البيضاء بشأن المنازل المهددة بالسقوط

لقاء مفاجئ على هامش صلاة الجمعة تلقى فيه وزير الداخلية ووالي الجهة والعمدة تعليمات حازمة توقف الملك محمد السادس، زوال الجمعة الماضي، أمام المدخل الرئيسي لمسجد الحسن الثاني بالبيضاء، مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة، وطلب من وزير الداخلية ومسؤولين اثنين بالبيضاء تقديم شروحات دقيقة حول مآل البرنامج الاستعجالي لإعادة إسكان قاطني المنازل الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة الذي من المفروض أن يكون انطلق منذ يونيو الماضي، حين فوجئ الرأي العام بسقوط منزل ثان، مخلفا عددا من القتلى والمصابين. وبدا امحند العنصر، وزير الداخلية، ومحمد بوسعيد، والي الجهة، ومحمد ساجد، رئيس الجماعة، مرتبكين، كما أظهرتهم كاميرات القنوات العمومية، وهم ينصتون إلى توجيهات الملك الذي جدد تعليماته من أجل إنهاء وتسليم كافة الدراسات في أقرب الآجال٬ وخاصة الإحصاء المحين والشامل لمجموع المستفيدين.وحسب بلاغ للديوان الملكي، أعطى الملك تعليماته للمسؤولين الثلاثة للحفاظ على وتيرة إنجاز سريعة لهذا البرنامج الذي يحظى بأولوية قصوى، والذي لا يجب أن يعرف أي تأخير ولا أي إخلال٬ باعتبار أن الأمر يتعلق ببرنامج يرمي إلى ضمان حماية حياة المواطنين والحفاظ على كرامتهم، وهما عنصران جعل منهما جلالة الملك، حسب البلاغ نفسه، دوما موجهين لكل سياسة عمومية.وسبق للملك أن أعطى تعليماته، في يونيو الماضي، بتشكيل لجنة لإحصاء شامل لهذا النوع من المساكن بالبيضاء وبباقي المدن العتيقة، عقب انهيارات متتالية بالمدينة القديمة مخلفة مصرع أكثر من ثمانية أشخاص وإصابة آخرين بجروح خطيرة.ومن المقرر أن تكون اللجنة الوزارية (يرأسها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة)، بتنسيق مع المسؤولين المحليين بالبيضاء وغيرها من المدن العتيقة، أطلقت عملية إحصاء دقيق وشامل لمجموع المنازل الآيلة للسقوط، وكذا برنامجا استعجاليا لإعادة إسكان قاطني المنازل المهددة بالسقوط والموجودة في حالة حرجة ورصد الاعتمادات المالية اللازمة لذلك.ويأتي تدخل الملك محمد السادس، الجمعة الماضي، لتجديد تعليماته لأخذ هذا الموضوع بأكثر ما يمكن من الجدية، في ظل التعثر الذي يعرفه البرنامج الاستعجالي بالدار البيضاء، على وجه التحديد، التي تضم أكبر عدد من الوحدات المهددة بالسقوط، وهو ما سبق أن نبه إليه محمد بوسعيد، والي الجهة، في لقاء جمعه برئيس الحكومة، على هامش المناظرة الوطنية لسياسة المدينة، قبل شهرين. التعثر نفسه يمس الإجراءات والتدابير الاستعجالية التي يتعين اتخاذها لمعالجة وضعية المنازل المهددة بالسقوط وإعطاء سكانها الأولوية إنقاذا لأرواحهم، خارج بعض الحلول الترقيعية، مثل إيواء السكان في بعض المؤسسات التعليمية وضرب سياج من النسيان عليهم بعد ذلك.وكانت آخر دورة لمجلس مدينة البيضاء عقدت يوم 17 يوليوز الماضي فشلت في بلورة رؤية مشتركة ومتوافق عليها بين مكونات الجماعة الحضرية، إذ فضل ساجد سياسة المقعد الفارغ، تفاديا لـ»صداع الرأس»، مع المستشارين، في حين تكلف نائبه أحمد بريجة بتجميع شتات معارضة وأغلبية اجتمع بعض أعضائها بصعوبة ليتفرقوا إلى مصالحهم وأغراضهم.وفي غياب إحصائيات رسمية دقيقة للوضعية بالبيضاء، وتحيين متواصل للأرقام السابقة، تتحدث بعض المصادر عن نحو 120 منزلا تقطن بها أكثر من 350 أسرة داخل أسوار المدينة القديمة، تم إحصاؤها من طرف مكتب للدراسات تم التعاقد معه من طرف الوكالة الحضرية، في حين يرتفع هذا العدد خارج أسوار المدينة العتيقة إلى 700 عقار يؤوي أزيد من 1800 أسرة، تم إحصاؤها من طرف المختبر العمومي للتجارب والدراسات بتكليف من شركة «صوناداك» المكلفة بمشروع المحج الملكي. ويصطدم البرنامج الاستعجالي بإشكالية التمويل والاعتمادات المرصودة، إذ يتطلب إنقاذ 72 ألف أسرة غلافا ماليا مهما يقدر بملايير الدراهم، ما يستدعي تدخل جميع الأطراف لحل هذه المعضلة بشكل مستعجل. يوسف الساكت

الملك يسائل مسؤولي البيضاء بشأن المنازل المهددة بالسقوط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سفراء جدد في عواصم عربية وأجنبية

غليان بمستشفى ابن رشد يهدد بشل العمل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات