بهدين: جهازنا الدبلوماسي مازال محدودا

الأستاذة بكلية الحقوق بسلا الجديدة قالت إن المغرب بلور مقاربة جديدة للتعامل مع ملف الصحراء قالت نوال بهدين، الأستاذة بكلية الحقوق بسلا الجديدة، إن المغرب حرص في السنوات الأخيرة على بلورة مقاربة جديدة للتعامل مع ملف الصحراء بإشراك أكبر لوزارة الخارجية، وتعيين سفير منسق لدى بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو)، وكذا دعوة الأحزاب المغربية وكل الهيآت والفعاليات الوطنية للمساهمة في تدبير هذا الملف. من الانغلاق، وظل لسنوات طويلة حكرا على وزارة الداخلية. في ما يلي نص الحوار: إلى أي حد تمكنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون من لعب دورها الدبلوماسي وأكدت بهدين أن هذه التدابير تعد تحولا جذريا في مقاربة ملف الصحراء، الذي تميز بداية بنوع في إدارة ملف الصحراء، خصوصا أنه في فترة سابقة، كانت الداخلية باعتبارها أم الوزارات هي من يحتكر الملف؟عرفت الدبلوماسية المغربية، منذ الاستقلال إلى اليوم، مدا وجزرا بخصوص تعاملها مع القضايا السياسية الرسمية عامة.وفي مجال الدفاع عن الوحدة الترابية، حرص المغرب في السنوات الأخيرة على بلورة مقاربة جديدة للتعامل مع ملف الصحراء بإشراك أكبر لوزارة الخارجية، وتعيين سفير منسق لدى بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو)، وكذا دعوة الأحزاب المغربية وكل الهيآت والفعاليات الوطنية للمساهمة في تدبير هذا الملف.هذه التدابير تعد تحولا جذريا في مقاربة هذا الملف الذي تميز بداية بنوع من الانغلاق، إذ ظل لسنوات طويلة حكرا على وزارة الداخلية في تدبيره واستبعاد مساهمة الفاعلين الرسميين وغير الرسمي في إغنائه وتفعيله.ورغم المحاولات الرامية إلى نهج مقاربة تشاركية بالانفتــاح على مختلف الفــاعلين للمشاركة في تدبير ملف الصحراء المغربية، فإن دور الجهاز الدبلوماسي للمغرب، المتمثل في وزارة الخارجية مازال محدودا، ولم يرق إلى المستوى المطلوب.النتيجة استمرار مطالب ملحة بضرورة تحقيق دبلوماسية فاعلة وفعالة وهادفة ومنتجة. فالواقع الدولي الجديد يفرض على الدبلوماسية المغربية تطوير أساليب عملها وآليات اشتغالها بشكل يتناسب والمعطيات الدولية الراهنة والتوجهات العامة للقوى المسيطرة عالميا، الشيء الذي لن يتأتى إلا بإعادة تأهيل نفسها اعتمادا على تنشيط العمل الدبلوماسي عبر انفتاح وزارة الخارجية والتعاون على الكفاءات الوطنية المثقفة(الخبرة)، وعلى المحيط الجامعي والاستفادة من تصورات ورؤى الأكاديميين في تدبير هذا الملف، واستحداث مادة للتكوين الدبلوماسي في جامعاتنا ومعاهدنا العليا، وعدم اقتصار التمثيل الدبلوماسي المغربي في منطقة دون أخرى، كما أنه لا بد من نهج دبلوماسية وقائية بدلا من الدبلوماسية المناسباتية التي تكتفي برد الفعل.إضافة إلى ضرورة اعتماد الديمقراطية التشاركية عبر إشراك مختلف الفعاليات الحزبية والمدنية والشعبية، واستغلال الآلية الإعلامية للتعريف بمواقف المغرب من القضايا المطروحة. لكن في نظرك هل السفارات والقنصليات المغربية في الخارج استطاعت أن تصد وتواجه الأنشطة التي يقوم بها انفصاليون في بلدان إقامتهم؟ تعتبر البعثات الدبلوماسية من الأجهزة التي تعمل على بلورة السياسة الخارجية. فالمبعوث الدبلوماسي هو أداة الدبلوماسية في تحقيق غاياتها وأهدافها.ونظرا لجسامة المسؤولية الملقاة على عاتق المبعوث الدبلوماسي المغربي، خصوصا أن الأمر يتعلق بصيانة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، فمن الضروري أن تتوافر في شخصه خصائص تجعله قادرا على القيام بالدور المنوط به أحسن قيام. فمن المفروض أن يكون ملما ومستوعبا لمضامين المبادرة المغربية، ومدركا لأبعادها السياسية والأمنية والإنسانيةمنفتحا على المجتمع المدني على اللوبيات الخارجية، أو ما يصطلح عليه بجماعات الضغط في الدولة المعتمد لديها لإغناء وإثراء تدبير هذا الملف.كما لا ننسى أهمية التنسيق والتواصل الدائم بين الجالية والبعثات الدبلوماسية والقنصلية المغربية. فالمغرب بفضل جالياته الموجودة بمختلف دول العالم المقتنعة والمؤمنة بشرعية قضيتنا الوطنية الأولى، راغبة بل قادرة على الانخراط الايجابي في دحض طرح الخصوم والترويج للقضية من وجهة نظر مغربية.فالمبعوث الدبلوماسي سواء في السفارات أو المنظمات الدولية مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى النضال من أجل التعريف بقضيتنا الوطنية والعمل على كسب التأييد لها.وما مدى استغلال المغرب لوجوده في عدد من المنظمات الدولية في الدفع بملف الصحراء إلى الأمام؟لابد من الإشارة في البداية إلى أن للمغرب دور كبير في تأسيس ودعم المنظمات الإقليمية والعربية والإسلامية، غير أنه لم يستفد من هذه المؤسسات الدولية لدعم ملفه الوطني.فسياسة الكرسي الفــارغ التي نهجها المغرب بانسحابه من منظمة الوحدة الإفــريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا) عقب قبول المنظمة الإفريقية عضوية بوليساريو، تـرك فراغا للانفصاليين ومكن الجزائر من الترويج لأطروحاتها المعادية لمصالح المغرب. ورغم الممارسة الدبلوماسية المغربية إزاء القارة الإفريقية في إطار المفهوم الجديد للتعاون جنوب-جنوب تميزت بخلق مجالات للتعاون السياسي والاقتصادي والثقــافي والإنساني، إلا أنه وجب الانتقال من دور عــلاقــات المغرب الثنائية مع هذه الدول، إلى دور علاقتــه مع الاتحاد الإفريقي كمنظمة في طــرح وإدارة ملف الصحراء المغربية.كما أن افتقار جامعة الدول العربية لآليات تسوية النزاعات، وعدم ثقة العديد من الدول العربية في حيادها فضل المغرب الالتجاء إلى مجلس الأمن حيث أصبحت تتجاذب قضية الصحراء العديد من الرؤى والتصورات داخل الأمم المتحدة التي تعمل لحساب القوى الكبرى ولا تكترث بقيم ومبادئ القانون الدولي . إذن، الدبلوماسية المغربية عليها استثمار الوضعية الجديدة التي أصبح يتمتع بها المغرب، فحصوله على الوضع المتقدم في علاقاته بدول الاتحاد الأوربي، وكذا إبرامه لاتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية، واتفاقية الشراكة مع الصين، وموقعه المتميز في حلف الناتو، لابد أن يستغل أحسن استغلال في تدبير ملف قضيتنا الوطنية الأولى. أجرت الحوار: نادية البوكيلي

بهدين: جهازنا الدبلوماسي مازال محدودا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سفارات وقنصليات في أزيد من 80 دولة

الدبلوماسية الاقتصاديةأحد أدوار الخارجية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات