نـحـاسـيـة الأولـمـبـيـاد تـسـاوي 12 مـلـيـارا

حصيلة الرياضة الوطنية في أولمبياد لندن هزيلة وتدعو إلى إعادة النظر في برنامج رياضيي الصفوة خرجت الرياضة الوطنية خاوية الوفاض من أولمبياد لندن 2012، إلا من ميدالية نحاسية، حصل عليها العداء عبد العاطي إيكيدر في سباق 1500، بلغت قيمتها حسب المتتبعين 12 مليار و800 مليون سنتيم، المبلغ الذي صرف على رياضيي الصفوة، في مختلف الرياضات، في ظرف أربع سنوات، والنتيجة كانت خروجهم من الأدوار التمهيدية، باستثناء ملاكمين، بلغا ربع النهائي. وتعد المشاركة المغربية في الأولمبياد هذه السنة، الأضعف منذ مشاركة 1976، حينما خرجت الرياضة دون ميداليات، بعدها جاء الزمن الذهبي مع أبطال بقيمة نوال المتوكل وسعيد عويطة وخالد السكاح، تلاهم رشيد البصير وإبراهيم بوطيب وهشام الكروج، الذي دخل التاريخ من أوسع الأبواب، وحصل على ميداليتين في أولمبياد أثينا. البداية بفضيحة المنشطات تلقت الرياضة الوطنية أياما قليلة قبل انطلاق الأولمبياد صفعتين قويتين، بتوقيف العداءة مريم العلوي السلسولي، التي كان يرشحها المتتبعون لصعود "البوديوم"، بعد ثبوت تعاطيها المنشطات، وقبل انطلاق منافسات أم الألعاب بيوم واحد منع العداء أمين لعلو من ولوج التراب البريطاني للسبب ذاته. هذان الحدثان أرخيا بظلالهما على البعثة الوطنية المشاركة في الأولمبياد، وتوالت الاتهامات للرياضيين المغاربة، ما كان له وقع سيئ على أدائهم، وجاءت النتائج مخيبة للآمال، خصوصا في منافسات الجيدو والتيكووندو والملاكمة، التي شاركت بأكبر وفد، أما كرة القدم، فتلك حكاية أخرى. كرة القدم...الأولمبي يضيع الفرصة خرج المنتخب الوطني من الدور الأول، في مجموعة كانت في المتناول، خصوصا بعد ظهور المنتخب الإسباني، بمستوى ضعيف.وجمع منتخب بيم فيربيك نقطتين من تعادلين أمام إسبانيا والهندوراس، في حين خسر أمام اليابان الذي بلغ نصف النهائي.وكان للأخطاء التقنية دور كبير في خروج الأولمبي المغربي بشهادة المتتبعين، خصوصا الهزيمة أمام اليابان، والتعادل أمام إسبانيا، في حين اعتبر المراقبون التعادل أمام الهندوراس منطقيا، بالنظر إلى عطاء المنتخبين.وكان بالإمكان تحقيق أفضل مما كان، بالنظر إلى العطاءات التي قدمتها العناصر الوطنية الشابة المدعمة بخرجة وأمرابط، ولكن أجواء المنتخب، وتشبث فربيك بأسماء بعينها، خصوصا في الدفاع أضاع الفرصة على الأولمبيين في العبور. الملاكمة تسقط بالضربة القاضية رغم الإمكانات التي وفرت لهذه الرياضة، إلا أنها لم تظهر بمستوى جيد في الأولمبياد، وتوالت سقطات الملاكمين المغاربة على حلبة "إيكسيل"، باستثناء محمد العرجاوي، الذي بلغ ربع النهائي، وخرج على يد ملاكم إيطالي بتحيز سافر من التحكيم، بشهادة المتتبعين.بدورها لم تصمد محجوبة أوبتيل أمام منافسة برازيلية، وخسرت بالنقاط في ربع النهائي، بسبب قلة الخبرة في أول مشاركة نسوية مغربية. باقي الملاكمين خسروا بطريقة مفاجئة في الأدوار التمهيدية، خصوصا عبد الحق عتقني، الذي كان يعول عليه الطاقم التقني في انتزاع ميدالية. الجيدو...مفاجأة صفوان لم يكن المتشائمون يتوقعون سقوط صفوان عطاف ب"إبون" في الدور التمهيدي لمنافسات الجيدو، بالنظر إلى إمكانياته التقنية، وكان المتتبعون يتوقعون بلوغه الدور نصف النهائي على الأقل، لكن خروجه المبكر أثر بشكل سلبي على باقي المشاركين، فسقطت غزلان الزواق وتبعها ياسين مودتير والمهدي المالكي، ولحق الجيدو بباقي الرياضات خاوي الوفاض من أولمبياد لندن. العجلة دارت في الاتجاه المعاكس اعتبر مصطفى النجاري، المدير التقني الوطني مشاركة الدراجة الوطنية إيجابية.وقال إن ما حققه عادل جلول إنجاز في حد ذاته، لكن المتتبعين كانوا ينتظرون الشيء الكثير من رياضة سيطرت على السباقات القارية والعربية، لكن يبدو أن مستوى الألعاب الأولمبية مازال بعيدا عن مستوى الدراجة الوطنية، التي استفادت بدورها من منح رياضيي الصفوة. التيكووندو... الفشل غير المنتظر يأتي التيكووندو على رأس قائمة الرياضات التي أصابت المغاربة بخيبة أمل كبيرة، خصوصا بعد تألق رياضييه في البطولة العالمية الأخيرة، وفي مقدمتهم وئام دسلام حاملة العلم المغربي في الأولمبياد، والتي رفضت الإدلاء بأي تصريح منذ قدومها إلى لندن، بدعوى أنها دخلت مرحلة تركيز.وكان المغاربة يعولون بشكل كبير على الثلاثي ديسلام وأتبرور والشرنوبي، إلا أنه وأمام اندهاش جميع المتتبعين الدوليين، تساقط الأبطال المغاربة فوق الحلبة أمام منافسين مغمورين كأوراق الخريف منذ الأدوار التمهيدية، في مشهد أثار استغراب المؤطرين قبل الجمهور، خصوصا أن الترتيب العالمي للأبطال المغاربة يرشحهم للصعود إلى منصات التتويج بسهولة. باقي الرياضات...النكسة في باقي الرياضات، لم يحقق المغاربة أي إنجاز، واكتفوا بالمشاركة من أجل المشاركة، رغم الأموال الطائلة التي صرفت عليها من طرف اللجنة الأولمبية والوطنية.وتأتي في المقدمة المصارعة، والتي تشارك لأول مرة في الأولمبياد، والتي لم يتجاوز بطلاها فؤاد فجاري وشكري عطافي الدور التمهيدي، والأمر ذاته بالنسبة إلى علي غسافيي لحسين وعبد الكريم الهواري في المسايفة، وياسين الرحموني في الفروسية، رغم أن حصانه كلف وزارة الشباب والرياضة أزيد من 600 مليون سنتيم، وياسين المسفيوي في الرماية، وأخيرا سارة البكري، التي خيبت آمال المغاربة، رغم أنها أكدت في أكثر من تصريح صحافي أنها تراهن على مسافتي 200 متر سباحة حرة للتتويج. تراجع الرياضة النسوية من أبرز الملاحظات المسجلة على الرياضة الوطنية خلال أولمبياد لندن 2012، تراجع الرياضة النسوية بشكل خطير خصوصا في أم الألعاب.والمغرب الذي أنجب نوال المتوكل ونزهة بيدوان وحسنية الدرامي، وغيرهن كثير عجز عن تأهيل أي سيدة إلى الأدوار المتقدمة، باستثناء عداءتين في مسافة 3000 متر موانع.والأخطر من هذا، هناك عداءات انسحبن من السباقات، لأسباب غير مفهومة، وبشكل يؤكد أن الرياضة في المغرب تجتاز أزمة تكوين، ولا علاقة للمال بالمستوى الذي ظهر به المشاركون في أولمبياد لندن. نور الدين الكرف (موفد الصباح إلى لندن)

نـحـاسـيـة الأولـمـبـيـاد تـسـاوي 12 مـلـيـارا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عداءا الماراثون يفشلان في آخر يوم

الكروج... ملك المشاركة المغربية بالأولمبياد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات