العمرة “الراقية”.. تجارة ظاهـرهـا عـبـادة

مع حلول شهر رمضان الكريم تبدأ الاستعدادات لدى الكثير من الأسر المغربية لشد الرحال إلى الديار المقدسة لأداء شعائر العمرة. كل حسب إمكانياته، فمنهم من يقصد تلك الديار بعد أن يكون حجز تذكرة سفر ضمن فوج معتمرين توفر لهم إحدى وكالات الأسفار كل ما قد يخطر على بالهم من ظروف وشروط الراحة والفخامة.لكن وبينما يكون المعتمرون منغمسين في استعداداتهم تكون وكالات الأسفار باشرت عمليات الاستعداد وطرح العروض التي صارت تجعل من مناسك العمرة تجارة مربحة، إذ تقترح على ضيوف الرحمان عروضا هي أقرب إلى الرحلات السياحية التي تنظمها هذه الوكالات على مدار أشهر السنة إلى تركيا وآسيا وأمريكا وأوربا. عروض تشمل تذكرة الطائرة والإقامة في أحد الفنادق المصنفة وضمان التنقلات بين الحرم المكي والمدينة المنورة...لقد تحولت العمرة، التي هي في الأصل تعبد وزيارة إلى أقدس الأماكن لدى الأمة الإسلامية، إلى تجارة تدر على أصحاب وكالات الأسفار ووكلاء الفنادق وفضاءات الإقامة بالمملكة العربية السعودية وشركات الطيران المدني ملايير الدراهم والدولارات سنويا، كيف لا وكلفة “شروط الراحة” التي توفرها هذه الوكالات تصل إلى ملايين السنتيمات عن كل حاج.وللقارئ الكريم أن يتخيل مقدار الثروة التي يمكن أن يجنيها أي “مستثمر” من وراء تجارة العمرة، عندما يعلم أن عدد المغاربة الذين توجهوا هذا العام، على سبيل المثال، إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة، تجاوز بكثير 22 ألف معتمر ومعتمرة من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية.إن هذه التحولات التي جعلت من العمرة سوقا تتطارح فيه شركات النقل الجوي ووكالات الأسفار العروض الأكثر إغراء من أجل جذب أكبر عدد من المعتمرين/ السياح القاصدين بيت الله الحرام، تشكل في الواقع تطاولا على تعاليم الدين الإسلامي الذي يشترط اليسر والاستطاعة في من ينوي أداء نسك العمرة أو مناسك الحج. ففي القرآن الكريم والسيرة النبوية يظل الاعتمار سنة محمودة وأمرا اختياريا، ولم يعرف أنه كان في يوم من الأيام مظهرا من مظاهر الترف والبذخ. فأهل السنن يروون في حكم العمرة الحديث الذي جاء على لسان أبي رزين العقيلي، أنه أتى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، فقال: حج عن أبيك واعتمر. صححه الترمذي. وقال أحمد: لا أعلم في إيجاب العمرة حديثا أجود من هذا، ولا أصح منه. لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط لهذا النسك شروطا معينة لا فنادق خمس نجوم ولا جولات سياحية في الديار المقدسة. محمد أرحمني

العمرة “الراقية”.. تجارة ظاهـرهـا عـبـادة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لا علاقة لها بالعمرة

مغاربة العمرة "هاي كلاس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات