وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لا علاقة لها بالعمرة

أصحاب وكالات الأسفار متخوفون من عدم التحكم في السوق الوطني جراء تغلغل الوكالات الأجنبية عديدون من يعتقدون أن رحلات العمرة، تندرج في شقها التنظيمي، في إطار صلاحيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تقوم على الشأن الديني بالبلاد. مبررات هذا الاعتقاد، هو الأساس الديني لهذه الرحلات، غير أن الواقع يقول عكس ذلك: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بتنظيم رحلات العمرة، وكل مهمتها تقتصر وتتوقف عند تنظيم قرعة الحج، أما العمرة فهي تندرج ضمن الرحلات الفردية، التي لا شرط أو تحديدا في لائحة الراغبين في أداء مناسكها. وعليه، فمن يتكلف بتنظيم هذا النوع من الرحلات، من ألفه إلى يائه هي وزارة السياحة عن طريق وكالات الأسفار، بما أن هذا النوع من الرحلات، صار، يوما بعد آخر، مصنفا في قائمة السياحة الدينية.تخلي وزارة الأوقاف عن تنظيم هذا القطاع، جعله يغرق في منطق العرض والطلب الذي يحكم المجال السياحي، ويجعل «الزبون» عرضة لواقع السوق المحلي الذي تعاني بعض وكالات الأسفار به من اختلالات توقع المعتمرين وحتى الحجاج في عدة مشاكل، كما أن الإقبال المتنامي على رحلات العمرة بالمغرب الذي أصبحت تهتم شركات الطيران به أكثر فأكثر نظرا إلى الدينامية التي يعيشها، وسيطرة مصر والسعودية والأردن، يدفع أصحاب وكالات الأسفار المغربية إلى التخوف من عدم التحكم مستقبلا، في هذا السوق، نظرا لوجود وكالات أجنبية، خاصة السعودية، ولجت إلى السوق المغربي عبر وكالات أسفار وهمية أو مكاتب اتصال.هذه الوضعية، تغذيها أيضا إلزامية المرور عبر وكالات أسفار سعودية من أجل تنظيم رحلات العمرة، وإن اقتصر دورها على ترتيب عملية الاستقبال والإقامة في السعودية، إذ تتولى مهمتين أساسيتين تتعلقان بضمان أداء وكالات الأسفار الأجنبية واجباتها بالنسبة إلى الفنادق، كما تتكفل بالسهر على تنفيذ عقود المعتمر كما أبرمها مع الوكالة، وإرجاع المعتمرين إلى بلدانهم في الآجال المحددة، أي أنها تتولى مهمة تنظيمية يتخللها جانب أمني من خلال سهرها على إعادة المعتمرين إلى بلدانهم، لكنها تجاوزت ذلك وأصبحت تلج السوق المغربي مباشرة.المنافسة «الشرسة» القائمة بين وكالات الأسفار لتنظيم رحلات العمرة وإثراء عروضها حسب إمكانيات المعتمرين، إذ قد يبلغ «منتوج» العمرة والحج بها 80 في المائة من رقم معاملاتها، وإن كان في صالح «المعتمر الزبون»، إلا أن الوكالات المغربية لا تتحكم حتى في السوق المغربي ولا تستطيع ولوج أسواق البلدان الأخرى، ما يجعل عدد المتعاملين معها ضعيفا، إذ يتراوح بين 40 وألف معتمر، بالنسبة إلى الوكالات الكبرى، ما يجعلها في وضع تفاوضي ضعيف مع شركات الطيران، إذ كلما كان عدد الحجاج والمعتمرين كبيرا تصبح الوكالات في موقع قوة وتتحكم في قرارها.ولتجاوز هذه الوضعية، يطالب مهنيو القطاع بأن تسمح الدولة لوكالات الأسفار بالمشاركة في المناقصات الدولية، على غرار الإجراءات المعتمدة بالنسبة إلى الفاعلين الاقتصاديين الذين يرغبون في الاستثمار بالخارج خاصة في بعض الدول الإفريقية والبلدان الإسلامية، علما أن تمكين وكالات الأسفار من تصدير خدماتها إلى الخارج، من خلال اعتماد إجراءات على مستوى قوانين المنظمة للصرف، سيتيح الفرصة لها لجلب العملة الصعبة إلى المغرب. هجر المغلي

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لا علاقة لها بالعمرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العمرة "في أي بي"... متعة وتسوق وترفيه

العمرة "الراقية".. تجارة ظاهـرهـا عـبـادة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات