سأبث ما صُوّر من “شوك السدرة” على الانترنت

شفيق السحيمي مخرج المسلسل يحكي حقيقة ما تعرض له من عراقيل أوقفت التصوير مسلسل «شوك السدرة» واحد من الأعمال التلفزيونية الضخمة التي لم يكتب لها الظهور في موعدها، إنه عمل وضعت في طريقه «الأشواك» على حد تعبير مخرجه شفيق السحيمي. في هذا الحوار يتحدث المخرج المغربي عن المشاكل التي اعترضت هذا العمل الذي صورت منه 20 حلقة من أصل 60، قبل أن يجد أفراد طاقمه أنفسهم في مواجهة تنصل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومعها الشركة المنفذة للعمل من التزاماتهما المالية تجاه المسلسل، كما أكد ذلك صاحب «وجع التراب» و«تريكة البطاش». ما هي طبيعة العراقيل والمشاكل التي وقفت في وجه إتمام مسلسل «شوك السدرة»؟اعتدت على مثل هذه العراقيل، ألم أقاسي الأمرين من أجل «وجع التراب» و«تريكة البطاش» إذ في كل مرة أقدم فيها إنتاجا تلفزيونيا أواجه مثل هذه العراقيل لأني لا أريد أن أنخرط في مسلسل «سرقة أموال المغاربة» وأرفض التوقيع على مبالغ في حين تسلمت أخرى، علما أنني لا أنجز عملا كل سنة بل كل أربع سنوات احتراما لذكاء المشاهدين المغاربة، بل أحرص على الدقة والتريث في سبيل إنجاز أعمال تلفزيونية في مستوى تطلعات المغاربة. أين تتجلى هذه العراقيل بالضبط، علما أن هذا المسلسل واجهته مشاكل منذ البداية؟عندما تم قبول العمل، بعد نضال مرير هددت فيه بالقيام بمسيرة سيرا على الأقدام من البيضاء إلى الرباط، وقبل التوقيع على العقد طُرحت مسألة الضمانات المالية، لهذا كان اللجوء إلى شركة تنفيذ إنتاج، لكن هذا اللجوء تم بطريقة انتقامية، على ما يبدو، كرد فعل على الضجة التي أحدثتها في سبيل حصولي على حقي في تقديم عمل تلفزيوني، وبدأت العراقيل تظهر من خلال تقسيم ميزانية العمل إلى عشر دفعات في سابقة من نوعها في تاريخ الإنتاج الدرامي المغربي الذي لم يكن يتعدى تقسيم ميزانيته لأكثر من ثلاث دفعات. إذ في ظرف سنة سلمت المستحقات على أربع مراحل. أين يكمن المشكل إذن هل في شركة تنفيذ الإنتاج أم مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة؟«المشكل فيهم بجوج» فبسببهما اشتغلنا في ظروف لا تليق بإنجاز عمل فني، ومع ذلك قاومنا هذه الظروف التي تجلت في انعدام أبسط الشروط مثل التغذية والمبيت المناسبين، إذ قاسى الجميع بمن فيهم الممثلون والتقنيون وعبد ربه من عدم توفر مثل هاته الأشياء البسيطة، وفي ظلها أنجزت العشرين حلقة التي صورت، وأذكر أنه لما صورنا طيلة الأربعة الأشهر الأولى وبالدفعة المالية الأولى الهزيلة التي سلمونا إياها، كانوا يعتقدون أننا سنتوقف عند ذلك الحد، ومع ذلك استمررنا، وتفاقمت المشاكل بعد ذلك لدرجة أن الكثيرين من صناع العمل من ممثلين وتقنيين لم يتوصلوا بمستحقاتهم، ووصل الأمر بأحد الممثلين الكومبارس أن هددني بالسلاح الأبيض اعتقادا منه أنني أنا من يستحوذ على مستحقاته، خلاصة الأمر أن العمل توقف تصويره منذ 5 يونيو الماضي، بسبب أزمة التمويل التي واجهته «أنا ما عنديش والشركة المنفذة ما عندهاش الفلوس» لأنها بدورها تنتظر أموال التلفزيون وليس لها القدرة على صرف شيء من عندها. إذن ما هو مصير العمل حاليا أو على الأقل الحلقات العشرين التي صورت منه؟إذا لم يرغب مسؤولو الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة في مواصلة تصويره وإيجاد حل في الأيام القليلة المقبلة سألجأ إلى بث الحلقات التي صورت منه على الانترنت حتى يطلع المغاربة على هذا العمل الذي حرموا منه وأقول لهم «شوفوا الفرق وشوفوا ها حنا علاش ممنوعين فهاذ البلاد». ما هي آخر الإجراءات التي توصلتم إليها مع مسؤولي التلفزيون لإتمام ما تبقى من مسلسل «شوك السدرة»؟الشركة الوطنية لا تريد أن تمنح هذا العمل المال لكي يتم، ولا تريد له أن يخرج إلى الوجود من أصله، وهما «جاتهم مزيان» أن العمل متوقف وسببه خلاف شفيق السحيمي مع الشركة المنفذة للإنتاج، في حين أنني لست على خلاف مع هذه الشركة لوحدها، بل مع الاثنين، لأن الشركة المنفذة ليس من حقها أن تتكلف بعمل وهي تعلم أنها عاجزة عن تمويله، كما أن القناة من واجبها أن تقوم ببحث معمق حول الجهة التي تسلمها الأموال دون حسيب أو رقيب، بمعنى أنه «إيلا عطات الفلوس خاصها توقف عليها». الملاحظ أنك تركز في اشتغالك على التلفزيون على حساب السينما؟(ضاحكا) لماذا أفكر في الاشتغال في السينما لكي يوفروا لي إمكانية المرور على زربية حمراء، فأنا أتوفر على واحدة في بيتي ولست بحاجة إلى المرور عليها بمهرجان، وقد فضلت الابتعاد عن الاشتغال في السينما لأنه لم تعد توجد أصلا قاعات نعرض فيها أفلامنا، ولست مستعدا لأصرف ميزانية ضخمة على عمل سينمائي وفي الأخير أجد نفسي في مواجهة قراصنة درب غلف، أو التسابق على المرور فوق الزرابي الحمراء بالمهرجانات، فالجمهور لا يشاهد الأفلام المغربية لأنه ليست هناك قاعات وكذلك الشأن بالنسبة إلى المسرح الذي انطلقت منه، فلجوئي إلى التلفزيون كان بحكم أنه الوسيلة الوحيدة المتاحة للتواصل مع الجمهور. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

سأبث ما صُوّر من “شوك السدرة” على الانترنت

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيكيدر في تحد تاريخي

اعتقال متهمين بالسرقة قرب مراكز التسوق بالرباط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات