الكوكب يعاني أزمة مالية خانقة

المدرب هشام الدميعي قال إنه جلب لاعبين منضبطين ولا ينساقون وراء ما هو خارج الرياضة قال هشام الدميعي، مدرب الكوكب المراكشي لكرة القدم، إن عمله ينبني على استعادة الهوية الرياضية للفريق، مضيفا أن الأخير في حاجة إلى تضافر جهود كل مكوناته، من أجل إنجاح مسيرته، حسب قوله. وأضاف الدميعي، في حوار مع «الصباح الرياضي»، أن انتدابات الفريق راعت الجانب المادي، والانضباط والتفاني في الدفاع عن قميص الكوكب. وفي ما يلي نص الحوار: كيف تمر استعدادات الفريق للموسم المقبل؟الاستعدادات انطلقت منذ أزيد من شهر، وفق برنامج قسم على ثلاث فترات، الأولى استمرت مدة أسبوع بمراكش، وجرى خلالها تجميع اللاعبين، بحكم أن تغييرات مهمة لحقت التركيبة البشرية للفريق، بعد ذلك دخلنا معسكرا تدريبيا بمدينة تطوان لمدة 12 يوما، ركزنا خلاله على الإعداد البدني، وأنهيناه بمباراة إعدادية أمام جمعية سلا، قبل العودة إلى مراكش لدخول المرحلة الثالثة من الإعداد، التي تزامنت مع شهر رمضان، ما أجبرنا على تخفيض وتيرة الإعداد، مع إجراء مباريات إعدادية لرفع درجة انسجام المجموعة والوقوف على إمكانيات لاعبين كانوا قيد التجربة. ما هي الدوافع التي فرضت تغيير التركيبة البشرية للفريق؟الفريق غادره حوالي 15 لاعبا، لأسباب مختلفة، فستة منهم انتهت عقودهم، والسحمودي وبنديدان كانت لديهما عروض، الأول جرت إعارته لنهضة بركان، والثاني انتقل بصفة نهائية إلى المغرب التطواني، في صفقة مفيدة للكوكب، إذ استفاد من مبلغ مالي واللاعبين المالكي وحداد، كما أن ثلاثة لاعبين انتهت مدة إعارتهم للكوكب هم نور الدين الكرش ومحمد الحادجي وعبد الرحمان أشكوض، في حين أبدى حمادة العلمي وعبد الإله منصور وأحمد أطلسي رغبة في تغيير الأجواء، وبما أن الفريق مدين لهم بمبالغ مالية مهمة، ولهم منح توقيع مكلفة، أصبح من مصلحة الطرفين أن يرحلوا، مقابل تكلف فرقهم الجديدة، بتسديد مستحقاهم المالية، ما وفر على الفريق حوالي 200 مليون سنتيم. كيف سيجري تعويض رحيل هؤلاء اللاعبين؟الفريق كان مضطرا إلى تغيير دمائه، بجلب لاعبين، لذا وفي مرحلة أولى، تعاقدنا مع يونس فتحي وهشام الدكالي ومحمد لمريني ومراد الزيتوني، وجرى التجديد مع البرتغالي نيلسون، وفي مرحلة ثانية تعاقدنا مع مهاجم النيجر عبدو مالك وخالد القوس وجواد الصباني وهما من أبناء مراكش، وبذلك نكون وصلنا إلى نسبة 90 في المائة من حاجياتنا. ينقصنا فقط لاعبان في مركزين أو ثلاثة، مازالت فترة الانتدابات طويلة، وأمامنا فرصة من أجل انتداب لاعبين يناسبون طموحاتنا في هذه المراكز. ماهي الخصائص التي راعيتموها في الانتدابات؟فضلا عن المستوى التقني والتكتيكي، حرصنا على أن يكون اللاعبون بأخلاق عالية، وألا يكونوا من النوعية التي تنساق وراء ما هو خارج عن الإطار الرياضي عوض التركيز على أدائهم بالميدان، وأن تكون لديهم رغبة الدفاع بشراسة عن قميص الفريق، وألا يكونوا مكلفين ماليا، فالكوكب في وقت سابق، كان يصرف أموالا كثيرة على جلب اللاعبين، عكس الموسم الحالي، إذ لم ندفع ولا سنتيما، لأن الوافدين غير مرتبطين بعقود، فقط سيتقاضون منح توقيع في الموسم المقبل، مع أجر شهري، ما لا يمثل 30 في المائة مما كان يتقاضاه اللاعبون المغادرون. هل أثر العوز المادي الذي يعانيه الفريق في نوعية الاختيارات؟صحيح، حاولنا رغم تخصصنا في ما هو رياضي، تخفيف الثقل المادي على الفريق، الذي يمر بأزمة مالية خانقة، ولا يمكنه السير بانتظام، في ظل ارتفاع التكلفة المالية لأجور اللاعبين، وما يسببه تأخر صرف مستحقاتهم من توتر داخل المجموعة، وكل ذلك جرى بالاتفاق مع الرئيس فؤاد الوارزازي، مشكورا على ما قدمه من تضحيات مالية، إذ وفر مبلغا يفوق مليوني درهم، من ماله الخاص، لتأمين انطلاق الاستعدادات في وقت مبكر، خلافا للسنوات الماضية، إذ كانت الاستعداد تتأخر، ما يؤثر على مسار الفريق. هناك من ينتقد غياب أبناء مراكش عن تشكيلة الكوكب في السنوات الأخيرة، كيف ستتعامل مع هذا الأمر؟ رغم أن كرة القدم الحالية لا تعترف بهذا المعطى، فإنني مؤمن بأن أبناء الفريق يجب أن يكونوا دعامته الأساسية وهم من يساندوه في وقت الأزمات، سيما مع ما يمر منه الكوكب، لذا، سنحاول رد الاعتبار إلى أبناء الكوكب، لإيماني أن الفريق يجب أن يسترجع هويته الرياضية، شريطة أن يكونوا منضبطين ويدافعوا بتفان عن قميص فريقهم، من قبيل المهدي الزبيري، الذي لا يتجاوز سنه 25 سنة وله تجربة وإمكانيات عالية، وعبد المولى الهردومي الذي يعد إحدى دعامات الفريق، إضافة إلى جبيرة و بنديوا وعبد الغفوربلكوزي وآخرين. وماذا عن نسبة الشباب داخل تشكيلة الفريق؟في بداية الاستعدادات، منحنا الفرصة لعدد كبير من الشباب، ومن ظهر أنه مؤهل للعب للفريق الأول، فهو مازال ضمن المجموعة، من قبيل البهجة والهروالي وبوجريدة وأيت بلا والحارس علي لمحمدي، وبالمقابل لا يمكن الاحتفاظ بلاعب شاب، لمجرد أنه شاب، فنحن لا نقوم بجبر الخواطر، فهناك من يلزمه الاحتكاك والخبرة، لذا جرى الاتفاق مع المسؤولين، على إعارتهم لفرق أخرى، في خطوة لإعادتهم إلى الفريق مستقبلا. هذا يزكي ما يروج حول فشل مدرسة الفريق في تكوين لاعبين مؤهلين للعب لفئة الكبار؟تطرح تساؤلات كثيرة حول مركز التكوين ونوعية اللاعبين الذين يتخرجون منه، ولا أحبذ أن أخوض في هذا الموضوع، فأنا مسؤول عن الفريق الأول، كما أن ثمة لاعبين غادروا الفريق في اتجاه فرق أخرى، من الفئات الصغرى، ما يقلص قاعدة الاختيار، والسؤال المطروح هو : من يهرب هؤلاء اللاعبين؟ كما أنني أبقى مسؤولا أمام الجمهور والمسؤولين، والكل يعلم أننا نشتغل بنزاهة، ونحاول إعطاء كل ذي حق حقه، بمنح الفرصة للشباب المجتهدين، وفي الوقت ذاته عدم جلب لاعبين من خارج المدينة، لمجرد أن لهم أسماء رنانة، ويحاطون بهالة من طرف السماسرة. كيف تتوقع بطولة الموسم المقبل؟البطولة ستكون صعبة، ويجب أن يعي الكل أن الكوكب مر بمراحل صعبة في الفترة الأخيرة، جراء ضعف الموارد المالية والمردود الرياضي، ما أضر بصورته، إذ يلعب في قسم لا يستحقه، بالنظر إلى اسمه وتاريخه وحجم المدينة، لذا يجب الاشتغال بنزاهة وتفان، كما اتفقت مع المسؤولين، لاسترداد هوية الفريق، إذ كونا مجموعة متكاملة ستدافع بتفان على قميص الفريق، باعتماد الأخلاق والانضباط، وفق قانون داخلي، ولي اليقين أننا في الطريق الصحيح، غير أن التغيير يتطلب الوقت ودعم الجمهور، فإذا كانت هناك انشقاقات، وكل فئة تشجع حسب هواها ورؤيتها الخاصة، ستتأثر مسيرة الفريق، فالعتاب واللوم لن يوصلنا إلى شيء، لذا فإذا كان هناك نية صالحة، يجب توحيد الصفوف ومساندة الفريق الذي مر من مخاض عسير، وهو في مرحلة ولادة جديدة، ورجائي أن يتضامن جمهور الكوكب ويكون هدفه المساندة اللامشروطة، من أجل دعم الفريق، عوض الإساءة إليه. الجمهور يطمح إلى الصعود؟من السابق لأوانه الحديث عن الأمر، في خضم التحولات الكثيرة والنقص المالي المهول، الذي يعانيه الفريق، غير أنني أعد الجمهور المراكشي بأن يشاهد فريقا تنافسيا يدافع باستماتة عن القميص، والتموقع بين الأوائل، ومجريات البطولة ستحسم الأمر، فهناك فرقا كثيرة لها الطموح نفسه، واستعدت مبكرا، كما أن حوالي تسعة فرق سبق لها اللعب بالقسم الأول وتطمح إلى العودة إليه، لذا أتوقع موسما شاقا وصراعا مشتدا، ونتمنى التوفيق، غير أن ما يجب أن يعيه الجميع أن النجاح له أسباب، من ضمنها البداية الجيدة وتوفر السيولة المالية ودعم المسؤولين، وتضامن الجمهور وإدراك اللاعبين مسؤوليتهم والشعور بها، والتركيز على عملهم دون شيء آخر، ما حرصنا عليه بانتداب لاعبين منضبطين وملتزمين، وحرصنا على وجود أبناء مراكش، بنسبة مهمة. أجرى الحوار: عادل بلقاضي (مراكش)

الكوكب يعاني أزمة مالية خانقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

هـيـلالـي تـودع الـمـنـافـسـات

الماص يضم لاسانا ويستأنف مفاوضات بقالي والمسكيني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات