حفل الولاء بين الإلغاء والتأجيل

ضريف: كل شيء وارد ولا مجال للحديث عن إلغاء جميع الطقوس خلا بلاغ القصور الملكية والتشريفات والأوسمة من أي إشارة إلى حفل الولاء. وفيما رجحت مصادر مطلعة أن تجرى الاحتفالات بعيد العرش هذه السنة دون حفل الولاء الذي يستدعى إليه منتخبون وبرلمانيون ومسؤولون أمنيون ورجال الإدارة الترابية، رجحت أخرى تأجيل الحفل إلى وقت لاحق. وشدد المدافعون عن الفرضية الأولى على احتمالين يذهب الأول إلى تزامن عيد العرش هذه السنة مع ذكرى وفاة محمد الخامس في العاشر من رمضان، بينما يرى آخر أن سبب إلغاء طقوس الولاء هو الرغبة في الاكتفاء بمظاهر احتفالية بسيطة، من خلال تنظيم حفل إفطار تحضره شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية ومنتخبون، وممثلو الوفود الأجنبية.وكانت الطقوس الملكية محط جدل سياسي وفقهي كبير في المدة الأخيرة، بين من يدعو إلى إلغاء بعضها تأكيدا للإصلاحات السياسية والدستورية التي سار عليها المغرب، ومن يدافع عنها، من وجهة نظر فقهية، معتبرا أن طقوس الولاء والبيعة غير قابلة للمساس بها لأنها تشكل «جزءا لا يتجزأ» من شرعية السلطان أمير المؤمنين.في هذا السياق، أكد محمد ضريف، الباحث في العلوم السياسية، أن لا مجال للمقارنة بين فترة الملكين الحسن الثاني ومحمد السادس في ما يخص التعامل مع الطقوس، ففي عهد الحسن الثاني، يقول ضريف، كان هناك تشدد في احترام البرتوكول بما في ذلك حفل الولاء، أما في ظل العهد الجديد، فربما يكون لأجواء رمضان وتزامن عيد العرش مع ذكرى وفاة محمد الخامس، دور في «صمت» بلاغ التشريفات والأوسمة عن حفل الولاء فوقع تأجيله، دون أن يستبعد المصدر ذاته أن يكون لعدم إشارة البلاغ إلى هذا الحدث علاقة بالدستور الجديد، خاصة، يؤكد المصدر ذاته، أن الفصل 23 الذي كان يمنح «القداسة» للملك ألغي بموجب الإصلاح الدستوري الأخير. ويرى ضريف أن النقاش حول مسألة الاحتفاظ بالطقوس يظل مفتوحا، لكن الاعتقاد بأنها ستلغى كاملة مستحيل برأيه، خاصة أنها، يؤكد ضريف، تبقى حاضرة عند الملكيات والجمهوريات، لأنها تعد جزءا من بنية السلطة. وكانت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أعلنت أنه «بمناسبة حلول الذكرى الثالثة عشرة لتولي الملك محمد السادس العرش، سيترأس الملك مأدبة إفطار بالقصر الملكي بالرباط٬ على أن يبث خطاب العرش على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة ابتداء من الساعة الواحدة بعد الظهر من مساء أمس (الاثنين) الذي يصادف الذكرى الثالثة عشرة لاعتلاء الملك محمد السادس العرش».ولم يذكر البيان أي شيء عن حفل الولاء الذي جرت العادة أن يقام في اليوم التالي لاحتفالات عيد العرش، وأفادت مصادر سبق لها حضور مراسيم حفل الولاء أن دعوات الحضور يتسلمها المعنيون بها أسبوعين قبل عيد العرش، وتتضمن مراسيم الحفل أجندة مضبوطة زمنيا، تشمل استقبالا ملكيا، في حفل غداء، لكبار شخصيات الدولة وممثلي بعثات دبلوماسية فضلا عن أعضاء الحكومة وأمناء عامين لأحزاب سياسية ومقربين من الملك... يليه الإشراف على حفل تخرج الضباط، ثم بعد ذلك توشيح شخصيات في السلك الدبلوماسي بأوسمة ملكية، ضمن إطار حفل شاي، قبل خطاب العرش، ثم ينتقل رجال السلطة والمنتخبون في اليوم الموالي، إلى القصر الملكي لحضور حفل الولاء. رشيد باحة

حفل الولاء بين الإلغاء والتأجيل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ولد القايد" يسخر من عالم السلطة

الملك يرسم خارطة طريق العمل الحكومي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات