مواجهات حامية بين الأمن وتجار المخدرات

كل الإحصائيات الرسمية تشير إلى ارتفاع استهلاك المخدرات خلال شهر رمضان، إذ تتعدد الجرائم والجنح بشكل غير مسبوق خلال هذا الشهر، بسبب الخلل الذي يحدث في التوازنات النفسية للمدمنين، خصوصا أمام استهلاك المخدرات بنهم كبير، وما تخلفه شدة الانفعال والغضب واللجوء إلى العنف في ردة فعل على من يعتبرهم المدمنون أثاروا استفزازهم، الأمر الذي يجعل هذه الفئة من الناس شكلا من أشكال الخطر المحدق بالمجتمع. لكن المثير في الأمر أن موضوع تزايد الإقبال على المخدرات من طرف بعض الأفراد في شهر رمضان خاصة، أصبح أمرا اعتياديا، رغم أن بعض مسؤولي الأمن والدرك يبذلون مجهودات للتصدي للظاهرة، التي تمكنت من نسج خيوطها بشكل محكم في مختلف المدن والقرى والمؤسسات السجنية، ولم تعد تستثني حتى المؤسسات التعليمية، ما يتطلب حلولا عاجلة لها للحد من تداعيات الإدمان عليها في هذا الشهر. ولا يقتصر الأمر خلال شهر رمضان على استهلاك المخدرات العروفة فقط، إذ تنشط المقاهي المخصصة لفئات من الشباب لتناول «المعجون» وتعاطي «شيشا»، دون إغفال بعض القاعات السينمائية التي تشكل الفضاء الملائم الذي يلجه المدمنون قصد تناول المخدرات خلسة بعيدا عن أنظار رجال الأمن أو الدرك.وخلال الفترة نفسها، «تزدهر» تجارة مقاهي الحشيش، وتخصصت العشرات منها في تنظيم لقاءات «سرية» لممارسة مختلف أنواع المخدرات، خصوصا أمام حرص أصحابها على ضمان الأمن.وفي مدينة الدارالبيضاء مثلا، تحولت عدة مقاه إلى ملاذ للمدمنين، وفطن بعض الوسطاء إلى الإقبال المتزايد على المخدرات، فشجعوا مالكي بعض المقاهي على تخصيصها لمختلف الأنواع الحشيش.ووراء إدمان المخدرات مآس اجتماعية، خلال هذا الشهر، فهو يؤدي إلى عدم استقرار بعض الأسر، ومن المدمنين من أصيب بأزمات قلبية وإغماءات نتيجة الخسائر المالية الكبيرة التي أصيبوا بها، إضافة إلى انتشار الفساد والدعارة ووقوع فتيات ضحية الإغراءات.واعتادت المصالح الأمنية إطلاق حملات واسعة لإيقاف مروجي المخدرات، خلال هذا الشهر، علما أن هذه السموم تزيد من مستويات العنف، وتكون وراء مآس كبيرة، بل يتحدث المسؤولون أن هذه الإجراءات تدخل في إطار إستراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني من أجل مكافحة الجريمة، وأسفرت عن إيقاف مجموعة من المبحوث عنهم، الذين صدرت في حقهم مذكرات بحث دولية أكثر من مرة.وغالبا ما تعتمد الخطة الأمنية على مداهمة المجرمين في أوكارهم، وليس انتظارهم حتى يتحركوا أو يرتكبوا فعلا إجراميا. وأسقطت هذه الإجراءات مجموعة من المجرمين الخطيرين في قبضة الأمن.إنها حملات أمنية تنجح أحيانا في الحد من ترويج المخدرات خلال شهر رمضان، وتضع حدا لأنشطة بعض المهربين، إلا أنها سرعان ما تختفي مع انتهاء هذا الشهر.خ . ع

مواجهات حامية بين الأمن وتجار المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأقراص المهلوسة تغزو وجدة في رمضان

المدينة القديمة بالبيضاء... رحلة بحث عن حشيش نادر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات