بنعبد الله: لن نقبل دروسا في محاربة الفساد

دعا محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من يملؤون الساحة السياسية بخطابات شعبوية حول محاربة الفساد، إلى التخلي عن هذا السلوك، والتركيز على بلورة إجراءات عملية تندرج ضمن مقاربة شمولية وخاضعة لبعد النظر، للتصدي لهذه الآفة. وقال بنعبد الله، في الكلمة التي ألقاها، أخيرا، بالرباط، خلال لقاء نظمه الحزب حول الانتظارات الشعبية في المجال الاجتماعي وإكراهات الوضع الاقتصادي ، إنه ينبغي التركيز على بلورة الوسائل والآليات الكفيلة بالتصدي للفساد عوض ملء الساحة بخطابات شعبوية في بعض الأحيان. وأضاف أنه من أنصار محاربة الفساد، ولا يمكن لأحد أن يزايد "علينا في هذا الموضوع، ولن نقبل دروسا من أحد في هذا المجال". وأبرز أن ملء الساحة بخطابات حول الفساد يكتسي خطورة، لأنه يعطي الانطباع أن المجتمع والإدارات منخورة بالفساد، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى انكماش حقيقي في جهود الاستثمار والسير العادي للإدارات والمؤسسات، على اعتبار أن العديد من المسؤولين أصبحوا يتخوفون من التوقيع على الوثائق الإدارية. وحذر بنعبد الله من السقوط في خطأ تدبير الشأن العام بقصر النظر، في ظل تزايد الانتظارات والتحديات المطروحة، والتي تفرض بلورة إجراءات عملية لمواجهتها. وانتقد التدبير التقنقراطي الصرف.وأكد بنعبد الله أن الحكومة تسلمت زمام أمورها في ظل ظرفية اقتصادية صعبة، مشيرا إلى تأثيرات الأزمة المالية والاقتصادية على الاقتصاد الوطني، مبرزا أن هذه التأثيرات طالت قطاعات السياحة والاستثمارات، وألقت بظلالها على عجز الميزانية والعجز التجاري الذي بلغ 99 مليار درهم، وصندوق المقاصة، مما جعل عددا من الخبراء يتحدثون عن ضرورة اعتماد برامج تقشفية. وقال بنعبد الله إن هذه المؤشرات الصعبة فرضت إجراءات تقشفية، ينبغي أن تندرج ضمن تدابير تروم ضخ الدينامية في الاقتصاد الوطني. وزاد قائلا إن الظرفية الصعبة تقتضي من الحكومة أن تواصل جهود الاستثمار العمومي. وأوضح أن التفكير ينصب حول عقد مناظرة أو لقاء حكومي في الموضوع للاتفاق حول مجموعة من الإجراءات التي يجب على الحكومة أن تعتمدها خلال الدخول السياسي المقبل، مشيرا إلى أن المشاورات بهذا الشأن ستنطلق الثلاثاء المقبل. وركز بنعبد الله على ضرورة مواصلة الإصلاحات ورفع وتيرتها، واصفا إجراءات رفع أسعار المحروقات بـ"الجريئة"، وداعيا إلى مراجعة السياسة الجبائية، بما يحقق المزيد من العدالة، وقال إن الحزب كان سباقا إلى طرح موضوع الضريبة على الثروة.في السياق ذاته، انتقد بنعبد الله، البطء الذي يواكب المخطط التشريعي، إذ لم يتم إخراج سوى نص واحد في ظل الحكومة الحالية من ضمن 20 نصا قانونيا، رغم وجود لجنة تشتغل على الموضوع. وأضاف أنه كان من الواجب أن تباشر الحكومة عملها في هذا المجال منذ بداية تنصيبها، مقرا في الوقت نفسه أن السنة الجارية كانت صعبة لأنها سنة انتقالية.جمال بورفيسي

بنعبد الله: لن نقبل دروسا في محاربة الفساد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب وجهة جاذبة للاستثمارات البترولية

الاتحاد الاشتراكي يعيد فتح نقاش الملكية البرلمانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات