تفاصيل قتل شاب بسلا من طرف ملتحين

الطبيبة المشرفة على تشريح جثة الهالك ذرفت الدموع من هول ما رأت تقدم «الصباح» تفاصيل جديدة بخصوص جريمة القتل التي ارتكبت بطريقة وحشية مع التمثيل بالجثة، ذهب ضحيتها الشاب عبد النبي الهيسوفي، البالغ من العمر 21 سنة، والتي شارك فيها «ملتحون» في أعقاب شجار بينهم وبين الضحية. في يوم الخميس 12 يوليوز الجاري، دخل الشاب عبد النبي الهيسوفي، الذي يبلغ من العمر حوالي 21 سنة، في شجار مع مستخدم بورشة للنجارة ب»دوار جبالة»، بنفوذ مقاطعة احصين التابعة لدائرة سلا الجديدة، لأسباب تضاربت الروايات بشأنها، وإن أجمع البعض على أن الهالك تشاجر مع قريب لمالك الورشة، وبعد ذلك طارده حوالي ثمانية أشخاص، كانوا مدججين بالهراوات والقضبان الحديدية، قبل أن يتمكنوا من محاصرته بعد مسافة طويلة، وينهالوا عليه بالضرب والجرح في مختلف أطراف الجسد، خصوصا الجمجمة، التي تعرضت لكسور وإصابات خطيرة، كانت، حسب تقرير الطب الشرعي، سببا في الوفاة.وجاء في تصريحات الشهود وأقارب الهالك أن كل المعلومات تشير إلى أن «ملتحين» كانوا من بين المعتدين، وشاركوا في الاعتداء على الهالك بالأسلحة البيضاء، بل إن بعضهم كانوا يرفسونه بأرجلهم وأقدامهم حيثما اتفق، غير مهتمين بحالته الصحية الحرجة، ولم يتوقفوا إلا بعد أن أدركوا أنه دخل مرحلة الاحتضار، لينفضوا من حوله مرعوبين، ويغادروا المكان بسرعة.وكشف والد الهالك أن سيارة الإسعاف لم تحل في الوقت المناسب لإنقاذ ابنه بنقله إلى قسم الإنعاش بمستشفى الاختصاصات بالرباط في الوقت المناسب، مشيرا إلى أنه ظل ملقى على الأرض في مسرح الجريمة من الساعة السابعة والربع مساء، إلى غاية الحادية عشرة ليلا، قبل أن تصل سيارة الإسعاف، وتعمل على نقله إلى المستشفى الإقليمي «الأمير مولاي عبد الله» بسلا، لكن، نظرا لحالته الخطيرة، قرر الأطباء إحالته على مستشفى الاختصاصات بالرباط، لإخضاعه لعمليات جراحية له.وطيلة أربعة أيام، ظل الضحية بقسم المستعجلات بالمستشفى بالرباط يتلقى الإسعافات والعلاجات الطبية اللازمة، لكن خطورة الإصابات والكسور التي تعرض لها في مناطق حساسة بالجسد، خصوصا الرأس، جعلت إنقاذ حياته مهمة مستحيلة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بذلك. وبناء على هذه المستجدات، توصلت الشرطة القضائية بسلا بمكالمة هاتفية من الطبيب المعالج، يشعرها فيها بوفاة المصاب الذي كانت وضعيته الصحية تحت المراقبة القضائية، ليتغير مسار الملف، ويصدر الوكيل العام للملك أمرا بتشريح الجثة وبيان أسباب الوفاة، مع إعادة البحث مع المتهم الرئيسي طبقا للمقتضيات القانونية ذات الصلة بجريمة القتل العمد، وليس الضرب والجرح وفق التوجه القضائي السابق.وعلم من مصدر مطلع على وقائع القضية أن ملف النازلة وضع على مكتب الوكيل العام للملك أول أمس (الثلاثاء) مرفوقا بتقرير مفصل للطبيبة الشرعية التي أشرفت على تشريح الجثة وفحص الإصابات التي تسببت في الوفاة.واستنادا إلى ما أفاد به المصدر ذاته «الصباح»، فإن رئيس النيابة العامة لدى استئنافية الرباط أصدر أمرا بإحالة المتهم الرئيسي، الذي كان متابعا فقط من أجل تهمة الضرب والجرح، على البحث من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتقديمه أمامه بعد إنهاء البحث معه وإنجاز المحاضر الرسمية في الموضوع.كما تضمنت تعليمات الوكيل العام للملك، مولاي الحسن الداكي، أوامر إلى الشرطة القضائية بإحضار كل من يشتبه في وقوفه أو مشاركته في هذه الجريمة من قريب أو بعيد، الأمر الذي استدعى من الشرطة مباشرة تحريات وأبحاث عميقة للوصول إلى أي خيط يمكن أن يقود إلى باقي المشاركين في الجريمة الوحشية، بهدف التحقيق معهم ومعرفة طبيعة ومدى مشاركتهم في الاعتداء، على أساس إشعار النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية التي تراها مناسبة وفق الأفعال المرتكبة.واستجوبت الشرطة القضائية المتهم الرئيسي بخصوص أسماء وهويات المشاركين المفترضين في الجريمة، إلا أنه أنكر في بداية أطوار البحث معه أن يكون شاركه في الجريمة أي شخص آخر. بل ذهب المتهم الرئيسي إلى أن سبب وفاة الهالك ناتجة عن «نطحة رأسية» وجهها إليه، وتسببت في سقوطه على الأرض، ليصاب بجروح وكسور.وفي الوقت الذي تجري فيه الشرطة القضائية أبحاثا وتحريات معمقة، سارع المحامي الذي ينوب في هذا الملف إلى وضع شكاية أخرى أمام الوكيل العام للملك بالرباط، يكشف فيها أسماء ستة أشخاص، يعتبرهم شاركوا في تنفيذ الجريمة الوحشية، إضافة إلى حارس يشتغل قرب ورشة النجارة التي يمتلكونها.ومن المرتقب أن توجه مصلحة الشرطة القضائية استدعاءات إلى المشتبه فيهم الواردة أسماؤهم في شكاية محامي الأسرة، للبحث معهم بخصوص المنسوب إليهم، أو تحرير مذكرات بحث على الصعيد الوطني في حقهم إن كانوا في حالة فرار، ويتعذر إحضارهم إلى المخفر. وفي حال ثبوت تورطهم في المشاركة في الجريمة، سيتم تقديمهم أمام النيابة العامة لدى محكمة الجنايات بالرباط لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم. والد الهالك: "الله ياخذ الحق فاللحايا" بهذه العبارة التي تنم عن حجم الألم والأسى الذي يعتصر أكباد الأسرة، فتح عبد الله الهيسوفي، والد الهالك، صدره لجريدة «الصباح»، مدليا بما في جعبته من «أسرار» بخصوص الجريمة التي ذهب ضحيتها فلذة كبده عبد النبي.وقال الأب المكلوم «لقد قتل أصحاب اللحي ابني بطريقة وحشية.. لقد عذبوه ومثلوا بجثته، كما لو كان مجرما خطيرا». وزاد «لنفترض أنه ارتكب خطأ أو فعلا متهورا في حقهم أو في حق أحد أقاربهم، ما كان عليهم الاعتداء عليه بتلك الطريقة الهمجية.. نحن في دولة الحق والقانون، وكان من المنطقي اللجوء إلى الأمن أو العدالة لتقديم شكاية في الموضوع».وردد مستنكرا «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. هل نحن في دولة يسود فيها قانون الغاب، حتى يقتل هذا الشاب بهذه الطريقة.. الله ياخذ الحق في اللحايا اللي قتلو ليا ولدي». وأبدى أمله في أن ينصفه القانون.وقبل أن يتم كلامه، تدخل شقيقه، عم الهالك، ودعا طاقم جريدة «الصباح» إلى القيام بجولة استطلاع ميدانية في الحي، لأخذ فكرة عن سلوك القتيل، وكلما مر أحد الجيران، أو أحد رفاق الشاب القتيل، كان يستوقفه، ويطالبه بالإدلاء بشهادته، فأجمعت كافة التصريحات والشهادات التي استمعت إليها «الصباح» على أن الضحية كان يتمتع بسمعة طيبة في الحي. الطبيبة المشرحة تذرف الدموع كشف والد الضحية أن الطبيبة التي قامت بتشريح الجثة لم تتمالك نفسها أمام هول ووحشية آثار التعذيب، لتنخرط بالبكاء وذرف الدموع.وقال الأب عبد الله الهيسوفي إن الطبيبة الشرعية صرحت له بأن طبيعة الاعتداء تكشف أن الجريمة نفذها أكثر من شخص، مشيرا إلى أنها أخبرته أن الضربات التي تلقاها ابنه بواسطة أدوات حديدية تسببت في إتلاف رئته، ما أثر على سلامة جهازه التنفسي، وهي الحقائق التي ضمنتها بتقريرها، الذي وضع على مكتب الوكيل العام للملك للاطلاع عليه وأخذ الإجراء القانوني الملائم.وأوضح الأب، في تصريحه لـ«الصباح»، أن الطبيبة أخبرته بأنها اشتغلت لحوالي 30 سنة في الطب الشرعي، ولم يسبق لها أن وقفت على حالة تعذيب وحشي أدى إلى وفاة من هذا النوع، مشيرا إلى أنها كانت مصدومة ومتأثرة كثيرا لهول ما وقع. تضامن الجيران أعلن جيران أسرة القتيل أنهم متضامنون معهم بما ملكوا إلى حين أن تأخذ العدالة مجراها الصحيح، وتتم متابعة كافة الفاعلين المتورطين في الجريمة، كل وفق المنسوب إليه. تقرير المشرحة .. المفاجأة الصادمة كشف تقرير الطبيب الشرعي، بعد تشريح الجثة، أن سبب الوفاة ناتجة عن كسور خطيرة في الجمجمة، وإصابات تسببت في تلف وضرر كبيرين بالرئة، إضافة إلى كسور ورضوض وجروح في مختلف أطراف الجسد.وذهب تقرير الطبيبة الشرعية التي أشرفت على تشريح الجثة، أن طبيعة الاعتداء تكشف أن الجريمة لم تكن من فعل شخص واحد، وإنما ارتكبت من طرف عدة أشخاص، مشيرا إلى أن تعدد الإصابات والكسور يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن الأمر يتعلق بجناة كثيرين، وليس شخصا واحدا.وأصدر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بناء على التقرير الذي رفعته إليه مصلحة الشرطة القضائية بحي السلام بمدينة سلا، والذي يشير إلى أن الشاب عبد النبي الهيسوفي لقي حتفه بعد تعرضه لاعتداء خطير بالضرب والجرح، أمرا بإعادة البحث في وقائع القضية، التي كانت كيفت في البداية طبقا للفصل 400 من القانون الجنائي، المتعلق بالضرب والجرح، والذي ينص على أن «من ارتكب عمدا ضد غيره جرحا أو ضربا أو أي نوع آخر من العنف أو الإيذاء سواء لم ينتج عنه مرض أو عجز عن الأشغال الشخصية أو نتج عنه مرض أو عجز لا تتجاوز مدته عشرين يوما، يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى سنة وغرامة من مائة وعشرين إلى خمسمائة درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط. وفي حالة توفر سبق الإصرار أو الترصد أو استعمال السلاح تكون العقوبة الحبس من ستة شهور إلى سنتين والغرامة من مائة وعشرين إلى ألف درهم. أي أن أقصى عقوبة كانت تنتظر المتهم الرئيسي هي الحبس لمدة سنتين، وغرامة مالية أقصاها 1000 درهم، جزاء له على جريمة قتل ارتكبت بطريقة وحشية، أودت بحياة شاب في مقتبل العمر، قد يكون ارتكب خطأ لا يستدعي ذلك الاعتداء، وكان بالإمكان اللجوء إلى القانون لمعاقبته. إنجاز: محمد البودالي

تفاصيل قتل شاب بسلا من طرف ملتحين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قتيل و20 جريحا بتاونات في أول أيام رمضان

حملة رمضانية بمراكش على الدعارة والشيشة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات