لاوجود لإدارة تقنية بالمغرب

الإطار الوطني حسن حرمة الله قال إن هناك خصاصا فظيعا في المدربين وإنه مستعد للعمل مع الجامعة في أي وقت قال حسن حرمة الله، المدير التقني السابق للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحادين القطري والإماراتي، والمدرب السابق لمجموعة من الأندية، ”إن المغرب أصبح مطالبا أكثر من أي وقت مضى، بالعمل والاهتمام بالتكوين لأن الجامعة الدولية فرضت ذلك على كل الدول”. وقال حرمة الله في حوار مع الصباح الرياضي، ”إن كرة القدم المغربية تفتقر إلى النظام والهيكلة وإلى الإدارة التقنية”. وأكد الإطار الوطني، أن هناك خصاصا فظيعا في جانب المدربين والمكونين. وفي ما يلي الحوار. ما هو الإطار الذي جاء فيه هذا التدريب الجهوي الذي نظمته لفائدة مدربي الجديدة؟ بعد مجموعة من التداريب التي أشرفت عليها بكل من جهة الدار البيضاء الكبرى وجهة سوس، اتصل بعض أصدقائي بجهة دكالة عبدة وطلبوا مني إجراء هذا التدريب لفائدة الأطر الجهوية. وأنا سعيد بالإشراف على مثل هذه التكوينات بكل أنحاء المغرب. ما هو الهدف من تنظيم هذا التكوين الجهوي؟ الهدف الأول هو تحسيس الأطر الجهوية ببرنامج الإجازة المهنية (أ) التي لم يسبق تنظيمها بالمغرب أبدا. ويهدف التكوين إلى مساعدة المدربين على الاستعداد لاجتياز هذه الإجازة مستقبلا، من أجل الاطلاع على برنامج دفاع المنطقة والضغط على حامل الكرة وإغلاق الزوايا، باللغة العربية والدارجة لتقريب وتسهيل مرور المعلومة بطريقة سهلة وسلسة. ولاحظت بكل موضوعية أن المستفيدين من هذه التكوينات بالدار البيضاء وأكادير، تفاعلوا مع كل فقراته النظرية والتطبيقية. لماذا اختيار هذا التوقيت بالذات لإعطاء هذه الدروس النظرية والتطبيقية؟ بكل صراحة، لست مسؤولا عن ذلك، فالمسؤولون كان لهم رأي آخر، وكانت لديهم أهداف أخرى، وكانوا ربما مهتمين أكثر بالفريق الأول. ففي 1994 لما كنت مديرا تقنيا، هيأت تقريرا مفصلا وأخرجته في كتاب، وضعت فيه الأصبع على مكامن الخلل وخصصت جزءه الثاني للحلول والاقتراحات. وهناك كتاب آخر بالفرنسية حول كيفية الضغط على حامل الكرة، وهما موجودان في موقعي الإلكتروني. في هذا الوقت بالذات تكلمت عن أهمية التكوين، والآن أصبح المغرب مطالبا أكثر من أي وقت مضى بالعمل والاهتمام بالتكوين، لأن الجامعة الدولية فرضت ذلك على كل الدول. البعض يقول إن حرمة الله ينظم هذه التكوينات بغرض البحث له عن موطئ قدم بالجامعة الملكية المغربية، ما رأيك في هذا؟ كل واحد حر في إبداء رأيه، ولكن هؤلاء لا يعلمون أني منذ 16 سنة وأنا خارج المغرب. كنت أقوم بتقديم هذه التكوينات للمغاربة وحدهم بدبي، وعملت الشيء نفسه بقطر، وكنت أبحث عن المكان والزمان لأقدم هذه الدروس بالمجان للمغاربة وحدهم. وكنت أعلمهم عبر الحاسوب كيفية البرمجة. هؤلاء لا علم لهم أني أقوم بذاك خدمة لكرة القدم المغربية، ولم يكن هؤلاء يعلمون أنني دائم البحث عن الجديد في عالم كرة القدم، وهذه طريقتي في العمل منذ 16 سنة. الآن لو طلب منك العودة إلى المغرب من أجل الاشتغال داخل المنظومة الكروية المغربية هل تقبل؟ لن أقول نعم لأني في الماضي قلت لا. أنا دائما كنت وسأظل مستعدا للاشتغال مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. هذا بلدي، وأنا رهن إشارته، وسأكون سعيدا، وستكون لدي فرصة كبيرة للمساهمة في تطوير مستوى وأداء المدربين المغاربة. من خلال تجربتك الطويلة، أين يوجد الخلل داخل المنظومة الكروية بالمغرب؟ بكل بساطة وموضوعية، من أراد أن يعرف مكامن الخلل، عليه أن يعود إلى الكتاب الذي ذكرت قبل قليل، ففي جزئه الأول تحدثت عن ثغرات كرة القدم المغربية وفي جزئه الثاني توجد الحلول. باختصار ما تفتقر إليه كرة القدم المغربية هو غياب النظام والهيكلة، بمعنى أن لا وجود للإدارة التقنية، أو إن شئنا التدقيق، فالإدارة التقنية مجزأة، فجون بيير مورلان مسؤول عن التكوين، أما المنتخبات الوطنية فمسؤول عنها بيم فيربيك، والمنتخب الأول مسؤول عنه إيريك غريتس. إذن الإدارة الوطنية مقسمة وتفتقر إلى رؤية موحدة. لا بد من توحيد البرامج. كل مسؤول يشتغل بطريقته الخاصة، لا يمكن تبليغ برنامج واحد بهذه الطريقة، فبرنامج التكوين لا بد أن يطبق داخل الفرق والمنتخبات على حد سواء. من حيث الواقع هل أضاف المدرب الأجنبي شيئا جديدا لكرة القدم المغربية؟ أنا مع المدرب الأجنبي، إذا كان يفيد. أنا شخصيا لا علم لي بوجود مدرب أجنبي فاز بكأس العالم مع منتخب غير بلده. فالمدرب الوطني الذي سبق أن مارس كرة القدم وله تكوين يعرف عقلية المغاربة ويسهل عليه التواصل مع اللاعبين بلغة الوطن. يساعدهم ويقترب منهم، مما يجعله الأقرب إلى النجاح في مهمته. الآن، هل لدينا اكتفاء ذاتي من حيث المدربين المغاربة؟ في 1994 أشرت إلى وجود هرم مقلوب، وإذا اطلعت على الكتاب، فقد بينت فيه هذه القاعدة بالنسبة إلى كل فريق وإلى كل عصبة وإلى المنتخب الوطني. وفي تلك الآونة كان الكوكب المراكشي والرجاء والوداد تتوفر على هرم كروي يحترم التقسيم والبناء. أمام فيما يخص المدربين، فهناك خصاص فظيع، فحتى مستوى التكوين فهو ضعيف جدا، ومازلنا إلى حد الساعة لا ننظم تكوينات بمعنى الكلمة، وكل ما في الأمر، أننا نقوم من حين لآخر بإعادة تجديد المفاهيم في أسبوع أو أسبوعين. فالتكوين الحقيقي يتطلب سنتين يتلقى فيه المتدرب تكوينا نظريا وتطبيقيا. ماذا عن الفئات الصغرى؟ حينما أتكلم عن التكوين، فأنا أعني التكوين المرتبط بالفئات الصغرى، أي مدربي الفئات الصغرى، لأنها هي الضامن للاستمرارية. وفي غياب مدربين متمكنين من مهنتهم في الفئات الصغرى، لن نتوفر على منتخبات على مستوى العصب الجهوية، دون الحديث عن مدربين للباقي المنتخبات الأخرى. لا بد من وجود مدربين بالعصب الجهوية ومكونين يتابعون ويرافقون هؤلاء المدربين. لا بد من مكونين من أعلى مستوى. وهذا ما ينقص المغرب. لكن التكوين مرتبط بالبنيات التحتية والتجهيزات أيضا؟ ليس بالضرورة، المفروض التوفر على مدربين ومكونين مؤهلين، فبالملاعب الموجودة حاليا يمكن أن نخلق الفارق إذا كنا نتوفر على مدربين ومكونين. أما إذا حسنا مستوى المكونين وطورنا تجهيزاتنا وبنياتنا التحتية، فأكيد أن المردودية ستكون مرتفعة جدا. ولكن بماذا تفسر وجود مستوى عال خلال سنوات السبعينات والثمانينات؟ الفرق يوجد في عدد الملاعب والفضاءات. ففي الدار البيضاء مثلا، أحصيت الملاعب داخل الكتاب المذكور. هذه الفضاءات لم يعد لها وجود الآن بسبب زحف الإسمنت. هذه الملاعب كونت لنا بتي عمر والظلمي وبيتشو وغيرهم، والأمر ينطبق على كل المدن الأخرى. لم يتم تعويض هذه الملاعب من طرف الدولة، وبالتالي لم نعد نرى سطوع مثل هؤلاء اللاعبين. ما هي خلاصاتك عن واقع الكرة المغربية؟ أتمنى أن تتوحد الإدارة التقنية وتصبح عبارة عن وحدة منسجمة وقوية، وأتمنى أن يتأهل المنتخب الوطني المغربي إلى كأس العالم بالبرازيل سنة 2014. أجرى الحوار: أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

لاوجود لإدارة تقنية بالمغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: حرمة الله... مسافر زاده التكوين والتأطير

ميسي: تشافي وإنيستا يستحقان الكرة الذهبية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات