موسم أصيلة يناقش دور النخب في بناء الاتحاد المغاربي

التميمي قال إن "اللامغرب" اليوم هو إدانة كاملة لكل المغاربيين أكد جميع المتدخلين خلال الجلسة الافتتاحية لندوة "دور النخب في أفق بناء الاتحاد المغاربي"، المنظمة في إطار أنشطة الموسم الثقافي لأصيلة في دورته الرابعة والثلاثين، على ضرورة بذل كل الجهود على الصعيدين الرسمي والشعبي للتغلب على الإكراهات التي واجهها الاتحاد منذ تأسيسه.وشدد المشاركون في هذه الندوة الدولية، التي تنظمها جامعة المعتمد بن العباد الصيفية في إطار دورتها السادسة والعشرين، على دور النخب المغاربية، من رجالات السياسة ومسؤولين رسميين ومثقفين وإعلاميين وبعض تعبيرات المجتمع المدني، ومساهمتهم في مواكبة المسار السياسي ودفع نحو التكامل النافع لكل مكونات الاتحاد، الذي مضى على انبثاقه ما يقرب من ثلاثة عقود.ومن المنتظر أن يناقش المشاركون، وهم صفوة من الباحثين والدارسين من مشارب فكرية متباينة، على مدى يومين، ثلاثة محاور أساسية يتعلق الأول بـ «إشكالية تعاطي النخب المغاربية مع التقلبات السياسية في بلدان الاتحاد المغاربي»، والثاني بـ "النخب المغاربية والمتغيرات الحاصلة في بلدان الاتحاد»، بينما يتمحور الثالث حول «انشغالات النخب وأفق بناء الاتحاد المغاربي»، إذ من المنتظر أن تفتح الندوة أبواب المشروع المغاربي لنقاش فكري تفاعلي وموضوعي هادئ، يرنو إلى الأفق المشترك ويسمو فوق العوائق العارضة.وكان محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصييلة، ذكر في كلمته الافتتاحية، أن خيار الاتحاد المغاربي ليس خيارا استراتيجيا لا محيد عنه فقط، بل إنه خيار حياة لقهر الفقر والجهل والظروف الصعبة التي تمر بها شعوبنا، مشيرا إلى أن جيل ما بعد اتفاقية مراكش، يساوره القلق ويستشعر الإحباط، بعد أن برزت مجموعة من «المطبات والإخفاقات» المتتالية أمام تفعيل صرح اتحاد المغرب العربي الكبير.وقال بنعيسى، إننا «ندرك إلى حد ما، المعوقات الحائلة دون الإسراع في الطريق، وكذلك ظروف كل بلد والأوضاع التي تعرفها العلاقات بين دول المجموعة المغاربية، غير أن الاتحاد يعيش في الواقع بوجهين، فهو من جهة حي يرزق، موجود ويتجسد ذلك في مقر الأمانة العامة، في مقابل ذلك، تغيب عنه كل أدوات التفعيل والتنفيذ، كما أنه لا يمكن إنكار الاجتماعات الدورية لوزراء الخارجية المغاربيين، ولجان القطاعات الحكومية، التي لم تتوقف وتتخذ قرارات، لكنها تظل على العموم بعيدة عن التنزيل على أرض الواقع».واختتم بنعيسى تدخله بالتأكيد على ضرورة تنحية كل الخلافات والاختلافات والتحلي بالرشد السياسي، وذلك بالانفتاح وإزاحة الحدود أينما وجدت، وتكثيف التواصل على سائر الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، مبرزا ذلك بالقول إنه «لا يعقل استمرار صراعات عقيمة لتبرير بقاء نظام سياسي ما، لنتعظ بدول مزقتها الحروب في أوروبا وفي آسيا على الخصوص، فأقامت على حطامها جسورا متينة للتعاون الثنائي والبيئي».من جهته، ذكر عبد الجليل التميمي، رئيس مؤسسة التميمي للأبحاث في تونس، أن التحاليل المعمقة للوضع القائم أفضت إلى أن «اللامغرب» اليوم، هو إدانة كاملة لكل المغاربيين من سياسيين واقتصاديين ونخب جامعية وأصحاب شركات ورجال بنوك وإعلاميين وكتاب أحرار وغيرهم، لأن الجميع، في نظر التميمي، يتحمل مسؤولية مباشرة في إبقاء الوحدة المغاربية شعارا بائسا ويتيما، لا يثير إلا الرأفة والشفقة على مصيره. وقال التميمي، الذي تلقى تصفيقا حار من قبل الحاضرين، إنني «لم أعد أثق في النخب الجامعية والسياسيين والاقتصاديين ورجال الإعلام، بأداء أي دور في هذا البناء المغاربي، إذ أثبتت أحداث العقود الثلاثة الماضية، أنهم كانوا مهمشين تماما وتميز البعض منهم بالشعارات والمواقف والخطب الرنانة غير الأمينة، وأصبح الآن التساؤل المنطقي هو ما العمل للخروج من هذا المأزق؟ وهل من تخطيط جديد للبناء المغاربي على ضوء المتغيرات الجيوسياسية التي يعيشها فضاؤنا؟واقترح التميمي، مجموعة من الحلول للبناء المغاربي، الذي نسعى إلى تحقيقه انطلاقا من لقاءي طنجة ومراكش، ودعا إلى حملة توعوية شاملة وعميقة جدا ومتواصلة عبر الفايسبوك والتويتر، يقوم بها المدونون يؤمنون بهذا الملف الحيوي ويسعون إلى اختراق جدار الصمت واللامبالاة، الذي جثم على جزء هام من الرأي العام.كما أكد على مبادرات أخرى وجب أن تؤخذ دون تباطؤ، وتقضي بحتمية توحيد المناهج التربوية من خلال إعداد كتب مدرسية مغاربية موحدة تعمل منذ الابتدائي والثانوي على تعميق الأبعاد المغاربية التربوية في النشء الصاعد حتى يتغذى بمضامين التكامل المغاربي الحقيقي. المختار الرمشي (موفد الصباح إلى أصيلة)

موسم أصيلة يناقش دور النخب في بناء الاتحاد المغاربي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كولونيل بأكادير يتهم جنديا بسرقة مجوهرات زوجته

موظفو نيابة التعليم بالقنيطرة يحتجون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات