مشعل يخطف الأضواء في مؤتمر العدالة والتنمية

بنكيران: طال الزمن أم قصر ستفتح الحدود بين المغرب والجزائر خطف عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأضواء خلال افتتاح أشغال المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية، الذي انطلق صباح أول أمس (السبت) بالرباط. وخطف خالد مشعل الأضواء من كل الوفود الأخرى الوطنية والأجنبية، التي حضرت الجلسة الافتتاحية، إذ ما إن وطأت قدماه أرضية القاعة المغطاة بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، حتى ارتفعت أصوات آلاف الحاضرين الذين امتلأت بهم جنبات القاعة، داعمة للقضية الفلسطينية. وطغت شعارات «إسقاط الفساد» و»تحرير فلسطين» على الجلسة الافتتاحية، كما رُفعت الأعلام الفسطينية، والتف ممثلو وسائل الإعلام الوطنية والعربية والمصورون الصحافيون حول خالد مشعل، الذي وجد صعوبة في الاهتداء إلى المكان المخصص له داخل القاعة التي احتضنت المؤتمر. وحينما ذكرت سمية بنخلدون، رئيسة المؤتمر، اسمه ضمن الوفود الحاضرة، انفجرت القاعة بالتصفيقات، وكان كلما ظهر وجهه في الشاشة الكبرى، تعالت تصفيقات الحضور. وتكرر المشهد مجددا حينما تناول مشعل الكلمة التي أكد فيها ألا مستقبل للاستبداد والتحكم في الوطن العربي، وألا مكان لانتزاع الحرية من الأمة.ووجه مشعل كلامه إلى الملك محمد السادس بأن يواصل مسيرته من أجل المزيد من الديمقراطية «لأن فيها خيرا للحكام والمحكومين» كما وجه كلامه إلى الزعماء العرب بأن» يتقوا الله في شعوبهم ويصبروا على مطالبها لشهور قليلة كما صبرت هذه الشعوب على طغيان الزعماء لسنين».وعرفت الجلسة الافتتاحية حضور حشد كبير من الأشخاص، يتجاوز بكثير عدد المؤتمرين الذي حدد في 3300، وتميزت بحضور وفود تضم الأحزاب والتوجهات الإسلامية في عدد من البلدان مثل تركيا، التي كانت ممثلة بحزب العدالة والتنمية وحزب السعادة، والعراق الذي كان ممثلا بالحزب الإسلامي، ولبنان، واليمن، والكويت، فيما اقتصر حضور عدد من الدول على بعض برلمانييها، مثل التشاد والصومال. وسرقت توكل كرمان، اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، الأضواء، واستقبلت بتصفيقات حارة من طرف الحضور.وبدا بنكيران مؤثرا، وهو يُلقي عرضه بشكل تلقائي، إذ وجه كلامه إلى الضيوف قائلا «أريد أن أخبركم أنكم أدخلتم علينا الفرحة والبهجة بحلولكم ضيوفا على المؤتمر، أردت أن أعبر لكم عن الفرحة التي تغمرني، لكن ربما لن أوفق في التعبير عما يجيش بقلبي تجاهكم».وأضاف بنكيران أن المغرب معروف بالكرم إلى درجة الأسطورة «وها نحن في العدالة والتنمية أمام امتحان الكرم فسامحونا إذا لم نوفق في إكرامكم».وكان أول شيء تحدث عنه بنكيران، مسألة انعقاد مؤتمر الحزب، إذ أكد «أنه مباشرة بعد انتهاء معركة الانتخابات التشريعية الماضية، انصب التفكير حول ما إذا كان بالإمكان عقده في وقته، أم ينبغي تأجيله، في ظل التحديات الكثيرة المطروحة في الساحة الوطنية، خاصة ما يتعلق بالتنزيل الديمقراطي للدستوري. لكن الاختيار النهائي وقع على تنظيم المؤتمر في آجاله المحددة، موضحا أن الحزب كسب هذا التحدي، رغم الحيز الزمني الضيق الذي كان يتعين عليه أن يحضر فيه هذه المحطة والذي لم يكن يتجاوز أربعة أشهر. في السياق نفسه، قال بنكيران، إنه لا يمكن أن «نتحدث اليوم وكأن لا شيء وقع في العالم العربي»، مضيفا أن المنطقة العربية شهدت أحداثا جسيمة تمثلت في الربيع العربي. وأضاف أن العديد من الناس لم يكونوا يتصورون أن يؤدي الربيع العربي إلى إسقاط جبابرة تحكموا لسنوات في الرقاب والثروات، ولكن في سنة واحدة ذهب «الله بالكثير منهم». وأوضح أن الامتحان لم ينته بعد، وأن التحدي الأكبر يتجلى في تكريس الديمقراطية وشفافية الانتخابات المقبلة. ودعا مناضلي الحزب إلى التمسك بوحدته، وعدم الانسياق وراء إغراءات السلطة.إلى ذلك، انصب عرض بنكيران على مسألتين جوهريتين، الأولى تتعلق بفتح الحدود مع الجزائر، إذ أكد أن الحدود ستُفتح طال الزمن أم قصر، لأن إرادة الشعوب تنتصر في النهاية. وجدد تأكيده أن حل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية بيد الجزائر، إذ يمكن أن تحل المشكل في يوم واحد. ودعا إلى أخذ الدرس من الأوربيين الذين رغم اختلاف لغاتهم وأديانهم، تمكنوا من صنع الوحدة. وانتقل بنكيران إلى مخاطبة الوفد الفلسطيني، إذ دعا حركة حماس وفتح إلى التوحد ونبذ خلافاتهما، ليتفرغا موحدين إلى عدوهم المشترك. وأكد بنكيران أنه عاش معهم القضية الفلسطينية «كما لو كانت قضيتنا».واستقطب المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنمية شخصيات حزبية وازنة في مقدمتها مصطفى باكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي رغم ما عاشه الحزبان من صراعات في السابق، خاصة خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2009، يبدو أن القيادة الجديدة «للبام» نحت نحو تليين موقفها المتشدد من العدالة والتنمية، كما حضر صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي ظل دوما يعتبر العدالة والتنمية خطا أحمر، ودخل في صراعات وملاسنات مع بنكيران، في الانتخابات التشريعية الماضية. وحضرت قيادات حزب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي. ويتوقع الملاحظون إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما للحزب لولاية ثانية، خاصة بعد النتائج التي حصل عليها الحزب في الانتخابات التشريعية الماضية، والتي قادته إلى قيادة الحكومة، وتدبير الشأن العام. وبرأي هؤلاء، فإن الحزب رغم تعدد الخيارات القائمة أمامه ، لن يجازف بتغيير زعيمه الذي كان له الفضل في تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات، وفي الانتقال من موقع المعارضة إلى الحكومة. يشار إلى أن المؤتمر الوطني السابع لحز ب العدالة والتنمية ضاعف عدد مؤتمريه مقارنة مع المؤتمر الوطني السادس المنعقد في يوليوز 2008، بنسبة مائة في المائة، إذ انتقل من 1630 إلى 3300 مؤتمر. وقالت رئاسة اللجنة التحضيرية، في ندوة نظمتها أخيرا بالرباط، إن رفع عدد المؤتمرين تحكمت فيه خلفية توسيع نطاق الاستشارة والتداول تكريسا لمبدأ الديمقراطية الداخلية للحزب.وكشفت اللجنة التحضيرية للمؤتمر أن من بين التعديلات الأساسية التي أدخلت على النظام الأساسي للحزب الإقرار الرسمي والصريح بتبني الحزب للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية، أما في ما يتعلق بنظام الترشيح للمسؤوليات السياسية والانتدابية، قرر الحزب تعديل النظام الأساسي الحالي القائم على ثلاث مراحل وهي الاقتراح والترشيح والتزكية بحذف مرحلة اقتراح المرشحين، والاكتفاء بمرحلة الترشيح والتزكية. وأهم تعديل أدخل على النظام الأساسي للحزب يتمثل في إحداث إدارة عامة تعمل تحت إشراف الأمانة العامة يرأسها الأمين العام ولكن يديرها فعليا نيابة عنه مدير عام، تتولى تدبير شؤون الحزب التنظيمية والإدارية والمالية، وتنظيم المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية، والإشراف على هيآت الحزب المركزية والموازية والمجالية، والمصادقة على اللوائح الداخلية للهيآت المركزية والجهوية. جمال بورفيسي وعبد الله الكوزي

مشعل يخطف الأضواء في مؤتمر العدالة والتنمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تفاحة تقتل تلميذا بفاس

نصاب تركي يستولي على الملايين من مغربيات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات