جولة مانهاست تحاول بناء أجواء الثقة

بوليساريو والجزائر تقفان عند تقرير المصير وتعرقلان مد جسور المفاوضات انطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب وبوليساريو، أمس (الخميس)، بمنطقة مانهاست القريبة من نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. وستستمر هذه المفاوضات إلى غاية يوم غد (السبت)، ويرعاها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى المنطقة، كريستوفر روس. وبغض النظر عن استمرار التباعد بين الأطراف بشأن جوهر المفاوضات ومناقشة الخيارات ممكنة التطبيق على أرض الواقع، والتي ثبت أنها لن تخرج عن خيار مشروع الحكم الذاتي، فإن روس يراهن في هذه الجولة من المفاوضات على إحراز تقدم يهم دفع الطرفين معا، المغرب وبوليساريو، إلى تباحث أفكار جديدة لإيجاد مناخ أفضل للثقة بهدف إحراز تقدم في المفاوضات مستقبلا.وكانت جولة ثالثة من المفاوضات غير الرسمية في مانهاست انتهت في تاسع نونبر الماضي، ولم تحرز تقدما حاسما، واتسمت أجواؤها بالتوتر، بسبب تزامنها مع اندلاع أحداث العيون التي أسفرت عن سقوط 13 قتيلا، منهم 11 من قوات الأمن.وتأتي هذه المفاوضات في أجواء مشحونة أججتها الجزائر من خلال احتضانها ملتقى تخليدا "للقرار الأممي 1514 المتعلق باستقلال الشعوب"، دعا بيانه الختامي الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى «تفعيل النصوص والقوانين الدولية التي تعطي الحق للشعوب والأمم في تقرير مصيرها»، وربطت الجزائر في تقرير المصير الذي تدافع عنه، عمدا، بين حق تقرير الشعب الفلسطيني، وبين ما تدعوه «حق تقرير مصير الشعب الصحراوي»، وهو ما يعني استمرار استغلال أحداث العيون بشكل يسيء إلى صورة المغرب في الخارج وسرد معطيات مخالفة للحقيقة تهم عدد الضحايا على وجه الخصوص، ما يجعل من المفاوضات الجارية حاليا تستمر في اجترار سلبيات المأزق الذي طبع الجولة السابقة.وكان المغرب عبر في الجولة السابقة، على لسان وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، عن استعداده للإسهام في تحقيق تقدم في المفاوضات، وقال الفاسي في تصريحات صحافية في مانهاست "سننتظر الاقتراحات العملية ذات الصلة بهذا الأمر من طرف المبعوث الشخصي" .وعبر الفاسي عن أسفه لأن الأطراف الأخرى ما تزال متسمة بالجمود، و»تحاول التهرب من مسؤوليتها، وإعطاء أهمية مبالغ فيها لبعض الأحداث ولبعض القضايا التي ليس لها وجود هنا في مانهاست»، وذلك رغم أن الوفد المغربي عمل على تقديم «كل الشروحات سواء بالنسبة إلى المقترح الخاص بالحكم الذاتي أو بالنسبة إلى التوصل إلى حل، وذلك لأسباب استراتيجية وأمنية ومغاربية واقتصادية .في السياق ذاته، استبعدت مصادر دبلوماسية التوصل إلى نتائج ملموسة في هذه الجولة، إذ ما يزال بوليساريو مصرا على الركوب على «تقرير المصير» دون أن يناقش إمكانيات وخيارات تطبيقه، والتي لا تقف، حسب المصادر ذاتها، عند خيار الاستفتاء، الذي لم يعد يحظى باهتمام لوائح مجلس الأمن، مقابل ذلك تؤكد المصادر نفسها أن التقدم الممكن حدوثه في مانهاست، لن يتعدى سقف الاتفاق على إجراءات إرساء الثقة بين الطرفين من خلال تبادل الزيارات، وربط الاتصال الهاتفي بين المغرب والمخيمات، والذي ما يزال غائبا لدى الطرف الآخر، إذ يوجد خط أرضي وحيد في منطقة القيادة بالرابوني، وتنعدم شبكات الاتصال في باقي مناطق المخيمات، ما عدا تندوف حيث توجد شبكات اتصال جزائرية، وتهم إجراءات الثقة كذلك الانتقال من الزيارات الجوية إلى البرية، فضلا عن تنظيم لقاءات مشتركة بين جمعيات في المخيمات وأخرى في الأقاليم الجنوبية.وبالنسبة إلى تبادل الزيارات بين الأسر الصحراوية، أكد وزير الخارجية المغربي في ختام الجولة السابقة أن الأطراف الأخرى هي التي كانت وراء وقف هذه الزيارات، وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء كريستوفر روس سجل في ختام الجولة السابقة أنه للمرة الأولى تجتمع الوفود الأربعة الحاضرة بمانهاست (المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو( "لتتدارس سويا استئناف برنامج إجراءات الثقة الذي تشرف عليه المفوضية السامية لشؤون اللاجئين».واتفقت الأطراف على الاستئناف الفوري للزيارات العائلية عن طريق الجو وتسريع الشروع في تنظيم الزيارات عن طريق البر". وأعلن روس، في هذا الصدد، أن اجتماعا بين الوفود الأربعة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين سينعقد قريبا بجنيف لمراجعة تنفيذ مخطط العمل برمته والتوجه نحو إطلاق الزيارات عن طريق البر. رشيد باحة

جولة مانهاست تحاول بناء أجواء الثقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاتحاد الأوربي طالب المغرب بتفعيل توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة

أكشاك لبيع الخضر والفواكه بمحاور طرقية بتاونات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات