مهرجان التبوريدة بدار بوعزة.. باقة من الفرجة والمتعة

يشارك فيه أزيد من 400 فارس من مختلف المدن ويضم معرضا تجاريا وفضاء للألعاب على بعد سويعات من انطلاق أنشطة ثالث أيام مهرجان دار بوعزة للفروسية التقليدية، كانت ثلاث شاحنات صهريجية تقطع أرضية «المْحْرَكْ» جيئة وذهابا لترش تربته. الشاحنات تتحرك بسرعة بطيئة حتى تنال كل بقعة من الأرضية المتربة نصيبها من الماء. إنها الساعة الثالثة زوالا وبضع دقائق. هبات الريح القادمة من شاطئ بلدية دار بوعزة، الذي لا يبعد إلا ببضع عشرات من الأمتار عن موقع التبوريدة، تلطف كثيرا سماء «الموسم» وتخفف حدة أشعة شمس الزوال الحارة. 400 فارس على جنبات «المْحْرَكْ» تنتصب خيام كل واحدة من الأربعين سربة المشاركة في دورة هذا العام، والتي تحمل رقم 27. الفرسان ومساعدوهم يتحلقون حول موائد الغداء. روائح أطباق الدجاج المحمر و«قصاعي» الكسكس تفوح من كل مكان «خْزَانة» تقريبا. «البلدية مامقصراش ف حقنا»، يقول عبد الله الحارث، قائد سربة دار بوعزة للفروسية، وهو يقصد المجهودات والإمكانيات التي رصدتها بلدية دار بوعزة من أجل تحقيق شرطي «الفرجة والمتعة» لسكان الجماعة والدواوير المحيطة، وكذلك ضيوفها.ويستطرد الحارث قائلا، في تصريح ل»الصباح»، إن البلدية وفرت كذلك الماء والكهرباء للفرسان المشاركين. ثم يشرح أن هذا الكرم الذي تتعامل به البلدية مع المهرجان السنوي للتبوريدة بدار بوعزة يمثل عاملا مساعدا على استقطاب «سْرْبات» من مختلف مدن المملكة. ويضرب لذلك مثالا بالمشاركة الواسعة والمتنوعة في دورة هذا العام، إذ تشارك في هذه الدورة فرق من الصويرة وشيشاوة وعبدة ودكالة ومديونة، وخريبكة، وأخرى من أقاليم الصحراء... غير بعيد عن الخيمة التي التقينا فيها الحارث، الذي حاز الجائزة الثانية في مسابقة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية ثلاث مرات متتالية منذ نسخة 2010، تنتصب خيمة شاسعة بها كل تجهيزات إعداد وجبات الفرسان المشاركين، الذين يقول الحارث إن عددهم في هذه الدورة يقارب 400 فارس. بعض الفرسان ومساعديهم الذين انتهوا من تناول وجبة الغداء شرعوا في الاعتناء ببنادقهم. فمنها ما يحتاج إلى تليين الزناد، وأخرى تحتاج فقط إزالة ما علق بها من غبار...ما يميز هذا المهرجان، على حد تعبير الحارث وبعض الفرسان الذين كانوا رفقته خلال لقائنا بهم، أنه يُقام في فضاء شاسع لا يبعد عن شاطئ دار بوعزة، الذي صُنف هذا العام في تقرير وزارة النقل والتجهيز ومديرية الماء والبيئة بوزارة الطاقة والمعادن على أن مياهه ذات جودة عالية، إلا بمسافة قصيرة. فمع دنو عقارب الساعة من الرابعة عصرا بدأ يعود مصطافو الشاطئ أدراجهم صوب ساحة التبوريدة. أطفال وشباب يلتحفون مناشفهم. بعضهم في سروال قصير فقط مازالت مياه الشاطئ تقطر منه. فرجة وتسوق وترفيهالعائلات التي اختارت شاطئ دار بوعزة للتخييم بدورها، بمجرد أن تستشعر قرب انطلاق المسابقات، ارتأت أن تجمع بين متعة مياه البحر الزرقاء المنعشة، وأطوار مسابقة التبوريدة التي تعلوها أصوات البارود الذي يلعلع في سماء دار بوعزة محولا إياها إلى كرنفال احتفالي. «أحاول كل سنة ألا أفوت فرصة الاستمتاع بالمهرجان رفقة زوجي وأبنائي»، تقول فاطمة نوصيري، وهي أم من الحي الحسني قدمت رفقة زوجها وأبنائها الثلاثة إلى شاطئ دار بوعزة من أجل الاستجمام والاستمتاع بفنون التبوريدة الأصيلة. ثياب أطفالها الثلاثة كانت لا تزال تنز ماء. الزوج يحمل في يديه الواقي من الشمس وكلهم متجهون إلى «المْحْرَكْ» لمتابعة أطوار مسابقات المهرجان التي تنطلق كل يوم بعد صلاة العصر.إلى جانب أجواء الفرجة والاستمتاع التي يساهم المهرجان في خلقها، طيلة عشرة أيام، يتميز هذا النشاط الاحتفالي بتنظيم معرض تجاري خاص بلوازم البيت، خاصة الأواني وتجهيزات المطابخ. قبل انطلاق مسابقات التبوريدة تجد كل القادمين إلى موسم دار بوعزة يقصدون رأسا المعرض قبل التعريج على باقي الفضاءات. فجولة قصيرة في فضائه ستحدثك بأخبار النسوة اللائي أتين إلى هنا بحثا عن الفرجة والترويح عن النفس وهربا من روتين البيت، وكذلك رغبة في العثور على ما يؤثثن به مطابخهن أو يجددن به لوزام هذه الركن من البيت.وليس الباحثون عن التسلية والترويح عن النفس من الكبار من وجدوا ضالتهم في مهرجان دار بوعزة، بل إن المنظمين، على رأسهم مجلس بلدية دار بوعزة، ارتأوا أن يخلقوا كذلك فضاء خاصا بالأطفال من هواة المراجيح والألعاب الكهربائية. فبقدر ما يستقطب المعرض التجاري النساء الراغبات في التسوق بقدر ما يتهافت الأطفال على الرواق الخاص بألعابهم، خاصة الجناح الخاص بسيارات الأطفال الكهربائية. «تبارك الله عليهم فكروا ف كلشي»، يقول أب وهو ينتظر أن ينهي ابنه ذو خمس سنوات الحصة الزمنية المخصصة له من اللعب على متن سيارة كهربائية.على خلاف دورات الأعوام الماضية، لا تتضمن دورة هذا العام أي نشاط فني أو موسيقي. فقد اعتاد زوار المهرجان وضيوفه أن يكون مسك ختام كل يوم تبوريدة سهرات وحفلات فنية راقصة ينشطها نجوم الفن الشعبي المغاربة، وهو ما كان يجعل الموسم كرنفالا حقيقيا، إلا أنه، كما تقول مصادر «الصباح»، ولدواع تنظيمية صرفة قرر المنظمون استثناء الفقرات الفنية من لائحة أنشطة المهرجان لهذا العام، ذلك أن الإقبال الكبير للجماهير كان يؤدي إلى اختناق في حركة المرور وأحيانا تعطيلها في المنطقة التي ينظم فيها المهرجان وكذلك المناطق المحيطة بها.محمد أرحمني

مهرجان التبوريدة بدار بوعزة.. باقة من الفرجة والمتعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الدورة الرابعة للجامعة المواطنة بكلية الآداب أكدال

"هذه أنا" السيرة الذاتية لبديعة ريان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات