فاس والكل في فاس : سرداب يربط البرجين الشمالي والجنوبي

ينهي «الصنايعي» عبد العالي السليفي الذي سبق أن عمل بفندق، حديثه عن «البوير»، الذي يقول إنه كان بوابة من البوابات المؤدية إلى برج النور بمنطقة المرينيين، وكان يستغل مخبأ للجنود لإعداد الغارات على العدو، عبر التسلل إلى أحد البرجين، أو إنقاذ السكان عبر النفق المؤدي إلى باب الفتوح . ومنه ومن عين علو، يواصل السليفي، هذا الجولان الافتراضي، إلى زنقة كانت مختصة في إنتاج الحديد، والعطارين التي سميت كذلك، لأنهم «كانوا يبيعون فيها العطور بأنواعها، تلك الخاصة للطعام وطهوه، والمتعلقة بالزينة»، مشيرا إلى وجود أكثر من سبعة أسواق مرتبطة بالعطارين. ويخص بالذكر منها، «سوق الحايك» المختص في بيع «الحياك»، و»سوق التليس» المختص في إنتاج الزرابي وبيعها، إضافة إلى «الدريبعة» الموجود فيها كل أنواع الخياطة، «كيشري الجلابة من سوق الحايك ويدخلها للدريبعة للمعلمين الخياطة، وكان هذ الشي ف»الديوان» يقول عبد العالي. وفي «الديوان» تباع كل السلع، وهي أحد الممرات المستحقة للمعاينة، قبل الوصول إلى «الصاغة» المشتهرة تاريخيا بوفرة محلات بيع الشاي بأنواعه، إذ يورد الرجل، قصصا جميلة عن عادات الفاسيين في ذلك، بينها إكرام الزبون، بإعداد «براد» على شرفه لتذوق السلعة، قبل الشراء. «يلا شريتي أتاي من الصاغة، ما تدوزش على عين علو».. مثل جاء على لسان السليفي، مبررا ذلك بقرب الموقع من منطقة عن علو المتوفرة على عدة محلات تجارية مختصة في بيع «قطران»، لأن «اتاي كيشم من القطران على بعد 10 أمتار»، لذلك كان الزبناء يغيرون مسار طريقهم. ولأهمية هذا السوق، سمي عالم وفقيه و»كرسي» في جامع القرويين، باسم «أتاي»، حسب ما أورد ذلك الباحث سعيد العفاسي، إذ أطلق عليه «محمد العلمي أتاي» لاشتهاره ببيع الشاي في ساحة الصاغة المسماة نسبة إلى احتوائها على محلات صياغة الذهب والفضة، قبل تحولها لبيع الشاي. وكي لا يدخلوا عين علو، كانوا يختارون طريق الجوطية، فيما قال الرجل، إن للشاي جاذبية كبيرة، قبل أن يواصل إرشاد قارئ «الصباح»، إلى بعض مسارات الولوج إلى عمق المدينة العتيقة لفاس، في اتجاه ضريح المولى إدريس والعطارين و»المدرسة ديال العطارين» حيث كان الطلبة يدرسون وينامون. تلك «المدرسة» بتسكين الميم والراء ونصب الدال، التي يقول عبد العالي إنها أنشئت على عهد المولى سليمان»، كانت قبلة حفظة القرآن من ضواحي المدينة، لدراسة فنون الجبر والتفسير، وتعتبر واحدة من روافد جامع القرويين، نقطة انطلاق أخرى لجولة أخرى، في اتجاه بوطويل. يقول عبد العالي السليفي، إن بوطويل كان شخصا طويل القامة ومتزوج لكنه لم يرزق بذرية، وكان له رياض غير بعيد عن جامع القرويين، أراد بانو الجامع، شراءه وتحويله إلى مرحاض، ما لم يقبله قبل أن يهب الرياض لطفل ابتسم في وجهه، وتعمد والدته إلى بيعه بعد وفاة صاحبه. وأوضح أنه بني في موقع الرياض، مرحاض و»المدرسة المصباحية» التي لها أحباس كثيرة أكبر من جامع القرويين، حتى لليمن، حسب ما هو مثبت في لوحة أحباسها الرخامية، إذ كان كل طالب ناجح يعمد إلى وقف بعض ممتلكات أسرته، عليها بعد عودته إلى بلده. ويقول إن هذه «المدرسة» التي كان الطلبة يقطنون ويتابعون الدراسة فيها، هي المكتبة الأولى لجامع القرويين، ولها منفذ إلى العطارين، وهي الآن مغلقة، فيما يستغرب الباحث سعيد العفاسي، تحويل دار إمام القرويين ومرحاض النساء، إلى محلين تجاريين لبيع منتوجات الصناعة التقليدية. وتحدث عن نفائس يزخر بها جامع القرويين، بينها سيف في صومعتها يعود إلى المولى إدريس، حين أمرت «كنزة» بعد اهتدائها إلى تفريق مملكة المغرب إلى دوليات وبعد أن عهدت بتدبير أمور فاس ليحيى بن إدريس، وخصام أبنائها حول من له أحقية امتلاك السيف، (أمرت) بوضع السيف في الصومعة. حميد الأبيض (فاس)

فاس والكل في فاس : سرداب يربط البرجين الشمالي والجنوبي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شباب الحسيمة محتاج إلى تعزيزات

ذاكرة الأولمبياد : عـويطة... الشرارة الأولى للعصـر الذهبي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات