في الشارع الموازي لـ"قيسارية" درب عمر اصطف عشرات الشباب والنساء واضعين أمامهم طاولات صغيرة تضم أنواعا مختلفة من المتفجرات إلى جانب لعب مختلفة احتفاء بعاشوراء. هذه السنة أطلق صناع ومروجو اللعب النارية عليها أسماء مثيرة لنجوم كرة القدم العالمية كزين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو من أجل حذب الشباب والمراهقين الأكثر إقبالا على هذا النوع من السلع المحفوفة بالمخاطر.المنظر كان غريبا مساء الاثنين بقيسارية درب عمر. شباب يقفون في الشارع وآخرون يجلسون إلى طاولات صغيرة يعرضون بضاعتهم دون أدنى تخوف أو اضطراب، وكأن البضاعة التي يبيعونها عادية، وليست محظورة قانونيا، لما لها من خطورة على صحة وسلامة المجتمع. امرأة في الخمسين من عمرها استشاطت غضبا بعد سؤالها هل تعلم أن المواد التي تتاجر بها محظورة قائلة "مالي كنبيع الكوكايين" معتبرة أن ما تبيعه لا يتعدى قنابل صغيرة مخصصة للعب ولا ضرر منها على مستعمليها، وأن جميع من يتحدثون عن خطورتها اليوم سبق لهم أن لعبوا بها عندما كانوا أطفالا. وشددت المرأة التي بدت عليها علامات الثقة في النفس أن هذه اللعب الصغيرة إذا كانت محظورة فستمنع السلطات دخولها إلى المغرب وستمنع كذلك بيعها داخل الأسواق، وهو الأمر الذي لم يحدث، فهي تبيعها منذ اقتراب عاشوراء ولم يسبق لأي دورية أمنية أو تابعة للسلطة المحلية أن حلت بالسوق لمراقبة ما يباع فيه أو مصادرة اللعب المتفجرة.هذا الرأي يؤكده أحمد الذي لا يملك طاولة ليبيع عليها بضاعته أمام "القيسارية" ولذلك فهو يحملها في حقيبة صغيرة وضعها على ظهره، وحمل منها عينات بيده لعرضها على الزبناء. أحمد يقول أن "زين الدين زيدان" هو نجم متفجرات عاشوراء هذه السنة والإقبال عليه كبير من طرف الشباب والمراهقين الذين يقتنونه بكثرة رغم وجود أنواع أحسن وأرخص. ويضيف أن نوع كريستيانو رونالدو يعرف إقبالا كذلك إلى جانب زيدان، كما أن الشهب الملونة تجد إقبالا كذلك من طرف مشجعي الفرق الرياضية خاصة الوداد والرجاء، وهو ما يفسر الإقبال الذي تلقاه الشهب الخضراء والحمراء التي باع منها كميات مهمة خلال الديربي الأخير الذي جمع الوداد بالرجاء ويعيد أحمد الإقبال على هذا النوع من الشهب إلى كونها صغيرة الحجم ورخيصة الثمن، إذ لا يتجاوز ثمنها الستة دراهم ويمكن إخفاؤها بسهولة على رجال الأمن بالملعب. ويبلغ ثمن علبة صغيرة من متفجرات زيدان 20 درهما وهي كافية لإحداث انفجارات تصم الآذان، كما تؤدي إلى جانب أنواع أخرى خطيرة مثل "البوطة" والقنبولة" ومتفجرات أخرى شبيهة بقوالب السكر صغيرة الحجم إلى إحداث انفجارات قوية يمكن أن تؤذي الإنسان إذا ما انفجرت بين أصابعه أو قريبا منه، وأضرارها يمكن أن تصل إلى فقدان أحد الأصابع أو عين كما حدث مع حالة طفل الجديدة الذي فقد عينه بعد انفجار قنبلة كان يلعب بها مع أصدقائه.مصدر من بائعي اللعب بسوق درب عمر أكد للصباح أن مصدر هذا النوع من المتفجرات هو الصين، وأن هناك تجارا متخصصين في تزويد السوق المغربي بهذا النوع من اللعب الخطيرة على أمن وصحة المواطنين، معتبرا أنه لا توجد أي مراقبة على دخول هذه المواد بالموانئ لأن مستورديها غالبا ما يعمدون إلى تغيير طبيعتها الحقيقية وعدم الكشف عنها، كما أن السلطات تتسامح وتسمح ببيع هذا النوع من المواد الضارة والمحظورة بحكم القانون وهو ما لا يجد له تفسيرا. إسماعيل روحي