تـوجهنـا ليـس سيـاسيـا

مديرة تحرير "فرانس 24" أكدت أن الثورات العربية ساعدت القناة على الانتشار أكثر أكدت ناهدة نكد، مديرة التحرير في "فرانس 24"، أن القناة استطاعت تحقيق نسبة مشاهدة قوية في العديد من بلدان المغرب العربي، خاصة في تونس ثم الجزائر، في الوقت التي تظل نسبة متابعة القناة من طرف المغاربة هي الأضعف، وأرجعت ذلك إلى ضعف الحملات الدعائية للقناة في بلادنا. وقالت نكد، في حوار مع "الصباح"، على هامش ندوة صحافية عقدتها القناة أخيرا بالدار البيضاء، إن "فرانس 24" تتعامل مع الأحداث الداخلية لجميع البلدان، بما فيها المغرب، بحيادية وصدقية، دون الترويج لموقف سياسي معين أو عقيدة معينة. في ما يلي تفاصيل الحوار: أين تموقع قناة "فرانس 24" نفسها في الحقل السمعي البصري العربي، مقارنة بقنوات أخرى رائدة في المنطقة مثل "الجزيرة" أو "العربية"؟تمكنت قناة "فرانس 24" من أن تجد موطئ قدم لها في الإعلام السمعي البصري العربي، كما استطاعت أن تحقق نسبة متابعة قوية لها في بعض البلدان المغاربية مثل تونس على الأخص، والجزائر. استطعنا أن ننافس بشكل قوي، وفي مدة وجيزة، قنوات مثل "الجزيرة" و"العربية"، مع الفارق طبعا في الإمكانيات المالية بيننا وبينهم. بل إننا تجاوزنا قناة "العربية" أحيانا في نسبة المشاهدة في بعض البلدان ومن بينها المغرب، إذ أثبتت دراسة قمنا بها في خمس مدن مغربية من خلال أحد المكاتب، أن نسبة مشاهدة قناتنا يوميا تبلغ 6 في المائة، مقارنة مع "العربية" التي تحقق 4 في المائة. أما قناة "الجزيرة"، فما زالت نسبة مشاهدتها في المغرب قوية، وهي أقوى منا بثلاثة أضعاف تقريبا، إذ تسجل حسب الدراسة نفسها نسبة 19 في المائة. نجحنا بدرجة أقل في المغرب، في استقطاب المشاهدين، مقارنة مع باقي بلدان المغرب العربي مثل تونس أو الجزائر. ما هو السبب في نظركم؟إننا لا نتمتع بالشهرة نفسها التي لدينا في تونس أو الجزائر. ربما لأننا لم نقم بما يكفي من الحملات الدعائية في المغرب، لكي يعرف المشاهدون من نحن وماذا نفعل؟ كانت هناك ملاحظات على تغطية القناة للأحداث الداخلية للمغرب مع انطلاق ما يعرف ب"الربيع العربي"، وصلت إلى اتهامكم أحيانا بعدم الحياد، خاصة في ما يتعلق بتعاطيكم مع حركة 20 فبراير. ما ردكم؟أستطيع أن أؤكد لك أن عدم الحياد ليس من مبادئ قناة "فرانس 24". لقد قدمنا للمشاهدين الأحداث التي وقعت كما هي، بصدق ودون تحيز. لكن عموما، يلام الصحافيون، باختلاف تخصصاتهم، على تغطيتهم للأحداث السلبية دون الإيجابية، رغم أن ذلك أمر منطقي. فإذا كانت الأمور كلها عادية، لا يهم ذلك المشاهد في شيء، لكن حين يتعلق الأمر بمظاهرات أو انفجار أو غيره، يكون عاديا أن تتبعه الصحافة والمشاهدون على السواء. أكرر القول إن "فرانس 24" ليست لديها أي نية أو غاية في تغيير الخبر أو توجيهه أو تسليط الضوء على أمور بعينها خدمة لخط سياسي معين، وإلا فإن القناة ستفقد مصداقيتها، رأسمالها الوحيد، وضمانتها الوحيدة تجاه المشاهد. نحن نقدم الخبر مجردا ونسمح للشعوب بتكوين رأيها بنفسها، في إطار حرية التعبير التي نتميز بها. لسنا نروج لموقف سياسي معين أو عقيدة معينة. المشروع الذي أسست لأجله القناة كان فكرة حكومة فرنسية ذات توجه يميني. هل سيكون هناك تغيير في خط القناة وسياستها مع وجود حكومة يسارية اشتراكية على رأس السلطة في فرنسا اليوم؟نحن نحافظ على التوجه نفسه، لأنه ليس توجها سياسيا. وسنظل على ذلك لأنه هو ما يميزنا. تغطيتنا مهنية وأخلاقية وإذا فقدنا هذين العنصرين سنفقد معهما مصداقيتنا. إلى أي حد ساهمت الثورات في العالم العربي في رفع نسبة مشاهدة القناة في المنطقة؟أطلقنا البث بالعربية لمدة 24 ساعة في أكتوبر 2010، أي قبل اشتعال شرارة الثورات في البلدان العربية بقليل. وأستطيع أن أقول إننا من أقوى القنوات التي غطت الثورة التونسية أولا بأول، خاصة بفضل العلاقات الوطيدة والمباشرة التي استطاع صحافيو القناة نسجها مع المتظاهرين أنفسهم، ومع بعض المسؤولين، مما مكنهم من الحصول مثلا على أولى الصور الخاصة بتلك الثورة. وبفضل تلك العلاقات أيضا، كنا أول من عرف بخبر مغادرة زين العابدين بن علي للبلد، لقد كنا حاضرين بقوة وتمكنا من إنجاز أفضل تغطية للثورة التونسية. وبما أن التونسيين تناقلوا الأخبار والصور التي قدمناها للمشاهدين من خلال قناتنا، عبر المواقع الاجتماعية مثل "فيسبوك" و"تويتر"، وكانوا على تواصل مع ثوار آخرين في مصر وفي بعض البلدان العربية الأخرى، اكتسبنا شهرة أكبر. لقد واكبنا الثورات في العالم العربي، وفعلا ساعدتنا على الانتشار أكثر، إضافة إلى ذلك، فإن صحافيينا يشبهون كثيرا المتظاهرين في تلك البلدان العربية. أجرت الحوار: نورا الفواري

تـوجهنـا ليـس سيـاسيـا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رقيب بمديرية الدراما

بـالـوتـيـلـي يـقـهـر ألـمـانـيـا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات