مــــــؤيـــدون ومـعــــارضــــون

البعض يعتبرها مسألة حتمية وآخرون يفضلون أن تظل طي الكتمان تظل علاقات ما قبل الزواج واحدا من "التابوهات" التي لا يحب المجتمع تناولها كموضوع، أو الحديث عنها إلا في إطار "التجمعات" السرية أو الحميمية، سواء بين الرجل وأصدقائه، أو المرأة وصديقاتها. وتظل الآراء حول هذا الموضوع متباينة بين مؤيد لمثل هذه العلاقات ومشجع عليها، على اعتبار أنها تكسب الإنسان الخبرة وكيفية التعامل مع الآخر، في الوقت الذي يفضل آخرون عدم الاعتراف بوجودها، وحتى إن وجدت فعليها أن تظل طي الكتمان. ربيع، شاب في بداية الأربعينات من عمره، متزوج وله طفلان، اعتبر في تصريح ل"الصباح"، أن علاقات ما قبل الزواج أصبحت اليوم مسألة حتمية ومقبولة، في ظل الانفتاح الذي يعرفه العالم، وفي ظل انتشار التكنولوجيا الحديثة. يقول "في الماضي، كانت هذه النوعية من العلاقات مرفوضة تماما، وكان الرجل إذا أراد الزواج من إحدى الفتيات، يخضعها للمراقبة ويسأل عنها الجيران والأصدقاء والمعارف للتأكد من حسن سيرها وسلوكها، أما اليوم، فأصبح الرجل يفضل عدم الدخول في بعض التفاصيل ويتجنب السؤال، لأن الأمر أصبح عاديا ومن المسلمات". ويضيف "لا فرق هنا بين رجل وامرأة، فمثلما من حق الرجل أن تكون له علاقات قبل الزواج، من حق المرأة أيضا أن تكون لها تلك العلاقات. إنها أمور أصبحت متجاوزة اليوم".كاميليا، فتاة في سن الثلاثين، تخالف ربيع الرأي تماما، وتقول "المجتمع يتسامح مع الرجل إن كانت له علاقات ما قبل الزواج، بغض النظر عن طبيعتها، أما البنت، فالأمر غير مسموح به تماما. لذلك أفضل شخصيا أن لا أقيم أية علاقة مع شاب كيفما كان نوعها، حتى لا يؤثر ذلك على علاقتي مع زوجي في المستقبل، ومع عائلته وحتى لا أسبب الحرج لعائلتي، فأمر تلك العلاقات ينتشر مثل النار في الهشيم، والجميع يحب أن يخوض في مثل هذه المواضيع التي تتعلق بشرف المرأة". ثم تضيف كاميليا (الاسم المستعار الذي اختارته محدثتنا)، بعد برهة من التفكير: "وحتى إن وجدت مثل هذه العلاقات في حياة أي شابة، فمن المهم جدا أن تظل طي الكتمان، وأن لا تخبر بها أحدا، خاصة زوجها، لأنها بذلك تجني على نفسها وعلى عشها الزوجي".أما ليلى، أستاذة لغة إنجليزية، فتعتبر أن هذه العلاقات عادية جدا في أيامنا الحالية. وقالت في حديث إلى "الصباح": "نحن في مجتمعنا المغربي نعرف جيدا أن مثل هذه العلاقات موجودة، لكننا نفضل أن نكذب على أنفسنا. فالزوج يقول لزوجته إنه لم يحب امرأة قبلها، وأن كل ما مر به مجرد علاقات عابرة ومغامرات عاطفية لا تستحق أن تذكر، والمرأة تنفي تماما أمام زوجها أن تكون لديها أية علاقات قبله، فبالنسبة إليها، يمكن لذلك أن يزرع الشك والفتنة بينهما. إنها تفضل أن تعيش علاقة الحب مع عشيقها وعلاقة الاحترام مع زوجها. إننا نكذب على أنفسنا حين ننفي وجود مثل هذه العلاقات".من جانبه، يعتبر يوسف، صحافي، في رده على سؤال حول إمكانية تأثير علاقات ما قبل الزواج على الحياة الزوجية في ما بعد، أن وجود علاقات ما قبل الزواج مسألة طبيعية، باعتبارها جزءا من الماضي، الذي تنتهي علاقة الشريكين به بمجرد الزواج. وأضاف يوسف "على الزوجين أن يتفقا مسبقا على مثل هذه الأمور، لذلك لا أعتقد أن مثل هذه العلاقات يمكنها أن تؤثر على حياتهما الزوجية".منير، شاب مقبل على الزواج، يشتغل إطارا بأحد المؤسسات البنكية، يشجع على أن يكون للشخص، رجلا أم امرأة، علاقات قبل الزواج. يقول "ضروري تكون علاقات ما قبل الزواج. إنها مسألة طبيعية وعادية بحكم أن سن الزواج أصبح متأخرا وبالتالي فيستحيل أن ينتظر الشخص بلوغ 30 أو 40 سنة، لإقامة علاقة عاطفية أو جنسية، وإلا سيصبح شخصا عصابيا. لكن المطلوب في هذه النوعية من العلاقات أن تكون في إطار المسؤولية، وبالشكل الذي يساهم في صقل شخصية الشباب".الرأي نفسه تقريبا، تقتسمه لمياء (طالبة) مع منير، حين تقول "أكيد أن العلاقات التي تسبق الزواج ضرورية، شرط أن تكون جدية وليست عابرة. هذا لا يعني أنها يجب أن تنتهي بالزواج، لكن على الأقل أن تكون مسؤولة". وتضيف لمياء "هذه العلاقات تزيل الحواجز بين الزوجين وتسمح بتكوين خبرة في التعامل مع الآخر في إطار العلاقة الزوجية. فقبل أن يدخل الواحد منا مغامرة الزواج، ستكون لديه فكرة عن الآخر وكيفية التعامل معه وتدبير الخلافات والصراعات المحتملة". نورا الفواري

مــــــؤيـــدون ومـعــــارضــــون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حطام سفينة بطرفاية يهدد البيئة

عمرو خالد يتطرق إلى علاقات ما قبل الزواج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات